يصادف اليوم الأحد الذكرى السنوية الـ17 لتنفيذ المقاومة الفلسطينية عملية «الوهم المتبدد» التي استهدفت موقعاً لجيش الاحتلال شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقتل فيها عدد من الضباط والجنود الصهاينة، وأسر حينها الجندي جلعاد شاليط من داخل دبابته.
تفاصيل العملية
تمكن مجاهدو «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، و«ألوية الناصر صلاح الدين»، و«جيش الإسلام»، من تنفيذ عملية «الوهم المتبدد»، التي نفذت صباح الأحد 25 يونيو 2006، واستهدفت العملية مواقع الإسناد والحماية التابعة للجيش الصهيوني على الحدود الشرقية لمدينة رفح.
بدأت العملية في تمام الساعة 05:15 فجراً بقصف تمهيدي وإشغال لحامية معبري صوفا وكرم أبو سالم الصهيونيين بمدفعية الهاون، ثم بدأ التنفيذ الفعلي الذي قامت به وحدة الاقتحام التي تسللت للموقع عبر نفق أرضي وتمركزت خلف صفوف العدو، وانقسمت إلى عدة مجموعات وكل مجموعة كلفت بضرب أهداف محددة.
أسر شاليط
ونفذت العملية، بحسب «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بمهارة وتقنية عسكرية عالية المستوى تخطيطاً وأداء في أقل من 15 دقيقة في معسكر صهيوني، وانسحب المهاجمون ومعهم شاليط دون أن يمكن تعقبهم، رغم الإنذارات الساخنة حولها، ونفذتها كل من «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، و«ألوية الناصر صلاح الدين»، و«جيش الإسلام».
والعملية ورغم استشهاد اثنين من منفذيها، وعدد من المخططين لها لاحقاً، كانت رداً قوياً على التمادي الصهيوني في قتل المدنيين واستمرار الاغتيالات خصوصاً بعد المجزرة التي ذهبت ضحيتها عائلة الطفلة هدى غالية على شاطئ بحر غزّة حينها.
وتمكنت «كتائب القسام» على مدار 5 سنوات من إخفاء شاليط للمرة الأولى في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وفشل كافة المحاولات العسكرية والأمنية الصهيونية للوصول إليه.
صفقة «وفاء الأحرار»
ودفع الفلسطينيون ثمن هذه الحملات، فاستشهد حتى ديسمبر 2006 أكثر من 400 شهيد، فضلاً عن الجرحى وتدمير المنازل وحالة الحصار الاقتصادي الخانق؛ ولكن ظلّت هناك حالة شبه إجماع فلسطينية على ألا يفرج عن الأسير دونما عملية تبادل أسرى.
وطوال تلك الفترة حاول جيش الاحتلال الاستفادة من عنصر الزمن في البحث عن الأسير، وفي الضغط على «حماس»، وفي القيام بحملات القتل والتدمير، وفرض الحصار والسعي لإسقاط حكومة «حماس»، لكنه فشل في كل ذلك.
لكن الاحتلال في الوقت نفسه ترك المجال للتفاوض بشأن عملية تبادل الأسرى، مراهناً على أن إطالة أمد التفاوض ستخفف من الشروط الفلسطينية، وخصوصاً بشأن أعداد الأسرى وشخصياتهم ونوعية الأحكام التي يواجهونها.
وكان الاحتلال يصر على عدم الالتزام بمبدأ التزامن في إطلاق السراح، وفي اختيار من تشاء من الأسرى لإطلاقهم وهو ما كانت ترفضه «حماس» التي تمسكت بالإفراج عن عدد كبير من أصحاب المحكوميات الطويلة.
وفي 11 أكتوبر 2011، تحقق هدف عملية «الوهم المتبدد»، وخضع الاحتلال أخيراً لإرادة المقاومة، وأجبر على القبول بأغلب مطالب المقاومة، وتم التوقيع على صفقة تبادل الأسرى برعاية مصرية.
وبموجب الصَّفقة التي أطلق عليها «وفاء الأحرار»، أفُرج عن 1027 أسيرًا مقابل شاليط الذي أُسر من داخل دبابته العسكرية التي كانت رابضة على الحدود تنتظر فريسة فلسطينية لاقتناصها.
أسر 4 جنود
وأسرت «كتائب القسام» 4 ضباط وجنود صهاينة منذ عام 2014، وترفض الإفصاح عن أي معلومة تتعلق بهم قبل إطلاق الاحتلال سراح محرري صفقة «وفاء الأحرار» الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بالضفة الغربية المحتلة.
وخلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، أسرت «كتائب القسام» الضباط في لواء «جفعاتي» هدار غولدين، والجندي في لواء «غولاني» أورون شاؤول، إضافة إلى المواطنين إبراهام منغستو، وهشام السيد.