اعتبر رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، عبدالرحمن السويحلي، أن نجاح مفاوضات تعديل الاتفاق السياسي مرهون بالتزام المجتمع الدولي بتعهداته بالتصدي لكل محاولات العرقلة، سواءً كانت محلية أو إقليمية.
جاء ذلك في تصريحات للسويحلي، أمس الثلاثاء، بعد لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، بالعاصمة الليبية طرابلس، لبحث مستجدات الوضع السياسي في ليبيا، وتطورات العملية التفاوضية، حسب بيان المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي.
وأعرب السويحلي عن “حرص المجلس على نجاح المفاوضات عبر تحقيق شراكة حقيقية متوازنة مع مجلس النواب (في طبرق) تضمن إنهاء الانقسام السياسي، وتؤدي إلى تشكيل سلطة تنفيذية قوية وقادرة على رفع المُعاناة عن المواطنين، والإشراف على إجراء الاستحقاق الدستوري والانتخابي”.
من جانبه، استعرض سلامة نتائج الجولة الثانية من مفاوضات تعديل الاتفاق السياسي بين مجلسي النواب والأعلى للدولة، وأهم التوافقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها حول السلطة التنفيذية والعملية الدستورية.
وأشار إلى تحقيق تقدم ملحوظ نحو الوصول إلى صيغ توافقية مقبولة حول بعض النقاط الخلافية العالقة (لم يحددها).
ولفت سلامة إلى ضرورة تكثيف الجهود المحلية والدولية، لدفع العملية التفاوضية حتى تُحقق النتائج المرجوة منها.
وفي وقت سابق اليوم، وصل المبعوث الأممي إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة لم يُعلن عنها مسبقًا (لم يحدد مدتها)، وذلك بعد انتهاء الجولة الثانية من جلسات تعديل الاتفاق السياسي (الصخيرات 2015) في تونس.
وفي 26 سبتمبر الماضي بدأت جلسات الحوار المباشرة في تونس، بين وفدين من مجلس الدولة الليبي (هيئة تنفيذية) ومجلس النواب لتعديل بنود الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية عام 2015.
الجلسات جاءت وفق خطة عمل مقترحة من المبعوث الأممي سلامة.
وارتكزت خطة سلامة التي اقترحها الشهر الماضي في نيويورك على 3 مراحل رئيسية هي: تعديل اتفاق الصخيرات، ثم عقد مؤتمر وطني يجمع الفرقاء السياسيين، الذين لم يشاركوا في الحوارات السابقة لتدوم المدة الانتقالية سنة.
وتتمثل المرحلة الثالثة بإجراء استفتاء على الدستور وانتخاب برلمان ورئيس وفق أحكامه.
وتعاني ليبيا انقسامًا سياسيًا وعسكريًا بين حكومة “الوفاق الوطني” برئاسة فائز السراج المعترف بها دوليًا في طرابلس (غرب)، و”الحكومة المؤقتة” في مدينة البيضاء (شرق)، وهي تتبع مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق، والتابعة له قوات الشرق بقيادة الجنرال خليفة حفتر.