أكد الشيخ محمود الخلفي، رئيس الرابطة الإسلامية في السويد، مدير المركز الإسلامي ومسجد ستوكهولم الكبير، أنه يمكن إيجاد الصيغ القانونية لتجريم الاعتداء على الكتب المقدسة والرموز الدينية باعتبارها جرائم كراهية أو جرائم تحريض ضد مجموعة مواطنين، وهي جرائم معتبرة في قانون العقوبات السويدي، أو سن تشريعات جديدة تجرم الاعتداء على المقدسات الدينية مثلما فعلت فنلندا، لكن هذا متوقف على توافر الإرادة السياسية.
وأشار، في حواره مع «المجتمع»، إلى أن ذلك ممكن حسب خبراء في القانون ومحللين أكدوا أن هذا لا يتعارض مع حق حرية الرأي والتعبير الذي ضمنه الدستور وعدم المساس به أو التشكيك فيه.
مسلمو السويد يواجهون تحديات تتعلق بهويتهم ومستقبل أبنائهم والاندماج بالمجتمع
بداية، أعطنا نبذة عن مملكة السويد؟
– دولة السويد مملكة ضمن الدول الإسكندنافية الواقعة في شمال أوروبا، وتشتهر بطبيعتها الخلابة واستقرارها السياسي والاجتماعي، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وفي مجلس دول الشمال، عاصمتها ستوكهولم، وتقدر مساحتها بـ449964 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ عدد سكانها نحو 10.5 ملايين نسمة، ويبلغ تعداد المسلمين أكثر من 900 ألف.
كيف وصل الإسلام إلى السويد؟ وكم عدد المسلمين فيها اليوم؟
– تُرجع بعض المصادر دخول الإسلام السويد إلى بداية القرن التاسع عشر مع وصول أول بعثة رسمية قادمة من بغداد بقيادة أحمد بن فضلان، وحتى ثلاثينيات القرن الماضي كان يعيش في السويد بعض الأفراد المسلمين الذين قدموا إليها لأسباب مختلفة واستقروا فيها، ثم بدأ توافد المسلمين على السويد بعد الحرب العالمية الثانية، وتم تأسيس أول جمعية إسلامية فيها من طرف مهاجرين تتار عام 1949م، ومنذ خمسينيات القرن الماضي بدأت تستقبل آلاف العمال من اليونان ويوغوسلافيا وتركيا بعد أن كانت على مدى عقود يغادرها مئات الآلاف طلباً للرزق في بلدان عدة خاصة أمريكا.
أغلب المدارس ذات الخلفية الإسلامية أُغلقت بطرق تعسفية وبحجج واهية
وخلال العقود الأخيرة، تزايد عدد المسلمين الوافدين على السويد بشكل ملحوظ بسبب الحروب والصراعات في العديد من البلاد الإسلامية، وكذلك بسبب القوانين الميسرة والسياسات المتسامحة إلى حد كبير، ويربو عدد أفراد الأقلية المسلمة اليوم في السويد على مليون نسمة، وأغلب المسلمين يقطنون المدن الرئيسة، وأولها العاصمة ستوكهولم، وتليها المدينة الثانية غوتمبرغ، ثم المدينة الثالثة مالمو.
ما أبرز المشكلات والتحديات التي يواجهها المسلمون بالسويد اليوم؟
– يواجه مسلمو السويد تحديات خطيرة تتعلق بتدينهم وهويتهم ومستقبل أبنائهم، إضافة إلى تحديات الاندماج في المجتمع والانخراط في مؤسساته المختلفة بصفتهم مكوناً فاعلاً فيه.
وتعد الأقلية المسلمة في السويد حديثة عهد نسبياً بالإقامة والاستقرار في هذا البلد، مقارنة بالأقليات المسلمة في جنوب القارة الأوروبية؛ ولذلك تواجه مشكلات أكبر تتمثل بالمقام الأول في إيجاد السبل التي تكفل لهم المحافظة على الهوية وإقامة الشعائر الدينية وتربية النشء.
