حذر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، من الأهداف التي تسعى لتحقيقها دولة الاحتلال، من وراء التسهيلات الاقتصادية المقدمة إلى قطاع غزة، وهدد بقصف تل أبيب، في حال أقدمت إسرائيل على اغتيال أي قائد من المقاومة.
وقال النخالة في مقابلة أجرتها “قناة الميادين، ونشرت فحواها مواقع تابعة لحركته إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاول من خلال تقديم التسهيلات للسكان في غزة هو “ترويض المقاومة وتفكيك قنبلة غزة”.
وأضاف “التسهيلات المقدمة لغزة هي استحقاق واجب وليست امتيازات تُعطى للشعب ويجب أن ينتهي الحصار بكل الأحوال”.
وحين تطرق إلى فتح باب التسجيل للعمل داخل الأراضي المحتلة، قال: “من المفترض ألا تتعاطى المقاومة مع هذا الطرح، ولا تقوم بدور الوكيل للعمل في كيان الاحتلال”، ومضى يقول “إسرائيل” تريد أن تُحول غزة مخزناً للعمالة المستمرة”.
وأبدى النخالة استغرابه من فتح الحكومة في غزة مكاتب لتسجيل وتنسيق دخول العمال للمناطق المحتلة عام 1948، لافتا إلى أن ما يحصل يعد “خطوة كبيرة” تحاول إسرائيل من خلالها “امتصاص طاقة الشباب”.
وشدد على أن التسهيلات المقدمة لغزة هي “استحقاق واجب وليست امتيازات تُعطى للشعب”.
وكانت سلطات الاحتلال وعدت بتقديم تسهيلات اقتصادية لقطاع غزة، ومن بينها فتج الباب لاستيعاب آلاف الشبان للعمل داحل مناطق 48، تحت بند تجار وليس عمال، وقبل أيام فتحت وزارة العمل في غزة التي تخضع لإدارة حركة حماس، باب التسجيل للشبان الراغبين في العمل هناك.
وتطرق النخالة إلى زيارته على رأس وفد قيادي رفيع من الجهاد لمصر، ولقاء مسؤولي جهاز المخابرات المصرية مؤخرا، وقال “الإخوة في مصر لديهم رغبة بتخفيف الحصار عن غزة، وتقديم تسهيلات، وأعتقد أنها بطلب إسرائيلي مباشر”، مشيرا إلى أن المصريين يعتزمون بناء مدينة ملاصقة لمدينة غزة من باب تخفيف الحصار.
إلى ذلك فقد أكد النخالة أن المقاومة حاضرة في الميدان وجاهزة لأي معركة قادمة، وقال “التهديدات الصهيونية لن تغير قواعد عمل المقاومة”.
وجدد القائد النخالة التأكيد على أن أي استهداف لأي قائد أو أي عنصر في المقاومة “سيكون الرد عليه مباشرة بقصف تل أبيب”، وأضاف” :سرايا القدس والأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، تستطيع قصف جميع المدن المحتلة في نفس اللحظة”.
واستبعد النخالة إمكانية أن يقدم الاحتلال على أي عملية عسكرية ضد قطاع غزة، لما سيلاقيه من رد، لافتا إلى أن القطاع له خصوصية في العقل الإسرائيلي.
لكنه في ذات الوقت دعا نشطاء المقاومة في غزة لـ”أخذ الحيطة والحذر والانتباه الدائم لأن العدو لا يؤمن جانبه”، وقال “العدو يبعث برسائل طمأنة للداخل الإسرائيلي، والمقاومة جاهزة على الدوام، مقاومة غزة أحدثت كي وعي للإسرائيليين، مما سيجعلهم يحسبون حسابات كبيرة قبل أي توجه ضد قطاع غزة”.
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تمتلك مخزونا من الطائرات المسيرة في قطاع غزة، ويوجد ورشات لتصنيع هذا النوع من السلاح في القطاع.
وانتقد النخالة موقف السلطة الفلسطينية الذي وصفه بـ”السلبي” حيال حراك الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ضد الاحتلال، وقال “السلطة تحاول عبثا أن تثبت أنها تُسيطر على الوضع الأمني، فيما الاحتلال يمارس اعتداءاته بشكل مستمر في الضفة”.
وأشاد بنشطاء المقاومة في مخيم جنين وفي الضفة الغربية وقال “يجب أن نقوم بواجباتنا، وعلينا أن نستمر في برنامجنا، ولا يوقفنا أي عائق، يجب أن نقاتل الاحتلال في كل مكان، هذا هو واجبنا”.
وجاء خلال اللقاء على عملية اغتيال القيادي في الجناح العسكري لحركته بهاء أبو العطا، الذي مر عامين على عملية اغتياله، وقال إنه كان له “دور كبير في مهمة إشغال العدو، وأنه ترك الأثر الكبير في عمل المقاومة”.
وأكد في ذات الوقت على أن مسيرة المقاومة مستمرة وأن الشهداء الكبار يتركون أثراً كبيراً خلفهم ومقاتلين أشداء ويملأ المكان قادة آخرون، مضيفا “مسيرة المقاومة الفلسطينية يترجل منها الكثير من القادة الشهداء لكنها ستبقى مستمرة”.
وحين تطرق إلى الوضع الإقليمي، قال النخالة “النظام العربي يعتبر أن فلسطين تحولت إلى إسرائيل، ويفترض أن حركات المقاومة خارجة عن هذا السياق”.
وأضاف “مئات المليارات أُهدرت في سوريا وتُهدر في اليمن، والقضية الفلسطينية لا يسأل عنها أحد من الأنظمة العربية باستثناء بعض الدعم من قطر”. وتابع “النظام العربي ليس هو من يحدد الموقف من القضية الفلسطينية، بل الشعوب هي من يحدد ذلك”.