بدأ الناخبون الإيطاليون، اليوم الأحد، بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية لتجديد نواب البرلمان، وسط تخوفات بفوز اليمين المتطرف بقيادة جورجيا ميلوني، ما قد يجر البلاد نحو منعطف سياسي تاريخي.
وتمّت الدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة عقب استقالة رئيس الوزراء ماريو دراغي، في يوليو الماضي، بعدما سحبت 3 أحزاب في ائتلافه دعمها له؛ ما أدخل إيطاليا في وضع ضبابي بينما تعاني من التضخم ومن جفاف قياسي.
من هي ميلوني؟
هي سياسية وصحفية إيطالية، دخلت العمل السياسي منذ سن المراهقة، عملت سابقاً كوزيرة للشباب في حكومة برلسكوني الرابعة، وكانت مساعدة لحزب “إخوة إيطاليا”، وأصبحت عضوة في مجلس النواب الإيطالي وأصغر نائب لرئيس المجلس.
عام 1995 أصبحت عضوة في “حزب التحالف الوطني”، وهو الحزب ذو التوجه الفاشي، وفي عام 2009، اندمج حزبها مع حزب ” فورزا إيطاليا” ليتوحدا تحت اسم “شعب الحرية”.
عام 2012، وبعد انتقادها لبرلسكوني والمطالبة بالتجديد داخل الحزب، انسحبت وأسست حركة سياسية جديدة سميت “إخوة إيطاليا”.
وتعتبر ميلوني داعماً قوياً لحلف شمال الأطلسي، ولا تظهر أي تقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أقامت علاقات مع الأحزاب ذات التفكير المماثل في أوروبا، كحزب فوكس الإسباني وحزب القانون والعدالة البولندي، كذلك سافرت إلى الولايات المتحدة لمخاطبة الجمهوريين.
السياسية اليمينية المتطرفة الذي يتوقع أن تفوز بأكثر من 60% من مقاعد البرلمان ومن ثم تتولى رئاسة الوزراء، ستقود حكومة يمينية هي الأكثر تطرفاً في تاريخ إيطاليا.
وتقود ميلوني حزباً له جذور فاشية ومعادياً للهجرة، واتهمت الاتحاد الأوروبي في أكثر من مناسبة بالتواطؤ في تنفيذ نظرية “الاستبدال العظيم”، وهي من المعجبين بفيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري المحافظ.
وتعهّدت ميلوني بخفض الضرائب وتخفيف البيروقراطية وزيادة الإنفاق الدفاعي وإغلاق حدود إيطاليا من أجل حمايتها من “الأسلمة”، فضلاً عن إعادة التفاوض على معاهدات أوروبية بهدف منح روما المزيد من السلطة ومحاربة “مجموعات ضغط من مجتمع الميم”.
هل سيسيطر اليمين على أوروبا؟
جميع التوقعات واستطلاعات الرأي تقول: إن اليمين المتطرف الإيطالي “التحالف الثلاثي” الذي تقوده ميلوني سيحقق نصراً تاريخياً في الانتخابات التشريعية، أضف إلى ذلك النجاح الذي حققه الديمقراطيون السويديون الأسبوع الماضي، والنتائج غير المتوقعة التي حصلت عليها مارين لوبان في فرنسا في الانتخابات، مؤشرات على أن الدول الأوربية تتجه نحو اختيار أحزاب اليمين المتشددة، وفق موقع “يورو نيوز”.
وقال تقرير لمجلة “إيكونومست”: إن على أوروبا أن تحترم قرار إيطاليا الديمقراطي في حال اختيارها جورجيا ميلوني، وطمأن التقرير الاتحاد الأوربي أن حكومتها ستكون مقيدة بالسياسة والأسواق والمال.
ورجح التقرير أن ميلوني لن تستطيع الوفاء بتعهداتها التي قطعتها خلال الحملة الانتخابية، حيث ستصطدم بالرئيس الإيطالي ورئيس المحكمة الدستورية، وهما من الوسطيين المعتدلين.