المشكلات التي تعصف بالأسر المسلمة خصوصاً عويصة ومعقدة
ورغم هذا، نجح المسلمون في السويد -إلى حد ما- في بناء المساجد والمراكز الإسلامية، وتأسيس العديد من المدارس والمحاضن التربوية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية وغيرها، إلا أن هذه المشاريع غير كافية ولا تلبي الحاجة المتنامية خاصة مع تزايد أعداد المسلمين بشكل لافت في السنوات الأخيرة؛ بسبب القلاقل والحروب والكوارث في عديد البلدان الإسلامية، كما أنها تتعرض لحملة شرسة من قبل العنصريين والقوميين، خاصة بعد تنامي ظاهرة اليمين المتطرف في السويد وفي أوروبا عموماً ووصوله إلى سدة الحكم.
وفي السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، التي أدت لوقوع اعتداءات متكررة على المساجد، حرقاً وتخريباً أو تهديداً وكتابة العبارات العنصرية وتزايد مظاهر الكراهية، كما أغلقت أغلب المدارس ذات الخلفية الإسلامية، بطرق تعسفية وبحجج واهية.
ومن الناحية الاجتماعية، فإن موضوع أخذ الأطفال من عائلاتهم شغل بال الرأي العام في السويد وفي العالم لعدة شهور، ووفق دراسة مفصلة وتقصٍّ قامت به مؤسسة سويدية مستقلة «Rågsved project»، فإن العديد من العائلات فقدت أطفالها تعسفاً ودون احترام للإجراءات السليمة التي وضعتها الجهات المختصة لمعالجة القضايا الأسرية وحضانة الأطفال.
وآخر المصائب التي واجهت المسلمين في السويد العمليات المتكررة لتدنيس وحرق نسخ من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وقبلها بأيام قليلة تم تدنيس وحرق نسخة من القرآن الكريم في يوم عيد الأضحى على بعد أمتار قليلة من المسجد الكبير بها أيضاً.
تعرُّض المسلمين للتمييز ليس سياسة ممنهجة بل لأسباب بعضها يتعلق بهم أنفسهم
هذه جملة من الصعوبات والمشكلات التي يتعرض لها المسلمون في السويد، ويبقى التحدي الأبرز والأسباب التي تؤثر سلباً على المسلمين في السويد هي من المسلمين أنفسهم؛ فقلة الوعي، وضعف العمل المؤسسي، والخلافات فيما بينهم، وعجزهم عن إيجاد مظلة جامعة وقيادة واعية تمثلهم، وكذا الدور السلبي الذي تمارسه بعض الأطراف الخارجية من توظيف سياسي أو مذهبي وحتى التحريض والتشويه، ومحاولة تجفيف منابع التمويل.. كل ذلك يزيد من تعقيد المشكلة ويجب أخذه في الاعتبار.
كيف يمكن التغلب على هذه التحديات؟ وما دور المركز الإسلامي ومسجد ستوكهولم الكبير في هذا؟
– يسعى المسلمون؛ أفراداً وأسراً ومؤسسات، للتغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجههم، ويبذلون جهوداً كبيرة لمواجهتها، لكن يبقى العبء ثقيلاً، والمشكلات التي تعصف بالأسر المسلمة بالخصوص عويصة ومعقدة؛ ما جعل الكثيرين في حيرة ويفكرون في بديل لكن من الصعوبة بمكان الحصول عليه.
ومن العلامات البارزة في تاريخ المسلمين بالسويد أن منَّ الله عليهم ببناء أول مركز إسلامي ومسجد جامع في العاصمة السويدية عام 2000م، وقد أصبح هذا المركز منارة للإسلام وقبلة للمسلمين ومعلماً دينياً وحضارياً يشع بنوره وخيره على المسلمين وغير المسلمين، والمركز الإسلامي ومسجد ستوكهولم الكبير تابع للرابطة الإسلامية في السويد التي بدأت نشاطها منذ عام 1981م، وتعمل جاهدة على جعل الإسلام والمسلمين جزءاً فاعلاً ومكوناً مهماً من مكونات المجتمع السويدي.
بعض الأحزاب العنصرية تستغل سياسات بعض البلدان الإسلامية المعادية للحريات
ويقوم المركز بدور كبير لمواجهة التحديات والمساهمة الفعالة في حل مشكلات المسلمين في السويد، ويقدم المركز خدمات جليلة للمسلمين في العاصمة، وأيضاً لأعداد منهم في أنحاء السويد كافة، تتمثل في المساعدة على حفظ التدين وإقامة الشعائر وتعليم اللغة العربية وحفظ كتاب الله تعالى، وقد تخرج العشرات من الحفاظ في السنوات الأخيرة، وكذلك الأنشطة التربوية والثقافية المختلفة وتوفير المصحف الشريف وترجمة معاني القرآن الكريم والكتب والمطويات التي تعرف بالإسلام، هذا بالإضافة للخدمات الإدارية والاجتماعية مثل الإرشاد والتوجيه، والإصلاح العائلي، وعقود الزواج وغير ذلك.
