نفى مركز تكوين العلماء في موريتانيا أن يكون طرفاً في أي خلاف سياسي، كما رفض ربطه بأي نوع من أنواع «التطرف»، وطلبت إدارة المركز من السلطات الموريتانية التراجع عن الإجراءات التي بدأت تتخذ ضده.
جاء ذلك في بيان صادر عن إدارة المركز قالت فيه: «فوجئنا في إدارة مركز تكوين العلماء مساء اليوم (الإثنين) بوصول وحدات من الشرطة لمقر المركز، وذلك في وقت كنا نستعد لاستقبال طلبة العلم بعد اكتمال مسابقة دخول العام الدراسي الجديد».
وأكدت إدارة المركز أنه «مؤسسة علمية أهلية، وعملها وهدفها علمي بحت، وليست طرفاً في أي خلاف محلي أو دولي»، مشيرة إلى أن المركز «ساهم ويساهم في الأمن الحقيقي، وفي تعزيز السلم المحلي والإقليمي والدولي من خلال نشر العلم الصحيح، وإشاعة قواعد الوسطية والاعتدال».
وأوضحت الإدارة في بيانها أن المركز «لم تسجل على أي من خريجيه الكثر أي مخالفة شرعية أو خلقية، أو انحراف أو تطرف»، معتبرة أن ذلك «نتيجة طبيعية للمناهج العلمية التي يعتمدها المركز، ولجهود العلماء الربانيين الذين يتولون تقديم هذه المناهج».
ونبهت الإدارة المسؤولين وأجهزة الأمن إلى أن «المركز هو آخر مظنة، وأبعد موطن عن أسباب تهديد الأمن العام، أو خرق السكنية، أو إثارة الفوضى والبلبلة».
ودعت إلى «وقف الإجراءات التي اتخذت اليوم، وإزالة أي أثر لها قد يشوش على بداية السنة الدراسية الجديدة في وقت اكتملت الاستعدادات لها، وأعلنت لوائح المتأهلين في مسابقة دخول العام الدراسي الجديد».
وقال نائب رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا محفوظ ولد إبراهيم في تدوينة عبر حسابه بموقع “فيسبوك”: إن الشرطة أغلقت مباني المركز في العاصمة نواكشوط، مساء الإثنين، وأضاف أن الشرطة طوقت مباني المركز (في حي عرفات) وأخرجت الحراس، وأغلقت الأبواب والشوارع المؤدية إليه. موضحاً أن “المركز لا يزال في إجازة سنوية، ولا يوجد به إلا قلة من الطلاب والعمال”.
خارج القانون
من جهته، استنكر الشيخ محمد الحسن ولد الددو، رئيس مركز تكوين العلماء إقدام السلطات الموريتانية على إغلاق المركز، ووصفه بأنه تصرف «خارج القانون»، رافضاً أي «تهمة قد تلفق» ضد المركز أو القائمين عليه.
وأكد ولد الددو أن قرار السلطات الموريتانية شكل «مفاجأة» بالنسبة له، ووصفه بأنه قرار «غير مبرر»، رافضاً ربطه بأي جهة سياسية.
وانتقد الددو، في خطبة الجمعة الماضية، تصريحات قال فيها الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، قبل أيام: إن “جماعات الإسلام السياسي دمرت العالم العربي”.
ويترأس العالم الإسلامي محمد الحسن الددو المركز، وهو مؤسسة تعليمية تسعى إلى إعداد علماء مؤهلين لاستيعاب إشكاليات الواقع، وتقديم الحلول الشرعية لها، وفق موقعه الإلكتروني.