قال خبراء: إنّ الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون في اليمن ستظل تشكل “تهديداً كبيراً” للبلاد، حتى إذا نجحت المساعي الأخيرة في وقف الصراع وإحلال السلام.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، في تقرير أمس الإثنين، أنّ الألغام الأرضية المتناثرة من قبل الحوثيين، وتم استخدامها على نطاق واسع في اليمن، تمثل خطراً على الأجيال القادمة في أفقر دولة بالعالم العربي.
وقال أسامة القصيبي، مدير المشروع السعودي لنزع الألغام “مسام”: إنّ الألغام الموجودة اليوم في كل منطقة من مناطق اليمن، لا يتم استخدامها كآليات دفاعية أو هجومية، بل تستخدم لترويع السكان المحليين عبر اليمن.
وجاءت تصريحات القصيبي أثناء زيارة قام بها لمدينة عدن، جنوبي اليمن، وفق الوكالة.
وأضاف: الأمر سيحتاج سنوات (في إشارة إلى إزالة الألغام)، لا يمكن إعادة بناء اليمن دون معالجة قضية الألغام الأرضية.
كما اتهم القصيبي الحوثيين “بإعادة برمجة” ألغام مضادة للدبابات كانت تحتاج في السابق إلى أكثر من 100 كيلوجرام من الضغط من أجل انفجارها، بحيث تنفجر عند ضغط أقل من 10 كيلوجرامات.
وهذا يعني، وفق “أسوشيتد برس” أن طفلاً قد يتسبب في انفجار الألغام الأرضية المذكورة.
بدوره، اعترف مسؤول حوثي بأنهم “يستخدمون الألغام على نطاق واسع”.
من جهته، أوضح يحيى الساري، مسؤول عسكري حوثي، أنهم “يستخدمون الألغام الأرضية في ساحة المعركة فقط وليس في المناطق المدنية”.
وتابع لـ”أسوشيتد برس”: “هذه حرب، فماذا تتوقع منا أن نفعل؟ نلقى الجانب الآخر بالورود؟”.
وشدد على أنّ الحوثيين حددوا أماكن الألغام وسيكونون قادرين على إزالتها في لمح البصر، بمجرد انتهاء القتال.
والجمعة الماضي، اعتمد مجلس الأمن قرارًا يأذن للأمم المتحدة بنشر فريق لمراقبة وتسهيل تنفيذ اتفاقات العاصمة السويدية ستوكهولم التي جرت بين الأطراف اليمنية مؤخراً، وهو ما لقي ترحيبًا من طرفي الصراع، إضافة إلى أطراف إقليمية ودولية.
خطر الألغام
وأشارت “أسوشيتد برس”، في تقريرها، إلى أن الحوثيين، “نهبوا” مستودعات الحكومة عندما استولوا على معظم مناطق شمالي اليمن، بما في ذلك المخزونات الضخمة من الألغام المضادة للدبابات.
ولفتت إلى تناثر الألغام المضادة للأفراد في اليمن، رغم انضمام حكومة البلاد عام 1997، إلى اتفاقية دولية لحظر استخدامها.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن خبراء أممين عام 2016، قولهم: إنّ الحوثيين “استخدموا الألغام الأرضية عند انسحابهم من مدينة عدن”.
وحسب مركز “ACLED” (مقره الولايات المتحدة) لمتابعة الصراع في اليمن، قتل ما لا يقل عن 222 مدنيًا، وأصيب 114 آخرون، إثر المتفجرات التي زرعها الحوثيون.
وفي السياق، حذر تقرير “أسوشيتد برس” من تهديد تلك الألغام للملاحة البحرية وخطوط الاتصال البحرية لفترة تتراوح من 6 إلى 10 سنوات.
واعتمدت الوكالة الأمريكية في تحذيرها على تقرير صدر عن خبراء بالأمم المتحدة عام 2018، أشار إلى العثور على ألغام زرعها الحوثيون في البحر الأحمر.
بدورها، أعلنت إيران دعمها للحوثيين لكنها تنفي تسليحها لهم، حسب ما نشرته “أسوشيتد برس”.
وقُتل أكثر من 60 ألف شخص في الحرب القائمة في اليمن، وفقًا لمركز “ACLED” الأمريكي، فيما تقول التقديرات الأممية: إن عدد القتلى نحو 10 آلاف.
كما أسفرت الحرب في اليمن عن تشريد أكثر من مليوني شخص، وانتشار وباء الكوليرا، إضافة إلى دفع البلاد إلى حافة المجاعة.