قال عضو الكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح البردويل: إن حركته لن تنتظر طويلاً لانتهاء الجمود الفلسطيني والمؤامرة ضد قطاع غزة، مؤكداً أنهم سيطرقون جميع الأبواب لوضع حد للاستهتار بحقوق شعبنا.
وأكد البردويل خلال لقاء صحفي نظمه بمدينة غزة اليوم الثلاثاء أن حركته جلست مع جميع قوى وأطياف الشعب الفلسطيني لوضعهم بصورة التطورات السياسية والضغوطات التي يفرضها الرئيس محمود عباس تجاه غزة.
وأضاف “صبرنا ليس معناه العجز والاستسلام أو الضعف؛ فإن شعبنا لديه من أوراق القوة يمتلكها، ولن نستسلم لهذا الجمود، وسنطرق باب مصر وجامعة الدول العربية، وسنضع الكل أمام مسؤولياته أمام هذا الفشل والاستهتار بحقوق الشعب الفلسطيني”.
وحول توجّه الرئيس محمود عباس إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترمب، أكد البردويل أنه مشغول بقضايا كبيرة أكبر من القضية الفلسطينية، وأنها باتت في طي النسيان في وقت يتوغل فيه الاحتلال بالاستيطان في الضفة المحتلة.
وتابع حديثه “القضية الفلسطينية بات موقعها متأخراً على الصعيد الدولي، وترمب ليس لديه رؤية متكاملة وواضحة لحل القضية الفلسطينية، سوى أنه سيدعو لمؤتمر إقليمي تشارك فيه بعض الدول العربية والاحتلال والرئاسة الفلسطينية”.
وذكر أنه لن يكون هناك دولة فلسطينية؛ لأن المطروح لدى أمريكا هو تصفية القضية الفلسطينية، قائلاً “المفروض للرئيس أن يستجمع القوى الحية للشعب الفلسطيني، والاستعداد لما هو قادم علينا”.
وتساءل: “لماذا الاستهتار بأوراق القوة لشعبنا الفلسطيني، والانطلاق إلى مشروع غامض يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية؟”.
وحول اشتراط الرئيس محمود عباس للتراجع عن قراراته تمكين حكومة الوفاق الوطني في غزة، جدد البردويل تأكيد حركته جهوزيتها لتولي الحكومة لمهامها في القطاع وأن تحل اللجنة الإدارية فوراً.
واستغرب البردويل لغة الرئيس عباس ضد غزة أنها لم توافق على المبادرة القطرية، موضحاً أن حركته قدمت موافقتها على المبادرة، مضيفاً “الأصل أن نسمع من القطريين من وافق على المبادرة ومن لا يوافق، علماً أن أبو مازن نسف المبادرة نسفاً”.
وعن نتائج دعوة حركته لقيادات حركة فتح في غزة، بيّن البردويل أن نتائج لقاء القائدين أحمد حلس وروحي فتوح كانت إيجابية، مؤكداً أن اللجنة هي عملية إدارية لترتيب العمل بين الوزارات فقط، وفي حال تولي الحكومة مهامها في غزة فإنها ستكون منتهية”.
ولفت إلى أن حلس وفتوح أكدا أن قضية الخصم من رواتب موظفي السلطة مؤقتة، ولن يكون عليهم خصومات مطلع الشهر القادم، مستدركا أن ما بين يدي حركته من معلومات يقول إن الخصم سيستمر.
وأضاف “قلنا لهم من يأتي لتنفيذ ذلك، أجابوا أن لجنة حكومية في رام الله ستلتقي لجنة في غزة لتسليم الحكومة لكل المهام؛ لكن لم تأت أي لجنة، وكذلك قالو التفاصيل عند عزام الأحمد لكننا لم نر أي رد منه”.
وأكد البردويل أنه منذ فترة طويلة للنضال الفلسطيني لم يجتمع الفلسطينيون على وثيقة سياسية كوثيقة الوفاق الوطني الذي نادينا دائما أن تظل حاضرة في أي نقاش او برنامج.
وأضاف “هذه الوثيقة لم تنجح لأنه كان هناك انتقاء لبعض الملفات منها ملف منظمة التحرير كان المفترض أن تكون هيئة قيادية مؤقتة تضم فصائل غير ممثلون بالمنظمة، لكن للأسف المنظمة وسياساتها ظلت خاضعة إلى السلطة”.
وأشار البردويل إلى أن المصالحة الفلسطينية جابت العالم أجمع، وكانت هناك تدخلات قطرية وسنغالية ويمنية ومغربية؛ حتى وصلنا لاتفاق الشاطئ، وكان مطلب تشكيل حكومة وفاق وطني تتولى إدارة غزة وينتهي الانقسام، لكن هذه الحكومة رفضت تولي استحقاقاتها في غزة.
وذكر أن حركة حماس استقبلت الحكومة باحترام ووصلت إلى غزة؛ لكن ظلت هناك أيد خفية تقدم وتؤخر في الحكومة فما هو الهدف؟
وعلى صعيد إجراءات عباس ضد غزة، أوضح البردويل إلى أنه ذهب إلى خطوتين الأولى إما انتزاع الشرعية من القطاع بالقوة بالضغط عليه بالكثير من افتعال الأزمات، وإما أن نعطيه كل ما يريد من تفويض بدون ضجة.
ويتابع حديثه “هو يعلم أننا لا يمكن أن نفوضه بهذا شكل، هل من المعقول أن تعاقب شعبك بما فيهم أبناء فتح الذي قطعت رواتبهم؛ هل سيشكل ذلك شرعية ؟؟ “.
وحول اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء، أكد البردويل أنه تم كشف الكثير من أوراق القضية، وسيكون هناك ما يثلج قلوب شعبنا، وفق قوله.
وشدد البردويل أن حركته ماضية بدعم انتفاضة القدس في الضفة المحتلة، محذراً الاحتلال من مغبة أي اعتداء ضد قطاع غزة، قائلاً “من يعتدي علينا سنلقنه درسًا ولن يعود بعد ذلك إلى غزة”.