أكد المسؤول الأول عن وضع المناهج في اليمن د. مختار المشوشي، مدير عام المناهج الدراسية بالبلاد، أن فكرة الخلافة الإسلامية حاضرة في جميع مراحل التعليم من المدارس الابتدائية وحتى الثانوية.
وفصَّل د. المشوشي، في حواره مع «المجتمع»، ذلك التناول الذي تضمن الاهتمام بمراحل الخلافة منذ عصورها الأولى، مرورًا بالخلافة الأموية، والعباسية، وانتهاءً بالخلافة العثمانية.
وكان لافتًا في حوار المسؤول اليمني تركيز المناهج الدينية والتاريخية بشكل كبير على التعليم الديني، وترسيخ مفاهيم القرآن، والاعتزاز بتاريخ المسلمين في كل مراحل التعليم المختلفة ببلاد اليمن، لافتًا إلى أن تدخلًا قد حدث من جانب جماعة «أنصار الله» (الحوثي) في المناهج الدراسية في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، وذلك وفقًا لما يخدم عقيدتها، وإلى نص الحوار:
ما نصيب تناول الخلافة الإسلامية في المناهج الدراسية اليمنية؟
– تركز المناهج الدراسية اليمنية على دراسة التاريخ الإسلامي وفي القلب منها الخلافة الإسلامية في مراحلها التاريخية المختلفة في كتب التاريخ للصفوف السادس والثامن والحادي عشر، وكان القاسم المشترك بينها تناول التاريخ العربي الإسلامي، ففي الصف السادس تناوله في عهد الدولة الإسلامية في المدينة المنورة وشبه الجزيرة العربية ثم الدول الإسلامية في العهدين الأموي والعباسي، وكذا ظهور الدويلات المستقلة في العصر العباسي الثاني.
القاسم المشترك التركيز على التاريخ الإسلامي وإظهاره بصورة مشرقة
ينما تناول كتاب التاريخ للصف الثامن تاريخ العرب الإسلامي من حيث الحضارات التي نشأت وتاريخها ومراكز نشأتها ودور اليمنيين فيها ومظاهرها ونظامها الإداري والمالي والقضائي.. وغيرها.
كما تناول كتاب الصف الحادي عشر هذه الحضارات خارج الوطن العربي؛ كالسند وفارس والهند والأندلس والأناضول وأواسط آسيا، والنهضة العلمية التي شهدها العالم الإسلامي.
ما القواسم المشتركة في تلك المناهج على اختلاف المراحل الدراسية؟
– يوجد العديد من القواسم منها، التركيز على التاريخ الإسلامي وإظهاره بصورة مشرقة، إبراز دور اليمنيين في كل ذلك، وتناول كل مرحلة من مختلف الجوانب كالظواهر السياسية والاقتصادية والإدارية، فضلاً عن إبراز الأحداث والشخصيات ذات التأثير الديني.
هل تتضمن كتب التاريخ دراسة التاريخ الإسلامي أم تقتصر على التاريخ الحديث والوطني؟
– مناهج اليمن في مادة التاريخ تنوعت خلال مراحل التعليم العام بين التاريخ على المستوى الوطني، والتاريخ على مستوى الوطن العربي، والأمة العربية، والتاريخ على مستوى العالم الإسلامي والأمة الإسلامية، وكذا تاريخ أوروبا وتاريخ أمريكا والحضارات في مختلف القارات.
مناهجنا تعمل على إبراز الأحداث والشخصيات ذات التأثير الديني
حيث تبدأ دراسة مادة التاريخ من الصف الخامس حتى الصف الثاني عشر وتضمنت:
الصف الخامس: تاريخ اليمن القديم.
الصف السادس: تاريخ العرب الإسلامي.
الصف السابع: تاريخ الحضارات العربية القديمة.
الصف الثامن: تاريخ الحضارة العربية الإسلامية.
الصف التاسع: تاريخ العرب الحديث والمعاصر.
الصف العاشر (أول ثانوي): تاريخ حضارات العالم القديم.