كم عدد الأقليات الدينية في السويد؟
– يوجد في السويد الآن 5 أقليات قومية، هكذا تسمى رسمياً -منها الأقلية اليهودية والفنلندية- ومجموع كل هذه الأقليات أقل بكثير من عدد المسلمين السويديين الآن الذي يقترب من المليون، ولأسباب تاريخية ونضالات على مدى عقود طويلة حصلت هذه المجموعات على صفة أقلية، وكفل لها القانون الحق في التمتع بعدة مزايا تحفظ هويتها ولغتها وثقافتها.
ويعرف الباحثون السويديون الأقلية في السويدية كونها مجموعة عرقية عاشت لفترة طويلة، عادة لأكثر من مائة عام، في حدود الدولة، ولها لغة وثقافة مشتركة على مدى زمن طويل، ولذلك أمام المسلمين طريق طويل من العمل والجهد والنضال للمطالبة بالحقوق والتشريعات التي تحفظ هويتهم كأقلية لها خصوصيتها مثل بقية الأقليات تماماً دون تمييز.
53 % من السويديين يرفضون حرق القرآن رغم تقديسهم لحرية الرأي والتعبير
هل تحولت السويد خلال السنوات الأخيرة إلى بلد يستهدف الإسلام والمسلمين تحت شعار حرية الرأي؟
– لا يمكن القول بأن معاداة الإسلام وتعرض المسلمين للتمييز سياسة ممنهجة، تقف وراءها الحكومة، وإنما تعود لأسباب عدة منها مسؤولية المسلمين أنفسهم بسبب توافد أعداد هائلة من اللاجئين واستقرارهم في السويد في فترة وجيزة؛ جعلت نسبة المسلمين مقارنة بعدد المواطنين السويديين عالية جداً؛ ما دفع البعض للحديث عن «أسلمة» المجتمع، أو أن المسلمين يؤسسون لمجتمع موازٍ، بالإضافة لفشل سياسة الاندماج التي أدت لتهميش السويديين من أصول مهاجرة، وظهور ما يُعرف بـ«مناطق الظل» التي انتشرت فيها الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والعنف والقتل بين العصابات المسلحة، حتى أصبحت السويد في ظرف بضع سنوات في مقدمة الدول الأوروبية من حيث عدد جرائم العنف المسلح وعدد الوفيات الناتجة عن ذلك، وكذلك الجهل بقوانين البلد، وسلبية أعداد من المسلمين، واختيارهم للعيش السهل البسيط على المساعدات الحكومية.
هذه جملة من الأسباب التي تخص المسلمين أنفسهم، ويجب معالجتها حتى يكون الإسلام والمسلمون قيمة مضافة وعنصر خير وبناء وإثراء وأغلبهم كذلك.
أما الأسباب الموضوعية الأخرى التي يتحملها المجتمع السويدي فأهمها فشل سياسات الحكومة في التعاطي مع ملف الوافدين الجدد، وموضوع الهجرة والاندماج؛ ما ولَّد شعوراً بالسخط والتهميش وانسداد الأفق لدى العديد من شباب الجيل الثاني، إلى درجة القناعة لدى الكثيرين بضرورة البحث عن بلد إقامة آخر.
السياسيون تعاملوا مع حرق القرآن على استحياء خوفاً من اتهامهم بالاعتداء على حرية التعبير
ومن الأسباب الرئيسة وراء مشكلات المسلمين في السويد المد اليميني العنصري الذي اكتسح الساحة الأوروبية، وقد أصبح الحزب اليميني العنصري شريكاً في الحكم، وشرع فعلاً في تنفيذ سياساته المعادية للسويديين من أصول مهاجرة والمسلمين بالخصوص، كما بدأ في سن القوانين التي تضيق عليهم وعلى مؤسساتهم، ومنها الأوضاع الدولية وتردي الأوضاع الاقتصادية؛ ما يُعطي ذريعة للأحزاب اليمينية وحتى المواطن العادي لتحميل المهاجرين المسؤولية، واتهامهم بكونهم يعيشون على كاهل الدولة من خلال الحصول على المساعدات الاجتماعية رغم الخدمات الضرورية والدور الكبير الذي يقوم به آلاف الكفاءات السويدية من أصول مهاجرة لخدمة المجتمع وبناء الدولة.
