الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال تعرف المعتقلة لمى خاطر بأنها الكاتبة السياسية والناشطة في الدفاع عن الحريات العامة وعن الأسرى في السجون والإشادة بمقاومة الاحتلال على أرض فلسطين.
مراسلنا رصد آراء المحررين من سجون الاحتلال عندما ذاع خبر اعتقالها وهي تودع طفلها يحيى وهو الخامس من أولادها، في مشهد تراجيدي تقشعر منه الأبدان وجنود الاحتلال يحيطون بها كأنها مدججة بالسلاح، إلا أن سلاحها الوحيد إيمانها وقلمها السيال في الدفاع عن كل المظلومين.
المحرر الإعلامي محمد القيق الذي خاض أطول إضراب لمدة 94 يوماً يعلق بكلمات مؤثرة على مشهد اعتقال الكاتبة لمى خاطر قائلاً: تباً للتمكين الذي سلبني حنان أمي، تباً لرجولة انعدمت وطفولة هدرت، سأخفي دمعتي وأحرمكم التلذذ بألمي.
أما المحرر أحمد زيد فيقول: اعتقال الكاتبة الأديبة لمى يخطر يدلل على مدى خطورة قلمها وتأثيره على الرأي العام، فالاحتلال أصبح يخشى سلاح الأقلام ويقوم بقصفها من خلال اعتقال أصحابها، والمعتقلة الكاتبة لمى خطر شكلت حالة نضوج في ثقافة مقاومة الاحتلال، لذا سمعنا كيف حاول الاحتلال ثنيها عن الكتابة من خلال اعتقال زوجها وتهديدها بالمقابلات الأمنية، وأخيراً نفذ الاحتلال تهديده باعتقال الكاتبة لمى؛ لأنها نموذج للتحدي والمقاومة الفكرية التي تدعم المقاومة على الأرض.
الإعلامية لبابة ذوقان، كريمة الأسير الأكاديمي د. غسان ذوقان، قالت عن اعتقال الكاتبة لمى خاطر: أي قهر وألم هذا الذي نعيشه؟ فاعتقال الكاتبة لمى من حضن طفلها له وجع خاص، وحرائر فلسطين يدفعن ثمن مواقفهن وشجاعتهن.
الإعلامية نائلة خليل من نابلس قالت: قبل أكثر من عام، اقتحمت قوات الاحتلال بيت الكاتبة لمى خاطر لاعتقالها، لكن التصاق طفلها الرضيع بها وإصرارها على أخذه معها، حوّل الاعتقال إلى استدعاء لدى المخابرات “الإسرائيلية”.
وتضيف: فجر اليوم اعتقل الاحتلال لمى الكاتبة والأم والفلسطينية التي لم تمل ولم تكل عن الكتابة كفعل مقاوم، لمى تنتقي زاوية الأمل ومنها تبدأ كلماتها التي تشحذ الهمم وتزرع العزيمة.
وتتابع خليل حديثها: في نيسان الماضي اعتقل الأمن الفلسطيني زوجها لعدة ساعات، وكانت التهم الموجهة له أن زوجته محرضة وقالوا له حينها: “كيف أنت رجل ولا تملك أن ترغم زوجتك على السكوت وعدم الكتابة؟”، فرد عليهم زوجها المهندس حازم الفاخوري كعادته: “أحترم حريتها ورأيها.. والكتابة في الشأن العام أمر يخصها”.
طوال السنوات الماضية ولمى تعاني بصمت من التحريض ضدها واستدعاء زوجها ومنعها من السفر، واليوم هي معتقلة لدى الاحتلال.
بيسان الفاخوري (17 عاماً)، كريمة الكاتبة لمى خاطر، تقول عن اعتقال والدتها برباطة جأش: “أمي تركتنا بلحظات صعبة وقد تعودنا على اقتحام الجيش لمنزلنا واعتقال والدي وإهانة أمي أمامنا، لكن في هذه المرة كان الأمر مختلفاً، فقد تعمدوا الإهانة والإيذاء والاعتقال أمامنا لتجسيد الألم والوجع، وسوف نصبر على فراقها على أمل اللقاء بها قريباً في منزلنا”.