قالت رشيدة داتي النائبة في البرلمان الأوروبي: إن ضحايا «داعش» قبل الجميع هم المسلمون، وبالأخص السنّة، وهذا لا يقال بما يكفي. ربما عدم قول ذلك بوضوح يناسب البعض، ولكن من المهم التذكير بأن الضحايا هم المسلمون السنّة الذين يفرون من الإرهاب والوحشية».
وحول ما إذا كان هناك قلق من نزوح المسلمين إلى أوروبا، أجابت داتي في حوارها مع “الحياة” اللندنية: «أعتقد أنه يجب ألا ينظر إلى موضوع النزوح بهذا الشكل، فالقلق هو ما يدفع هؤلاء النازحين الذين تركوا كل شيء وراءهم أهلهم وتراثهم وبلدهم وأماكنهم، وأنا لا أنظر إلى النازحين كسنّة يصلون إلى أوروبا، ولكن كأشخاص فقدوا كل شيء، وهم يائسون اضطروا إلى مغادرة بلدهم. ولقد التقيت بعض النازحين وهم لم يغادروا بلدهم بفرح. لكنهم اضطروا إلى ذلك. المسألة لا تتعلق بكونهم مسلمين إذ انهم يهربون من القنابل والقصف. وكان من بين النازحين من قبل من كان لديه بعض المال لدفعه للمهربين أو لشبكات تهريب النازحين. أما اليوم فالذين عند الحدود التركية يهربون من القصف والوحشية تاركين كل شيء وراءهم. هكذا يجب النظر إليهم وليس كمسلمين أو من أي دين آخر».
وعندما تُسأل عن تفاقم مشكلة المسلمين في فرنسا بعد العمليات الإرهابية فيها، بمعنى أن البعض يمزج بين الإرهابيين وانتمائهم إلى الإسلام، حتى أن فرنسيين أصبحوا يخافون من الإسلام. فتجيب: «أعتقد أن الإسلام يطرح مشكلة للفرنسيين نتيجة الجهل. لقد صدمت مثلاً عندما سمعت رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالس يستخدم في جلسة أمام البرلمان عبارة الفاشية الاسلامية islamofascisme.
تقول: كيف يمكن الجمع بين الكلمتين، فهذا يمثل تجريحاً بالفرنسيين المسلمين وحتى بأي مسلم. خلط الأمور يؤدي إلى وصم الاسلام ويـــعزز صــعـــوبات الفـــرنسييـــن المسلمين للاندماج الذي هو أصلاً صعب بالنسبة اليهم، والسلطات الفرنسية لا تساعد في ذلك.
وتضيف: ان رؤساء الدول الإسلامية لا يقومون بما يجب في هذا المجال، فهم لا يشرحون للأوروبيين وجه الإسلام الحقيقي وهو الإيمان والدين. فلا يمكن للقادة المسلمين أن ينتظروا أن يمارس المسلمون الاوروبيين دينهم بشكل هادئ وطبيعي فيما هم موضوع تهجم ولا يحصلون من القادة المسلمين على دعم. عندما أرى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يتحرك بسرعة كلما يكون هناك استهداف للجالية اليهودية، أتساءل لماذا قليلاً ما أسمع أي قائد من دولة اسلامية يقوم بذلك اذا استُهدف المسلمون في اوروبا. هذا ما انتقدته في التقرير الذي كتبته في البرلمان الاوروبي، إذ لا يمكن لقادة دول إسلامية تمويل المؤسسات والجمعيات والمساجد في اوروبا وفي الوقت نفسه التخلي عن مسؤولياتهم عندما تسوء أحوال المسلمين في فرنسا. فمع هذا الغياب عن تحمل المسؤولية يطرح السؤال: لماذا يمولون؟ فليتوقفوا عن تمويل الجمعيات والمؤسسات الاسلامية، وليتركوا تنظيم اسلام فرنسا مستقلاً عن تأثير الخارج.