خلافات ظلت مكتومة بين العسكر والمدنيين في الحكومة الانتقالية السودانية لأكثر من عام، ويبدو أنها تعمقت وطغت على الأداء العام للدولة السودانية، وظهر هذا الخلاف إلى السطح وعلا صوته بتصريحات رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان الذي بدأ في عقد لقاءات بالجيش السوداني، بدأت الأحد الماضي بلقاء الضباط من رتبة العقيد فما فوق، وواصلها، الإثنين، بلقاء آخر بقادة الجيش في المنطقة العسكرية (الكلية الحربية) في منطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان.
والبرهان الذي رفض تعليق الفشل الذي يحدث في الحكومة المدنية على قوات الشعب المسلحة ورفض صراحة مساعي الشريك المدني لتفكيك الجيش والقوات النظامية الأخرى، وقال: “هناك من يسعى لتفكيك القوات المسلحة، ولكننا لن نسمح لاحد بتفكيكها”.
بل ذهب البرهان إلى أبعد من ذلك عندما قال: إن القوات المسلحة انحازت إلى الشعب في أبريل من العام الماضي، وإنها الآن على استعداد تام للانحياز للشعب ولخياراته، ويؤكد: سنقف شوكة لكل من يريد سرقة الثورة، والجيش لن يفككه أحد.
وأكد البرهان، في خطابه بالمنطقة العسكرية، أنهم ظلوا يتابعون المحاولات الحثيثة من قبل البعض لتشويه سمعة القوات المسلحة و”شيطنة” قوات الدعم السريع ومحاولة الفتنة بينهما، لكنه قال: نقول لهم: نحن متحدون ومتماسكون ويد واحدة، وعهدنا مع الشعب أن نقف معه ومع ثورته.
هذا الحديث يؤكد أن البرهان، ومحمد حمدان “حميدتي” يتفقان في معظم القضايا، وأن توجهما واحد، ويدركان ما يدور ويطبخ في الكواليس ضد القوات المسلحة السودانية.
الفريق البرهان عندما أدرك فشل الحكومة المدنية في السودان في إدارة شؤون الدولة واتهاماتها للجيش بأنه حجر عثرة أمام أي تقدم أو إنجاز، أكد أنهم لن يسمحوا لما أسماهم الفاشلين بتعليق فشلهم على القوات المسلحة.
وقال: إن الفاشلين يريدون تعليق فشلهم على القوات المسلحة، ونقول لهم: لا تعلقوا فشلكم في شماعة الجيش.
وانتقد البرهان، في خطابه، الإخفاقات التي صاحبت أداء الحكومة خلال الفترة الماضية، وقال: لنا عام ولم نعمل شيئاً، وإنهم يعترفون بذلك، وإنهم يتصارعون في تعيين وزير أو والي ولاية من الولايات، والانشغال بالمحاصصة دون الاستعداد للفترة المهمة؛ وهي فترة الانتخابات المفروض أن تجري بعد انتهاء الفترة الانتقالية.
وأضاف أن كل هَمِّ الأحزاب السودانية المحاصصات فقط، ولم تلتفت للشعب ومعاناته، بحسب تعبيره، وقال: نحن نتابع الحملات حول تفكيك القوات المسلحة من أول يوم، وإن زادت في الفترة الأخيرة هذه الأصوات.
وأكد أن القوات المسلحة تفكيكها تفكيك لشعب السودان، ولن ينال أحد منها، ولن يفككها أحد، وقال: إننا سنعمل مخلصين للشعب، وعهدنا معه تحقيق أهداف الثورة.
وأكد أن هناك جهات تعمل على الفتنة بين القوات المسلحة والشعب.
وقال البرهان: إن القوات المسلحة تمتلك 1000 محور ري، وأنها طلبت من لجان المقاومة أن يتقدموا ليملكوها لهم ولم يستجب أحد، وأضاف أن هناك من يريد سرقة الثورة، وثورة الشباب، وقال: سنقف شوكة حوت لكل من يريد سرقتها.
وقال: إن السودان مستهدف في وحدته وحدوده، وجهات تسعى لإضعاف البلاد، ونحن نقول لإخواننا في حلايب وشلاتين وأرقين: نحن معكم، ونقول: إن قواتنا المسلحة لن تفرط في شبر من أرض السودان، وحقنا ما بنخلي.
وأرسل البرهان رسالة للشعب السوداني قال فيها: نحن تحت إشارتكم، كما استجبنا لكم في أبريل الماضي، الآن تحت إشارتكم، أي إشارة نستجيب لكم، بحسب ما قال.