كشفت إقالة (استقالة شكلية) رئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي، عن سيطرة اليهود على العقول الأمريكية والجامعات بصورة خطيرة بعدما شارك رجل الأعمال اليهودي بيل أكمان في حملة إبعادها؛ لأنها لم تمنع مظاهرات تناهض إبادة غزة.
لكن هذه الإقالة أدت أيضاً لعملية إفاقة للمجتمع الأمريكي خاصة الطلاب، ونتج عنها صدام بين الطلاب والأساتذة المستقلين وحتى الأمريكيين السود من جهة، واليهود ومنظماتهم من جهة ثانية.
فمنذ نجاح اللوبي الصهيوني في أمريكا في الإطاحة برئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي، وهي سوداء، وتلميح رجل الأعمال اليهودي بيل أكمان، الذي قاد الحملة ضدها، للون بشرتها كأن هذا لا يجعلها تصلح للمنصب(!)، والعلاقات بين السود واليهود في أمريكا في توتر متصاعد.
وجاء تعيين يهودي محل السوداء كلودين غاي رئيساً مؤقتاً لجامعة هارفارد ليصب المزيد من الزيت على النار، ويحول المعركة إلى معركة بين السود واليهود بعدما كانت معالمها تدور بين الأكاديميين المستقلين والأغنياء المتنفذين خاصة اليهود.
حيث كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، 5 يناير 2024م، أنه تم تعيين الطبيب اليهودي آلان غاربر رئيساً مؤقتاً لجامعة هارفارد الأمريكية، خلفاً لكلودين غاي التي استقالت من منصبها إثر تعرضها لهجوم يهودي شرس واتهامها بـ«معاداة السامية»؛ لأنها سمحت للطلاب بالتظاهر ضد العدوان «الإسرائيلي» على غزة.
واعترفت صحيفة «هاآرتس» العبرية، في 16 يناير، أن إقالة السمراء غاي أدى إلى رفع منسوب التوترات المتزايدة بين المجتمعات السوداء واليهودية في أمريكا.
ونقلت «هاآرتس» عن الأستاذ السابق في هارفارد كورنيل ويست انتقاده لما يفعله اليهود ضد السود قائلاً: كم هو محزن ومتوقع في نفس الوقت أن الشخصيات والقوى (اليهود) التي تدعم التطهير العرقي، وهجمات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، طردوا أول امرأة سوداء رئيسة لجامعة هارفارد.
ووصف الأمر بأنه عنصرية ضد الفلسطينيين والسود على حد سواء، وأنه أمر حقير لا يمكن إنكاره، مشيراً لتملك اليهود للأموال الكبيرة التي حاولوا بها فرض أنفسهم على سياسة الجامعة.
كما أشارت «الغارديان» البريطانية، في 4 يناير، إلى ممارسات عنصرية ضد غاي تحدثت هي عنها في صحيفة «التايمز»، وصلت حد إرسال بريد لها وصفها بحرف «N»؛ أي «نجرو» التي تعني العبيد بخلاف تهديدها بالقتل.
السيطرة اليهودية
عقب استقالتها بيوم واحد، ألمحت رئيسة جامعة هارفارد لدور اليهود في استقالتها من منصبها، وحذرت في مقال نشرته بصحيفة «نيويورك تايمز»، في 3 يناير، من حرب أوسع نطاقاً لتقويض ثقة الأمريكيين في ركائز مجتمعهم مثل حرية التعبير.
وذلك في ظل سعي أثرياء اليهود ومنظماتهم لقمع من يدعمون غزة عبر إرهابهم بتهمتي العداء للسامية، وأنهم بدعمهم غزة يدعمون إبادة اليهود في «إسرائيل»!
وقالت: إن دعوتها للإدلاء بشهادته حول معاداة السامية في كليات النخبة في هارفارد بالكونجرس كانت فخًا تم نصبه جيدًا، وأن من تسببوا في استقالتها سيستمرون في إيقاع المزيد من الضحايا في مؤسسات تعليمية أخرى لتقويض شرعيتها وتدمير مصداقية قادتها.
وكانت غاي، أستاذة العلوم السياسة التي تم تعيينها كأول امرأة سوداء تتولى منصب رئيس جامعة هارفارد، مكثت في منصبها 6 أشهر فقط، وهي أقصر فترة في تاريخ الجامعة البالغ 388 عامًا.
وبدأت حملة الترهيب الصهيونية للطلاب الأمريكيين الذين تضامنوا مع غزة ضد العدوان الصهيوني، حين بعث الملياردير اليهودي بيل أكمان تحذيراً لجامعة هارفارد وغيرها من الجامعات التي تظاهر فيها طلاب ضد «إسرائيل: يهدد بسحب تبرعاته للجامعة.
حين لم تستجب له رئيسة جامعة هارفارد غاي باعتبار أنها حرية طلابية، اتهمها أكمان، وزوجته «الإسرائيلية» نيري أوكسمان، الأستاذة السابقة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالعداء للسامية، ثم بسرقة أدبية تتمثل في عدم إسناد بعض فقرات في رسالتها للدكتوراة لمصادر نقلت عنها.
