– شخصية نشطة تحمل هموم الشعوب الإنسانية المضطهدة وترفع صوتها في البرازيل دعماً لها
ساوباولو – البرازيل
“شعيب الذي كان حريصاً دائماً على المشاركة في أي مظاهرات تتم في البرازيل لرد الظلم عن المظلومين في العالم على قدر استطاعته؛ توفى البارحة”..
بهذه الكلمات نعى ووصف حسين علي الصيفي، الناشط في مجالات الدعوة والإعلام في البرازيل، وفي تصريحات خاصة لـ”المجتمع”، بوشعيب محمد سفير، الذي كان ينتفض دوماً في أكبر دولة بأمريكا الجنوبية بغرب الأطلسي، نصرة للإنسان المظلوم في شتى بقاع الأرض.
وقال الصيفي: كان شعيب يحرص على المشاركة في أغلب المسيرات التي تنظم بالبرازيل نصرة للمظلومين في الأرض، وقبيل وفاته شارك في مظاهرة بتاريخ 10 سبتمبر لنصرة لمسلمي الروهنجيا الذين يتعرضون لأبشع حملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية في بورما.
وأضاف: كان شخصية نشطة ومتحركة ويحمل هموم الشعوب الإنسانية المضطهدة ويرفع صوتها في البرازيل دعماً لها.
ونشر أحد أصدقائه على “الفيسبوك” ويدعى إبراهيم خليل، صورة شعيب في مظاهرة بورما الأخيرة وهو يرفع لافتة يندد بالمجازر التي يتعرض لها إخوانه من الروهنجيا وعلق عليها بالدعاء والوصف: “اللهم عبدك بوشعيب سفير ساعد إخوانه في بورما بقدر طاقته اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه”.
وكان آخر ما كتبه شعيب على صفحته في “فيسبوك”: لظروف صحية لم أحضر افتتاح المؤتمر الإسلامي الـ30 الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبي والذي نشارك للمرة 25 على التالي اليوم نحضر يوم الثاني.. والمؤتمر تحت عنوان “الهوية الإسلامية للأسرة المسلمة بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي وسبل المحافظة عليها”.
نصرة الإنسان المظلوم
وفي سياق متصل، شدد الصيفي بأنه لا بد لكل مسلم بالعالم أن يتحرك لدفع الأذى عن المظلوم والنهي عن المنكر، وذلك عن أي مخلوق في الكون، سواء أكان مسلماً أو غير ومسلم.
وأضاف: وما نراه في الأحداث الآنية الواقعة على مسلمي الروهنجيا، ما يتقطع له القلب وتدنى له الجبين، من قتل وتحريق وتمثيل وتشريد للمدنيين من أطفال ونساء ورجال؛ لذلك يتحتم على كل غيور على الإنسانية والأعراض، ممن ينشد العدل بين الناس وخاصة المسلمين، أن يمدوا يد العون لإخوانهم المظلومين في آراكان المنكوبة، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا” وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ…”.
وحول الأدوار التي يمكن أن تقوم بها الأقليات المسلمة حول العالم في نصرة إخوانهم الروهنجيا في بورما، أوضح الصيفي، بأن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها؛ لذلك هناك أمور تقدر عليها الأقليات المسلمة في دول العالم، من بينها:
أولاً: توحيد كلمتهم في الإعلام بمختلف وسائله وأنواعه، مطالبين برفع الظلم عن هؤلاء الناس، والخروج في مظاهرات منددة في كل أنحاء العالم.
ثانياً: التعاون مع الهيئات الخيرية المتنوعة، لإمداد المشردين منهم بالمواد الغذائية، والطبية، وتفرغ من يستطيع من الأطباء للمساعدة في إسعافهم وتطبيبهم.
ثالثاً: سعي من كان له التأثير على السياسيين في بلده أن يبادر في دفع هؤلاء السياسيين إلى إنكار ما يقع على هؤلاء الضعفاء.
وحول جهود الجالية الإسلامية في أمريكا اللاتينية في هذا الملف؛ أشار الصيفي، بأنها كانت دائماً في إغاثة الملهوف والمظلوم؛ “فقد سبق لها أن قامت بعدة مظاهرات نددت بالظلم الذي وقع ويقع في أنحاء العالم، كما أنها جمعت مواد غذائية وألبسة ومواد طبية وأرسلتها عبر إحدى الهيئات الخيرية العالمية لنصرة أهلنا في البوسنة والهرسك، بالإضافة إلى عدة تحركات اجتماعية وخيرية لنصرة المشردين من السوريين وهذا الدور سوف يتواصل مع كافة الحالات الإنسانية الطارئة مثل الأزمة الحالية الإنسانية في بورما.