كثيرة هي التطورات المتلاحقة في قطاع غزة، في ظل محاولة الكيان الصهيوني خلط الأوراق من خلال محاولته ربط ملف إعادة إعمار القطاع بملف الأسرى، ومطالبته لحركة حماس بوقف عمليات المقاومة المتصاعدة في الضفة المحتلة، وهو أمر رفضته فصائل المقاومة الفلسطينية وطلبت من عناصرها الاستنفار والاستعداد لربما لجولة جديدة من القتال مع الاحتلال الصهيوني، وأن الأيام القادمة ستحمل الكثير من التطورات المهمة على هذا الصعيد، خاصة في ظل حالة الارباك التي يعيشها كيان الاحتلال مع تزايد وتيرة العمليات الفدائية بشكل لافت في الضفة المحتلة.
ويقول سياسيون ومراقبون شاركوا في لقاءات عقدت مع الوفد الأمني المصري الذي زار غزة قبل عدة أيام لـ”المجتمع”: إن الرسالة المهمة التي أرسلتها المقاومة للكيان الصهيوني هو رفضها التام لكافة الشروط “الإسرائيلية” بما فيها ربط ملف الإعمار للقطاع بملف الجنود الأسرى، وأنها جاهزة لكل السيناريوهات مع هذا الاحتلال.
“حماس”: جاهزون لكل السيناريوهات والحقوق لا توهب بل تنتزع
كل السيناريوهات واردة
وتؤكد قيادات في حركة حماس أن كل السيناريوهات واردة للتعامل مع التلكؤ من الاحتلال، فيما يتعلق بالتفاهمات مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مؤكدة أن الحقوق لا تؤخذ منه الا انتزاعاً.
وأشارت حماس إلى أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي، مالم تكن هناك خطوات جدية بشأن الأسرى وقضية الإعمار لقطاع غزة.
بدوره، قال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان إنه “لا صفقة دون الاستجابة لشروط المقاومة وأن الاحتلال يراوغ ويتهرب، ولكنه سيجبر في النهاية للاستجابة لشروط المقاومة، وأن محاولات الاحتلال الربط بين ملف الاعمار ورفع الحصار عن القطاع بملف الجنود الصهاينة المفقودين في غزة غير مقبول”.
وحذر رضوان الاحتلال من المساس بالأسرى في ظل تصاعد الهجمة الممنهجة بحقهم خاصة الأسيرات اللواتي يتعرض لاعتداءات متكررة من إدارات سجون الاحتلال.
“الجهاد الإسلامي”: تهديد الاحتلال بالاغتيالات لن يخيفنا والمقاومة مستمرة
التلويح بالاغتيالات تطور خطير
من جانبه، قال القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” خالد البطش لـ”المجتمع” إن “تلويح الاحتلال باستئناف سياسة الاغتيالات في غزة ضد رموز وقيادات الفصائل الفلسطينية اذا ما استمرت العمليات الفدائية في الضفة المحتلة تطور خطير هدفه خلط الأوراق، وخلق حالة ارباك لكنها لن تخيف الشعب الفلسطيني، والذي يواصل مقاومته لهذا الاحتلال وممارساته العدوانية”.
وأكد البطش أن المقاومة بكل أذرعها المقاتلة لن تترك الأسرى والأسيرات فريسة لهذا الاحتلال المجرم، وسنسخر كل ما لدينا من قدرات للدفاع عنهم.
“الجبهة الديمقراطية”: ربط ملف الإعمار بمصير الجنود المفقودين في غزة هو لخط الأوراق
في سياق متصل، أوضح عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف لـ”المجتمع”: إن الاحتلال يواصل تشديد الحصار على قطاع غزة، وهناك تصعيد متعمد من قبل الاحتلال في محاولة لجلب ردود أفعال المقاومة خاصة الإجراءات التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات، من تنكيل وضرب وعزل، لافتاً إلى أن كل تلك الإجراءات يمكن أن تصعد الأوضاع الميدانية، مشيراً إلى أن هناك رسائل وجهت للوسطاء من أجل العمل على لجم سياسة الاحتلال خاصة التهديد الأخير بالعودة لسياسة الاغتيالات هذا سوف يفجر الوضع من جديد، مطالبا الوسطاء الجدية وعدم ربط ملف إعادة اعمار غزة بالجنود الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية عام 2014، هذا مسار مختلف لهذا الوضع في غاية في التعقيد والحساسية وقد تنفجر الأمور من جديد.