توالت ردود الأفعال حول التصريحات المنسوبة لأمير قطر، حيث اشتعل موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بتغريدات عديدة للأشقاء بدول الخليج من إعلاميين، وشخصيات عامة، ومواطنين، أكدوا فيها أهمية وحدة الصف العربي، وضرورة التصدي للحملات الكاذبة والإعلام الفاسد، وما يتم ترويجه ضد دولة قطر.
وعبر هاشتاج #قطر_ليست_وحدها الذي تصدر “تويتر”، شدد المغردون على دعمهم الكامل والوقوف بجانب أشقائهم القطريين، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وغرّد النائب في مجلس الأمة الكويتي د. جمعان الحربش قائلاً: التفاف الشعب الخليجي حول قطر أمام الحملة الكاذبة أكد أنه أكثر تمسكاً بالوحدة الخليجية، وهو حائط الصد الأول أمام إعلام الفتنة.
وغرّد علي براك البراك: على الشعوب العربية، والخليجية بالتحديد، التصدي للإعلام الفاسد والمخطط الخبيث ضد الشقيقة قطر.
وفي السياق ذاته، غرّد من السعودية هاشم الذيب قائلاً: #قطر_ليست_وحدها لأنهم أهل الشهامة والجود والكرم، وخليجنا ومصيرنا واحد.
وقال خالد اليوسف بن جشعم عبر حسابه: «قلتها زمان قطر العز والكرامة ما زلنا نشعر بشيء من الانتصار لحقيقة الفطرة العربية، ربي يحمي خليجنا، ويجمعهم على الخير دوماً #قطر_ليست_وحدها».
وأشاد أحمد سالم الصحفي بجريدة «الآن» الإلكترونية عبر حسابه في «تويتر» بمدى وعي وإدراك الكثيرين لهذه الحملة المدبرة ضد قطر، قائلاً: «تحية لكل مغرد احترم عقله ليميّز الغث من السمين، وعرف مدى هذه الحملة الظالمة والدنيئة والبعيدة كل البعد عن الأخلاق».
وكشف الدبلوماسي المصري السابق، عبدالله الأشعل، النقاب عن أن الحملة الإعلامية التي تشنها بعض وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية ومصر، ضد دولة قطر، سببه خلاف معها حول الموقف من “حماس” والحرب على إيران.
وأضاف: “عندما تبين أن قطر لا تؤيد تصنيف “حماس” بأنها منظمة إرهابية، وأنها ليست مع خيار الحرب ضد إيران، بدأ شن هذه الحملة”.
ومن الكويت قال أنور الحمد: نصرت قطر قضايا الأمة، ووقفت شامخةً دفاعاً في المحافل الدولية، وساندت الشعوب المنكوبة، وأنفقت المليارات لإنقاذ الضعفاء.. قطر في القمة.
وقال الكاتب السياسي الموريتاني محمد مختار الشنقيطي: تمزيق أرحام الأمة لا يستغرب من القرامطة الجدد، وآخر ذلك الوقيعة بين قطر والسعودية التي هي عمقها التاريخي والجغرافي والإستراتيجي.
وقال طارق الهاشمي، رئيس الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي: القنوات الفضائية والمواقع التي روجت لتصريح ملفق نسب لأمير دولة قطر رغم تكذيبه رسمياً إنما فقدت مصداقيتها وسمعتها الإعلامية، ومن مصلحتها الاعتذار.
واستنكر الكاتب والإعلامي القطري جابر الحرمي إصرار قنوات إعلامية عربية على نقل تصريحات مكذوبة إثر اختراق موقع “وكالة الأنباء القطرية”، وقال: إن هذا العمل يضرب الوحدة الخليجية، مؤكداً أن قطر ستقاضي المسؤولين عنه.
وقال الحرمي: إن من المستغرب والمستهجن أن يصل الأمر ببعض المؤسسات الإعلامية إلى الإقدام على عمل غير مهني، حيث أصرت على الكذب بالرغم من النفي الرسمي من الحكومة القطرية أمس لصدور تلك التصريحات، وبالرغم أيضاً من تأكيد وزارة الخارجية اليوم على أن موقع وكالة الأنباء قد تعرض للاختراق.
