حث رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج، نواف تكروري، الشعوب الإسلامية في سائر أنحاء العالم على معارضة سياسة الاستيطان اليهودي، على غرار معارضتها قرار اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، بالقدس عاصمة للاحتلال.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة “الأناضول”، أشار تكروري، إلى أن العالم الإسلامي أبدى ردود أفعال تستنكر قرار ترمب حول القدس، معرباً عن أمله في رؤية مواقف إسلامية جدية حيال الاستيطان اليهودي مستقبلًا.
وربط بين التصريحات السياسية لترمب، وخطوة حكومة الاحتلال، ولفت إلى أن الأخيرة تفتح باب الاستيطان والتهويد والترحيل، مستغلة بذلك الدعم من تلك التصريحات.
وأمس الأحد، بدأ وزير الإسكان والبناء “الإسرائيلي” يؤاف غالانت، ترويج خطة بناء استيطانية كبيرة في مدينة القدس، تشمل بناء 300 ألف وحدة سكنية، ضمن ما تسمى “القدس الكبرى”، غالبيتها ستبنى في مناطق خارج الخط الأخضر (داخل القدس الشرقية المحتلة)، حسب وسائل إعلام “إسرائيلية”.
ومضى تكروري قائلًا: “إسرائيل” تتخذ وستواصل في اتخاذ الخطوات، لأنها تحصل على دعم أقوى دولة في العالم.
ولفت إلى أهمية رفض الشعوب المسلمة لقرار ترمب، ووصف الردود الواردة من شتى أنحاء العالم الإسلامي بــ”الإيجابية”.
وأردف: “بالتأكيد مواقف الشعوب المسلمة بل وحتى بعض شعوب الغرب والشرق، كانت إيجابية وصارمة إزاء إعلان ترمب القدس عاصمة للكيان الصهيوني”.
وتابع: “الدول رسميًا وقفت ضد ترمب واستنكرت قراره، ولم يقف أحد في العالم مع الخطوة التي اتخذها، حتى في مجلس الأمن الدولي إذا استثنينا أمريكا (الدول الخمسة الأعضاء)، فكان هناك إجماع على رفض ما جاء به ترمب”.
وأعرب عن ثقته في أن الشعب الفلسطيني سيواصل الاحتجاجات والخروج إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم القاطع لقرار ترمب، بالرغم من سقوط 10 شهداء وإصابة أكثر من 100 آخرين.
ونوّه تكروري إلى وجود علاقة بين الصراعات التي تشهدها دول إسلامية (لم يسمها) من جهة، وسياسة التهويد “الإسرائيلية” وإعلان ترمب من جهة ثانية.
وزاد: “تظن الولايات المتحدة و”إسرائيل” بأن العالم الإسلامي سيتخلى عن القدس حينما ينشغل بشؤونه الداخلية، لذا فهما رأتا هذا الأمر فرصة لاستغلالها، وحاولت “إسرائيل” ابتلاع القدس ولكن المسلمين أظهروا لهما أنهما مخطئتان”.
وأشاد بالموقف التركي حيال قضية القدس، قائلًا: “تركيا تميزت قيادة وشعبًا، وموقف رئيسها رجب طيب أردوغان كان بديعًا، ولن نستطيع أن نطلب من تركيا ما لا تستطيع القيام به”.
وتابع: “عندما نرغب في فعل شيء ما، نفتح الصحف ونرى أن تركيا سبقتنا في التحرك في هذه المسألة، كما إننا نرى بوضوح ما تفعله تركيا من أجل القدس”.
واختتم بالقول: “نشكر تركيا شعبًا وقيادة، ونرى أن الجميع فيها يبذلون قصارى جهدهم لفعل ما بوسعهم من أجل القدس”.
والخميس الماضي، أقرت الأمم المتحدة، بأغلبية 128 صوتًا، مشروع قرار قدمته تركيا واليمن، يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وفي 6 ديسمبر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعتراف بلاده رسمياً بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، مما أثار غضباً عربياً وإسلامياً، وقلقاً وتحذيرات دولية.