قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الأحد: إن تدخل التحالف الدولي لمكافحة “تنظيم الدولة” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، هو عملية تحيز واضحة لتنظيم “ب ي د” الإرهابي، وأسفر خلال 3 سنوات عن كلفة دموية.
جاء ذلك في تقرير للشبكة صدر الأحد، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لتدخل التحالف في سورية.
وأوضح التقرير أن “قوات التحالف بدأت حملتها العسكرية الموجهة ضد تنظيم الدولة في سورية منذ 23 سبتمبر 2014، وشنَّت في ذلك اليوم عدة غارات على مواقع في محافظة الرقة (شمال شرق)، كمطار الطبقة العسكري، ومواقع جبهة النصرة بريف إدلب (شمال غرب)”.
وأضاف أنّ “قوات التحالف استمرّت في شنّ هجماتها الجوية على مناطق تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، وتركّزت هذه الغارات على محافظات حلب (شمال) والرقة، ودير الزور (شرق)، والحسكة (شمال شرق)، وبشكل أقلّ على محافظتي حمص وحماة (وسط)، ولم تظهر في ذلك الوقت سمة اصطفاف علني في الهجمات إلى جانب أحد أطراف النزاع حتى نهاية 2015”.
وقالت الشبكة: إنه “بدا جليّاً أنَّ قوات التحالف بدأت تدعم وبشكل صارخ قوات الإدارة الذاتية المكونة بشكل رئيس من قوات (ب ي د) فرع (تنظيم) بي كا كا تحت مُبرّر محاربتها تنظيم الدولة”.
وأوضحت أنَّ “تركيز هجمات التحالف كان واضحاً على المناطق الشرقية كالرقة، وريف الحسكة، ودير الزور، في حين أن مناطق كريفي حمص وحماة (وسط) لم تشهد تكثيفاً مماثلاً للغارات الجوية، على الرغم من سيطرة تنظيم الدولة عليها؛ لأنها فيما يبدو لا تُشكِّل هدفاً، ولا وجودَ لقوات سوريا الديمقراطية فيها”.
وقدَّمت الشبكة إحصائيات لما ارتكبته قوات التحالف منذ تدخلها “حيث قتلت ما لا يقل عن ألفين و286 مدنياً، من بينهم 674 طفلاً، و504 سيدة، كما ارتكبت ما لا يقل عن 124 مجزرة، وما لا يقل عن 157 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية”.
ونوَّه الشبكة إلى “تغيُّر النَّمط الذي اتَّبعته قوات التحالف الدولي منذ بدء هجماتها بشكل كبير، فقد اتَّسمت الهجمات التي نفَّذتها حتى نهاية 2015 بأنها محدَّدة ومركَّزة وأقلَّ تسبُّباً في وقوع ضحايا مدنيين”.
في حين أن “الهجمات التي تم توثيقها عامي 2016 و2017، كانت عشوائية وغير مبرَّرة وتسببت في وقوع مئات الضحايا المدنيين، ودمار كبير في المراكز الحيوية المدنية”، بحسب التقرير.
كما أوردَ التقرير “تصنيفاً تضمَّن ثلاثة مراحل، والتي شملت المدة بين نوفمبر 2016، حتى 23 سبتمبر الجاري، الأكثر دموية، حيث بدا بشكل واضح استهتار قوات التحالف الدولي الكبير بمبادئ القانون العرفي الإنساني”.
وأرجع ذلك إلى “حجم الخسائر البشرية غير المبرر في تلك المدة، حيث ارتكبت في المدة ذاتها عشرات المجازر والانتهاكات، ولم تتوخَ الدِّقة في استهداف المقرات والمناطق العسكرية التابعة لتنظيم الدولة”.
واستعرض التقرير “38 حادثة استهدفت فيها قوات التحالف مناطق ومراكز حيوية مدنية، تسبَّب 21 منها في سقوط ضحايا مدنيين، منذ 1 أكتوبر 2016، حتى 15 سبتمبر الجاري”.
واعتبر أن “عمليات القصف العشوائي غير المتناسبة تعتبر خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وأن جرائم القتل العشوائي ترقى إلى جرائم حرب”.
وذكر التقرير، أن “الهجمات تسببت بصورة عرضية في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين، أو إلحاق إصابات بهم، أو في إلحاق الضرر الكبير بالأعيان المدنية، وهناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأن الضرر كان مفرطاً جداً إذا ما جرت مقارنته بالفائدة العسكرية المرجوة”.
وأعلن التحالف الدولي بقيادة أمريكا تدخله لمكافحة “تنظيم الدولة” في 2014، إلا أن دعمه انحصر بما يعرف بـ”قوات سورية الديمقراطية”.