كثر الكلام في هذه الأيام عن الإرهاب والإرهابيين، فما تكاد تخلو نشرة أخبار في إذاعة أو تلفاز أو صحيفة أو مجلة أو منشور أو موقع من الكلام عن ذلك، ولا تكاد أي خطبة لمسؤول أو تصريح لسياسي أو مقابلة صحفية تخلو من الكلام عن ذلك.
وبداية نقرر..
اليهود هم أكثر الشعوب والأقوام ممارسة للإرهاب، والكتاب الذي يؤمنون به ويزعمون أنه من عند الله تعالى مليء بالنصوص والممارسات والتوجيهات والتعاليم الإرهابية، ولا تكاد تساويهم في هذه الشهوة الإرهابية إلا أمريكا، أكبر مصنع للإرهاب في العالم، وهي التي تدعي حمل رسالة مكافحة الإرهاب في العالم.
نقول هذا على هامش مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض مؤخراً، الذي حضره مندوبون عن أكثر من 50 دولة، وتدارسوا فيه سبل ووسائل مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات والخبرات حول مواجهة الإرهاب والقضاء عليهم، وتخليص العالم من شرورهم.
ونتساءل على هامش هذه المؤتمرات حول الإرهاب: من هم الإرهابيون؟!
الإرهابيون وفق التصنيف اليهودي والأمريكي هم أولئك الذين يؤمنون بنظرات إرهابية، ويحملون أفكاراً إرهابية، مثل الذين يؤمنون بأن الإسلام هو الدين الوحيد المقبول عند الله تعالى، وأن أي دين آخر غيره لا يقبله الله من صاحبه، والذين يؤمنون بوجوب التحاكم الى شرع الله، ووجوب الحكم بما أنزل الله وحرمة سنّ أي تشريع أو قانون يخالف شرع الله، والذين يؤمنون بحرمة الربا والزنى والخمر والسرقة والسلب والنهب، والذين يدعون الى المحافظة على الأموال والأعراض، ويقفون أمام سارقي الأموال والموارد والطاقات، ويطالبون بحقوق الناس المظلومين والمضطهدين الذين يقفون أمام الطامعين والمحتلين ويحصنون الأمة أمام طوفان الفساد والشر والانحراف، ويجاهدون أعداء الله، ويدافعون عن الأوطان!
الإرهابيون وفق التصنيف اليهودي هم الذين يقولون: فلسطين كلها أرض إسلامية مقدسة واليهود قوم كفار أعداء محاربون، وهم محتلون مغتصبون، ويجب جهادهم وقتالهم، حتى يتم تحرير فلسطين وباقي بلاد المسلمين من الخطر اليهودي!
الإرهابيون وفق التصنيف الأمريكي هم الذين يقولون: أمريكا إرهابية باغية ظالمة معتدية محتلة لبلاد إسلامية في أفغانستان والعراق وغيرهما، ويجب تحرير البلاد المحتلة وإزالة العدوان الأمريكي عليها.
هؤلاء المجاهدون للأعداء المقاتلون ضد المحتلين، الحريصون على تحرير الأوطان والإنسان هم الإرهابيون، الذين يقود اليهود والأمريكان العالم كله في تنظيم «الحرب العالمية الرابعة» ضدهم، وتعقد المؤتمرات العالمية لمواجهتهم!
وهذه ألوان من الخداع والتحريف، وصور من المغالطات والافتراءات، يقوم بها اليهود والأمريكان، ويرددها آخرون بوعي أو بسذاجة، وهي تخالف الواقع والمنطق وحقائق الأشياء!
الإرهابيون، أيها السادة، هم اليهود، الذين تجمعوا من مختلف بلاد العالم، وغزوا بلاداً مقدسة آهلة بسكانها، الذين كانوا يعيشون فيها آمنين مطمئنين، وسفكوا دماءهم، وانتهكوا أعراضهم وهدموا بيوتهم ونهبوا أموالهم وحولوهم إلى لاجئين مطاردين.. وما زال سلاح الإرهابيين اليهود موجهاً ضد أصحاب الحق والأرض في فلسطين وما زال الإرهابيون اليهود يرتكبون المجازر والمذابح الدموية يومياً على أرض فلسطين.
أما جهاد هؤلاء الإرهابيين اليهود فليس إرهاباً، وإنما هو جهاد مبرور أوجبه الله على المسلمين، والمجاهدون هم أصحاب الله وأولياؤه.
الإرهابيون هم الأمريكان الذين أتوا من وراء المحيطات بجيوشهم وأسلحتهم وإرهابهم واحتلوا بلاداً إسلامية في أفغانستان والعراق وغيرهما، وقاموا بممارسات إرهابية على الأرض الإسلامية سفكوا فيها الدماء، وانتهكوا فيها الأعراض وسلبوا الأموال.
أما جهاد هؤلاء الإرهابيين الأمريكان فليس إرهاباً، وإنما هو جهاد مبرور، أمر الله به المسلمين، وهؤلاء المجاهدون هم خير الأمة وأفضل رجالها عند الله.
هذا ما يجب أن يعلمه كل مسلم ومسلمة، وهذا ما يجب أن يقال في كل مؤتمر لمكافحة الإرهاب، وإن الإرهابيين الكافرين هم المهزومون في النهاية، وإن المجاهدين الربانيين هم المنتصرون في النهاية، هذا وعد الله، وإن الله لا يخلف الميعاد!
___________________________
جريدة «السبيل» الأردنية / العدد (578).