يعد تأكيد حكومة بينيت تنظيم “مسيرة الأعلام” الاستفزازية في ذكرى احتلال مدينة القدس، في يونيو 1967، بمثابة إرضاء للمستوطنين وجماعات الهيكل المزعوم على حساب قدسية المسجد الأقصى والبلدة القديمة ومنطقة حائط البراق.
وصرح وزير جيش الاحتلال بيني غانتس بأن “مسيرة الأعلام” ستنطلق ضمن المخطط المعد لها في منطقة باب العامود والبلدة القديمة والانتهاء عند ساحة حائط البراق بمشاركة الآلاف من المستوطنين.
تحدٍّ خطير
ويرى المحامي خالد زبارقة، من الداخل الفلسطيني والمهتم بشؤون القدس والمسجد الأقصى، أن قرار السماح لـ”مسيرة الأعلام” بالانطلاق تحدٍّ خطير من قبل حكومة الاحتلال للنيل من قدسية المسجد الأقصى وتاريخ البلدة القديمة وبواباتها ومنطقة باب العامود وطريق الواد وساحة البراق.
ويشير زبارقة إلى أن حكومة بينيت تنفذ مخططاً مرعباً حتى تستطيع إثبات سيطرتها على المدينة ومقدساتها، وخصوصاً بعد قرار قاضي محكمة الاحتلال بالسماح للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية في ساحة المسجد الأقصى.
الحارس المقدسي الذي عرّف عن نفسه بكنية أبو أحمد خوفاً من ملاحقة شرطة الاحتلال له يقول: نحن كطاقم حراس في المسجد الأقصى تتم ملاحقتنا بشكل مستمر من قبل مخابرات الاحتلال بزعم أننا نقوم بتحريض على المستوطنين وتوثيق الاقتحامات وتوفير الحماية للمرابطين وتشجيعهم على البقاء في ساحات المسجد الأقصى.
ويضيف أبو أحمد أنه يتم تقييد عملنا خلال عملية الاقتحام سنوياً بهدف إظهار السيطرة على مدينة القدس ومسجدها المبارك، ونتلقى التهديدات من ضباط الشرطة بالاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى إذا أظهرنا أي فعالية داخل المسجد الأقصى مع أن المهمات الموكلة إلينا من قِبل دائرة الأوقاف تتضمن التواجد في كل مرافق المسجد الأقصى بدون تقييد أو شروط معينة.
دعوات مقدسية ومن الداخل الفلسطيني انطلقت من أجل الحشد والرباط داخل المسجد الأقصى قبل انطلاق مسيرة الأعلام الاستفزازية والاعتكاف داخل المسجد الأقصى في السابع والعشرين من مايو الجاري لمنع الاقتحام وتدنيس المسجد الأقصى بآلاف المستوطنين.
يقول المواطن عبدالقادر واكد، من يافا: نحن كفلسطينيين في الداخل نستعد لحماية المسجد الأقصى من خلال تنظيم رحلات شد الرحال والرباط داخل المسجد، مع علمنا المسبق أن الاحتلال سيضع العراقيل أمامنا كي لا نكون داخل المسجد والبلدة القديمة، من خلال الحواجز العسكرية والمداهمات الليلية لكل ناشط من الداخل يدعو إلى الرباط وشد الرحال.