وأضاف أنه بعد انكشاف أمر التلفيق، انتقلت تلك المؤسسات من مربع الكذب الأول بنسبة تصريحات مكذوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى مربع الكذب الثاني عبر نسبة تصريحات أخرى غير صحيحة لوزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
وأبدى الكاتب القطري تعجبه من تهافت رواية تلك القنوات الفضائية التي نقلت التصريحات الملفقة بعد منتصف الليل مع أنها نُسبت إلى احتفال حضره الأمير في الساعة السابعة صباحاً، وقال: إن تلك القنوات قطعت برامجها واستنفرت كل قواها في الداخل والخارج لتغطية الخبر المختلق.
وقال الحرمي: إن العمل الصحفي يقتضي التحري والتدقيق عبر الاتصال بالشخصيات المسؤولة والجهات الرسمية للتأكد مما ينسب لأي مسؤول أو رئيس أو أمير من تصريحات، وهو ما لم تفعله تلك القنوات بل أصرت على التغطية حتى بعد النفي الرسمي.
وأكد الحرمي أن قطر لن تتردد في مقاضاة جميع الأطراف التي أقدمت على هذه الخطوة، لأنها ضربت الوحدة الخليجية في العمق، حيث لم يعتد المواطن الخليجي على مثل هذا “الانحطاط الأخلاقي” في التعامل، متسائلاً: “لمصلحة من تثار مثل هذه الأزمات؟”.
وقال رئيس تحرير جريدة “الشرق” القطرية صادق محمد العماري: إن اختراق موقع “وكالة الأنباء القطرية” منتصف الليلة الماضية هو جريمة قرصنة إلكترونية تقف وراءها جهات استخباراتية، مؤكداً أن القنوات التي نقلت التصريحات المزيفة كانت مستعدة مسبقاً لتغطيتها بهدف النيل من دولة قطر.
وأضاف أن هذا الاختراق تزامن مع اختتام قمم الرياض، ومع تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لقطر أنها شريك رئيس في مكافحة الإرهاب، وكذلك مع “فشل انقلاب عدن”.
واستنتج العماري من ذلك أن الاختراق لم يكن مجرد قرصنة عادية، بل كان فعلاً سياسياً يستهدف استمرار محاولات “شيطنة قطر” وإظهارها بمظهر الداعم للإرهاب.
وقال العماري: إن هناك ما يدعو للاستغراب من جاهزية قناتي “العربية”، و”سكاي نيوز”؛ لبث الخبر المزيف في الساعة 12:15 بعد منتصف الليل، وبعد ذلك بسبع دقائق ظهر أن القناتين قد جهزتا الضيوف والتقارير المصاحبة والفيديوهات المختلقة، وهو ما يعني أن هناك إعداداً مسبقاً للتغطية.
واعتبر أن من الغريب أيضاً استمرار تلك القنوات في النيل من قطر وإعادة تقديم الأخبار المزيفة رغم أن الحكومة القطرية أصدرت بياناً رسمياً ينفيها، كما أن “تلفزيون قطر” كان قد بث حفل تخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية الذي حضره أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الهواء مباشرة، ولم يكن متضمناً لتلك التصريحات المنسوبة للأمير.
وأشار العماري إلى أن تلك القنوات لفقت أيضاً الأكاذيب أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا العام الماضي، وأنها زعمت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاول اللجوء إلى ألمانيا لتشتيت الجبهة الداخلية التركية.
وأوضح العماري أن بلاده تعول على وعي المواطنين، لافتاً أيضاً إلى وقوف المغردين الخليجيين مع قطر في نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي لكشف التزييف.
من جانبه، علّق عمر دراج، الأمين العام للجمعية التأسيسية المصرية، على الهجمة الإعلامية على قطر قائلاً: الهجمة المنسقة لقناتي “العربية”، و”سكاي” تدل على أن مواقف قطر المستقلة الداعمة لقضايا الأمة تجعلها مستهدفة، لكن قطر قادرة على الصمود والتحدي.
وقال داهم القحطاني، سياسي وإعلامي كويتي: دولة قطر تعرضت لاختراق في “وكالة أنباء قطر”، وواضح جداً حتى للمبتدئين أن من صاغ الأخبار ضد دول الخليج مجرد هاكر مدسوس من استخبارات معادية.