كما لا يفوتنا أن نذكر أيضاً سياسات بعض البلدان الإسلامية المعادية للحريات العامة التي تحاول تشويه العديد من القيادات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية والتحريض عليها، وهذا تستغله وتستفيد منه الأحزاب العنصرية واليمينية أيما استفادة.
مسألة حرق نسخ من القرآن ومبدأ حرية الرأي والتعبير، كيف تعامل معها مسلمو السويد؟
– بالنسبة لعموم المسلمين، فهم يؤمنون بأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، ومكانته في نفوس المسلمين عظيمة؛ ولذلك كانت مشاهد حرق نسخ منه وتدنيسها مروعة، وجعلت القلوب تعتصر ألماً وحزناً، وهذا المستوى من التأثر والتفاعل والشعور بالأذى الشديد لدى المسلمين في السويد وفي العالم بسبب هذه الجرائم البشعة لا يمكن وصفه، ولا يمكن تصوره من طرف بقية السويديين الذين تعودوا على نقد كل شيء، وازدراء كل شيء بدون ضوابط ولا حدود، وكان المبرر دوماً هو حرية الرأي والتعبير.
وهذا ما يفسر ولو جزئياً التردد في مواجهة هذه الجرائم، ووضع حد لهذه المهزلة، كما يراها المشاهد من خارج السويد، غير أن التركيز على لغة خطاب المجرمين الذي يتسم بالعنف والحقد والكراهية والأسلوب الهمجي الوحشي في تدنيس القرآن الذي يعبر عن نفوس مريضة، وقلوب قاسية وأحقاد دفينة، ثم رسالة التحريض والإهانة الموجهة ضد أحد مكونات المجتمع، كل هذا يمكن أن يكون إطاراً قانونياً لتجريم هذه الأفعال وإخراجها عن مجال حرية الرأي والتعبير.
وفي مواجهة هذه الجريمة، تداعت المؤسسات الإسلامية العاملة على الساحة السويدية إلى التشاور والتنسيق بينها لوقف هذا الاعتداء البغيض، والعمل على وضع حد له من خلال البيانات والمظاهرات والكتابة في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذا التواصل مع الجهات الحكومية والأمنية.
وسائل الإعلام نشرت خبر طباعة الكويت معاني القرآن باللغة السويدية وتلقاه المسلمون بترحاب
وبما أن الجريمة الأخيرة وقعت أمام المركز الإسلامي ومسجد ستوكهولم الكبير، فقد شكلت الإدارة خلية أزمة للتعاطي مع الجريمة وتداعياتها، وتم اتخاذ عدة خطوات عملية؛ منها المتابعة القانونية والقضائية، ومنها المظاهرة الحاشدة التي شارك فيها أكثر من 4 آلاف شخص، ومنها الأنشطة الإعلامية والثقافية التي تعرف بالقرآن الكريم وبرسالة ديننا الحنيف.
أما الرأي العام والمجتمع المدني السويدي فقد تفاعل مع جرائم تدنيس وحرق القرآن، ورغم ما يكتسبه حق التعبير وحرية الرأي من قدسية لدى الرأي العام السويدي الذي تحميه البنود الأساسية في الدستور السويدي، فإن 53% من السويديين، وفق آخر إحصاء، يرون أنه يجب منع حرق القرآن.
والذي لا يعرف كيف تشتغل وتدار مؤسسات الدولة، وآليات التغيير، وسن القوانين، قد يُلقي باللائمة على الحكومة والجهات الرسمية مباشرة، بينما الأمر أكثر تعقيداً، والذين قاموا بمثل هذه الجريمة حقيقة هم أشخاص لا صلة لهم بالدوائر الرسمية أو الأحزاب السياسية العاملة في السويد أو حتى مؤسسات المجتمع المدني؛ بل في الغالب هم أفراد معزولون تحركهم أجندات خاصة بهم، أو يتم توظيفهم من طرف جهات مشبوهة، والقاسم المشترك بين هؤلاء المجرمين هو التطرف والحقد والعنصرية المقيتة.
