من قصص القرآن التي وقعت في الأمم الماضية قصة «أصحاب الجنة» الذين اتفقوا على منع المساكين من الدخول عليهم في جنتهم يوم صرامها، وقد ذكر الله تعالى قصتهم في سورة «القلم».
قال ابن كثير في تفسيره: ذكر بعض السلف أن هؤلاء كانوا من أهل اليمن، قال سعيد بن جبير: كانوا من قرية يقال لها: ضروان على ستة أميال من صنعاء، وقيل: كانوا من أهل الحبشة، وكان أبوهم قد خَلَّف لهم هذه الجنة وكانوا من أهل الكتاب، وقد كان أبوهم يسير فيها سيرة حسنة، فكان ما يستغل منها يرد فيها ما تحتاج إليه ويدخر لعياله قوت سنتهم ويتصدق بالفاضل.
فلما مات وورثه بنوه قالوا: لقد كان أبونا أحمق؛ إذ كان يصرف من هذه شيئاً للفقراء، ولو أنا منعناهم لتوفر ذلك علينا، فلما عزموا على ذلك عوقبوا بنقيض قصدهم فأذهب الله تعالى ما بأيديهم بالكلية؛ رأس المال والربح والصدقة فلم يبق لهم شيء، هكذا عذاب من خالف أمر الله وبخل بما آتاه الله وأنعم به عليه ومنع حق المسكين والفقير وذوي الحاجات وبدل نعمة الله كفراً.