بينما تتواصل المظاهرات والاعتقالات في مختلف أنحاء إيران، صرح الرئيس إبراهيم رئيسي أنه يتعين التعامل بحزم مع الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد بعد وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيسي قوله: إن على إيران التعامل بحزم مع أولئك الذين يعتدون على أمن البلاد وسلامتها.
جاءت تصريحاته خلال مكالمة هاتفية قدم فيها التعازي لأسرة أحد المتطوعين في قوات “الباسيج”، الذي قُتل في أثناء مشاركته في حملة قمع للاضطرابات بمدينة مشهد شمال شرق البلاد.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس شدد على ضرورة التمييز بين الاحتجاج والإخلال بالنظام العام والأمن، ووصف الأحداث بأنها أعمال شغب.
مئات المعتقلين
ميدانياً، اعتقلت الشرطة الإيرانية أكثر من 700 شخص في محافظة واحدة خلال أكثر من أسبوع من الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني بينما كانت تحتجزها الشرطة.
وأعلن الجنرال عزيز الله مالكي، قائد شرطة محافظة كيلان، اعتقال 739 من مثيري الشغب بينهم 60 امرأة.
يأتي ذلك بعد سقوط 35 قتيلاً في المظاهرات المستمرة منذ أسبوع، بحسب “التلفزيون الرسمي الإيراني”، مع اتساع نطاق الاحتجاجات إلى معظم أقاليم البلاد البالغ عددها 31.
وأفاد “التلفزيون الإيراني” بأن عدد القتلى ارتفع إلى 41، كما بث لقطات تظهر من وصفهم بـ«مثيري الشغب» في شوارع شمال وغرب طهران إضافة إلى بعض المحافظات، قائلاً: إنهم أشعلوا النار في ممتلكات عامة وخاصة.
وخرجت مسيرات مضادة نظمتها السلطة في عدة مدن لمواجهة الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ووعد الجيش بمواجهة الأعداء الذين يقفون وراء الاضطرابات.
واندلعت الاحتجاجات في شمال غرب إيران قبل أسبوع خلال جنازة أميني، وهي شابة كردية تبلغ من العمر 22 عاماً، توفيت بعد أن دخلت في غيبوبة إثر احتجازها من قبل شرطة الأخلاق التي تفرض ارتداء الحجاب على النساء.
واعتقلت قوات الأمن نشطاء وصحفيين، من بينهم نيلوفر حميدي، من صحيفة “شرق” الإصلاحية، الذي كتب عن وفاة أميني.
من ناحية أخرى، قال مركز هنكاو لحقوق الإنسان الكردي، ومقره أوسلو: إن المتظاهرين سيطروا على أجزاء من مدينة أشنويه بمحافظة أذربيجان الغربية في شمال غرب إيران.
وأظهرت مشاهد مصورة متظاهرين يسيرون رافعين أيديهم بشارة النصر، لكن مركز هنكاو قال: إن الأمر قد يكون مؤقتاً، وعبر عن مخاوف إزاء حملة قمع جديدة.
قيود صارمة
وحذرت منظمة العفو الدولية من خطر إراقة مزيد من الدماء وسط حجب متعمد للإنترنت.
وقالت منظمة العفو: إن أدلة جمعتها من 20 مدينة في أنحاء إيران تكشف عن نمط مروّع من قيام قوات الأمن الإيرانية بإطلاق طلقات الخردق بشكل غير قانوني ومتكرر مباشرة على المحتجين.
واستنكرت المنظمة كذلك إطلاق وابل الرصاص على المحتجين، وأضافت، في بيانها، أن قوات الأمن قتلت 19 شخصاً على الأقل ليل الأربعاء فقط، من بينهم 3 أطفال على الأقل.
وفرضت إيران قيوداً صارمة على استخدام الإنترنت في محاولة لعرقلة تجمع المتظاهرين ومنع وصول صور قمع المظاهرات إلى العالم الخارجي.
وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة الماضي، أنها خففت قيود تصدير التكنولوجيا المفروضة على إيران لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إن من شأن التدابير الجديدة أن تساعد في التصدي لجهود الحكومة الإيرانية ورقابتها على مواطنيها.