والأمر الإيجابي في هذه المصيبة هو التأييد الواسع والمساندة القوية والتعاطف مع المسلمين من المواطنين السويديين عبر الرسائل والاتصال بالمركز الإسلامي، وأيضاً من مؤسسات المجتمع المدني من خلال المواقف والبيانات، خاصة من الرموز الدينية؛ حيث وحدت هذه الجرائم أصحاب جميع الديانات، ووقفوا صفاً واحداً منددين بهذه الجرائم ومدافعين عن المقدسات الدينية.
أما الحكومة والسياسيون والأحزاب السياسية فقد تعاملوا مع الموضوع على استحياء وبحذر شديد؛ خوفاً من الاتهام بالاعتداء على حرية التعبير، ولذلك تأخروا كثيراً في اتخاذ قرارات شجاعة تجنب البلاد والمجتمع التداعيات السلبية لهذه الجرائم الخطيرة التي تمس مئات الملايين عبر العالم التي لاقت ردود فعل قوية جداً وتنديداً واستنكاراً شديدين من كل البلدان الإسلامية ومن الاتحاد الأوروبي والفاتيكان والأمم المتحدة وعدد من البلدان غير المسلمة؛ وهو ما اعتُبر رسالة قوية إلى أصحاب القرار في السويد لمعالجة الأزمة وجعلهم في حرج أمام الرأي العام الإسلامي والعالمي.
هل من سبيل إلى تجريم الاعتداء على مقدسات المسلمين في السويد كما هي الحال مع مقدسات غيرهم؟
– إثر جريمة حرق وتدنيس نسخة من المصحف الشريف أمام المسجد الكبير في ستوكهولم، دعاني رئيس الحكومة السويدية، مع كبير أساقفة الكنيسة السويدية، ورئيس الكنيسة الكاثوليكية، وممثل عن المجلس اليهودي في السويد، وكان اللقاء ودياً وصريحاً، ورسالتنا للحكومة كانت واضحة؛ وهي: إدانتنا لمثل هذه الجرائم التي تحرض ضد المجموعات الدينية، وتعتدي على مقدساتها وتنشر الكراهية والأحقاد، وتعرض السلم المجتمعي للخطر، فضلاً عن تعريض سمعة البلد ومصالحه وأمنه للخطر.
وكما أكد الخبراء في القانون والمحللون، فإنه في الوقت الذي يتم فيه احترام حق حرية الرأي والتعبير الذي ضمنه الدستور وعدم المساس به أو التشكيك فيه لكونه مكسباً عظيماً للجميع لا يمكن التفريط فيه؛ فإنه إذا توفرت الإرادة السياسية يمكن إيجاد الصيغ القانونية لتجريم الاعتداء على الكتب المقدسة والرموز الدينية باعتبارها جرائم كراهية أو جرائم تحريض ضد مجموعة مواطنين، وهي جرائم معتبرة في قانون العقوبات السويدي، أو سن تشريعات جديدة تجرم الاعتداء على المقدسات الدينية مثلما فعلت فنلندا.
ويبقى الأسلوب الأمثل أمامنا، نحن المسلمين في السويد، لمواجهة مثل هذه الاعتداءات هو التصرف كمواطنين سويديين، والعمل الجاد المنظم والنضال القانوني والسلمي والحضاري الذي يأتي بنتائج جيدة وإيجابية، ويعطي صورة طيبة عن الإسلام والمسلمين.
قررت دولة الكويت طباعة 100 ألف نسخة لمعاني القرآن الكريم باللغة السويدية، ما وقع هذه الخطوة؟
– لقد نشرت وسائل الإعلام السويدية هذا الخبر، وتلقى المسلمون في السويد وفي العالم هذا القرار بترحاب وامتنان كبيرين.
وفي الختام، نتوجه بالشكر لمجلة «المجتمع» التي تؤمن برسالة الإعلام النبيلة التي تعمل على نشر الحقيقة وإنارة الرأي العام وتناول المواضيع الهادفة ومتابعة الأحداث وتغطيتها عبر العالم بموضوعية ونزاهة وشفافية.