الصف الحادي عشر (ثاني ثانوي): تاريخ حضارات العالم الإسلامي.
الصف الثاني عشر (ثالث ثانوي): تاريخ العالم الحديث والمعاصر.
القصة في المناهج الدراسية تتناول شخصيات وطنية أم شخصيات دينية، أم خلفاء للدولة الإسلامية، سواء كانوا في عصورها الأولى أم ما بعدها؟
– لا شك أن القصة تناولت شخصيات من جميع هذه الأصناف، وذلك بحسب السياق الذي توجد فيه،، ففي كتب التربية الوطنية لا شك أن الشخصيات الوطنية والسياسية هي ما تتناوله هذه الكتب، وفي كتب التاريخ الإسلامي تظهر الشخصيات الدينية والخلفاء وقادة الدول الإسلامية، كما أن العصر الذي يتناوله موضوع الكتاب هو من يحدد الشخصية التي يتم تناولها وهكذا.
هل تناول مراحل الخلافة الإسلامية كان بشكل إيجابي أم نقدي؟
– كان التناول في المجمل إيجابيًا مع إشارات لبعض التحليل والنقد والسلبيات.
هل «الدين» مادة أساسية في المناهج اليمنية؟
– المواد الدينية في المناهج اليمنية مواد أساسية، وتأتي في المرتبة الثانية بعد اللغة العربية، كما أنها ليست مادة دراسية فحسب، إنما مادتان دراسيتان (القرآن الكريم، والتربية الإسلامية)، وفي جميع صفوف ومراحل التعليم العام (1-12)، كما أن تدريسها لا يقف عند هذه المادتين فقط، بل يدخل في مختلف المواد الأخرى بشكل ضمني، ففي اللغة العربية، على سبيل المثال، كثير من الدروس وخصوصاً النحو هي عبارة عن نصوص قرآنية، وتشكل الوزن النسبي لهذه المواد 23% من الخطة الدراسية بواقع 59 حصة أسبوعية.
ما الأسس التي تركز عليها مناهج الكتب الدينية في اليمن؟
– يمكن القول: إن المناهج الدراسية الدينية في اليمن ذات بعدين أساسيين؛ الأول: حفظ القرآن الكريم ودراسة علومه، والثاني: تربية التلاميذ التربية الإسلامية الصحيحة.
ففي البعد الأول كان التركيز على تحفيظ القرآن الكريم خلال صفوف التعليم العام وتجويده وتلاوته وتفسيره.
الجرعات الدينية مواد أساسية في المرتبة الثانية بعد اللغة العربية
وفي البعد الثاني كان التركيز على القيم الإسلامية وكيفية أداء العبادات والتفقه في دين الله وسيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والحديث النبوي الشريف، وقد تدرج مستوى العمق في تقديم المحتوى بتدرج الصفوف الدراسية، واتبعت هذه المناهج الوسطية والاعتدال.
ففي المراحل الأولى، كان التركيز على حفظ السور القصيرة وتعليم العبادات كالصلاة وشروطها وأركان الإسلام وأركان الإيمان وبعض الآداب الإسلامية، وأوقات الصلاة وآداب المسجد والأذان وصلاة الجماعة، وهكذا.
ومن ثم توسعت المعارف في الصفوف المتوسطة والعليا، وأصبحت تركز على علم الإيمان والمعجزات والتفكر في مخلوقات الله وإبداع الخالق، وفي الحديث عن الأمانة والإخلاص في العمل، وفي الطهارات والغسل والتيمم وغيرها من جوانب علم الفقه، وفي نزول الوحي وغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة بمختلف تفريعاتها.
في الوقت الحالي، هل هناك مناهج موحدة في اليمن أم تختلف باختلاف مناطق النزاع؟
– المناهج الدراسية الرسمية المعتمدة في اليمن ما زالت المناهج التي كانت سائدة حتى العام 2014م، لكن جماعة «أنصار الله» عدلت في المناهج بمناطق سيطرتها لخدمة أهدافها السياسية.