بل هدد اليهودي أكمان الطلاب الذين تظاهروا ضد «إسرائيل» وبدأ بجمع أسمائهم داعياً مجتمع الأعمال لعدم توظيفهم حين يتخرجون!
لكن تبين أن زوجة الملياردير اليهودي، الجامعية «الإسرائيلية» (أوكسمان)، التي قادت ما أسمته صحيفة «هاآرتس»، في 7 يناير 2023م، حملة صليبية لطرد رئيس جامعة هارفارد، هي التي قامت بسرقة أجزاء مطولة من رسالتها للدكتوراة لا رئيسة هارفارد!
وقد فضح هذه «الإسرائيلية» (زوجة الملياردير اليهودي أكمان) موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكي، حيث أكد، في 5 يناير الجاري، أنه حقق في بعض السرقات العلمية، ووجد أنها قامت بسرقة أجزاء من أطروحة الدكتوراة لعام 2010 في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ووفقًا لتقرير «بيزنس إنسايدر»، قامت أوكسمان بالسرقة في أكثر من 20 حالة في الأوراق الأكاديمية ورسالة الدكتوراة الخاصة بها، وفق ما تم من مراجعات!
وقد اتهم جريج غونسالفيس، الأستاذ المساعد في كلية ييل للصحة العامة، الملياردير بيل أكمان بالتصرف مثل الفتوة والقيام مع زوجته بحملة تنمر صليبية شرسة ضد رئيسة جامعة هارفارد، مؤكداً أنه يضر بالتعليم في أمريكا.
وقال: إن أكمان يستغل أمواله في محاولة تشويه الآخرين، ويعتقد أنه يمتلك الحكمة بأمواله وله الحق في التنمر بها على الآخرين، داعياً للوقوف في وجه أمثاله، ووصفه بأنه بغيض.
https://twitter.com/gregggonsalves/status/1742310650691330494
وقد اعترف الملياردير أكمان، عبر «إكس»، أن زوجته نقلت فقرات بالفعل دون نسبها لمصدرها، وزعم أنها أخطاء لا سرقة جامعية، واعتذر عنها.
Imagine that you were formerly a professor at a university, and you are an entrepreneur now.
One day, a company that you have no affiliation with (other than its CEO is your husband) gets an email from a reporter from Business Insider which says that they have found five…
— Bill Ackman (@BillAckman) January 7, 2024
كما اعترفت زوجته «الإسرائيلية» أنها بالفعل نقلت فقرات دون نسبها، وقالت: أنا آسفة وأعتذر عن هذه الأخطاء.
وكتبت تشير لنقلها 4 فقرات في أطروحتها للدكتوراة المكونة من 330 صفحة، وعد وضعها بين علامتي تنصيص لتشير لأنها مقتبسة أو تذكر المصدر، بحجة أنه ذكرته كمصدر عام.
I was forwarded an email this morning from a reporter at Business Insider who noted that there are four paragraphs in my 330-page PhD dissertation: “Material-based Design Computation,” which I completed at @MIT in 2010,https://t.co/6LE1O4FiiL
where I omitted quotation marks…
— Neri Oxman (@NeriOxman) January 4, 2024
صراع المال والجامعة
بدأ الملياردير اليهودي أكمان في استهداف رئيسة جامعة هارفارد السابقة عقب اندلاع حرب غزة، في 7 أكتوبر 2023م، واستمرت حملته الصليبية ضدها، كما تصفها صحف أمريكية، عدة أشهر، حيث كان هو وزوجته من أشد منتقديها.
في البداية، كتب رسالة مكونة من 3138 كلمة موجهة إلى رئيسة هارفارد يتهمها بالتساهل مع معاداة السامية في الحرم الجامعي، لأنها سمحت لطلاب بالتظاهر ضد «إسرائيل»، وطالبها بتأديب وإيقاف هؤلاء الطلاب.
الملياردير، الذي تقدر ثروته الآن بنحو 2.4 مليار دولار بحسب مؤشر «بلومبرج» للمليارديرات، زعم أن جامعة هارفارد أهدرت تبرعه لها عام 2017 بتعيينها امرأة سمحت بمعاداة السامية عبر تظاهر طلاب ضد «إسرائيل»، وفق «بلومبرغ»، في 13 ديسمبر 2023م.
أكمان كتب 3 رسائل إلى إدارة جامعة هارفرد، في 4 نوفمبر، و3 ديسمبر، و10 ديسمبر 2023م، يطالب بطرد رئيسة الجامعة، بحجة وقوفها بجانب 30 طالباً تظاهروا مؤيدين لغزة، وقرر حجب مليار دولار من تبرعاته للجامعة وتوعد الطلاب بمنعهم من العمل حال تخرجهم!
ووصل الصراع بين الاثنين إلى ذروته بعد جلسة استماع في الكونجرس قادها نواب يهود، في 5 ديسمبر 2023م، لتقريع وترهيب رؤساء الجامعات لأنهم سمحوا بتضامن الطلاب مع غزة ولم يقمعوهم!
وفي أعقاب استقالة غاي، احتفلت المنظمات اليهودية وطلاب جامعة هارفارد اليهود وتحالف خريجي جامعة هارفارد اليهود، بتركها رئاسة الجامعة، بحسب صحيفة «نيويورك بوست»، في 3 يناير الجاري.