مع وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري، أظهرت التصريحات المتبادلة بين دولة الاحتلال والبيت الأبيض تغييراً في لغة الخطاب، سيبنى عليه تغييرات على الأرض وخصوصاً في حلقة الصراع في مدينة القدس المحتلة.
الخبير بالخرائط خليل التفكجي قال لـ”المجتمع”: هناك مخططات معدة مسبقاً تنتظر المزاج السياسي والوضع الدولي والإقليمي، وفوز ترامب وإعلانه عن نقل السفارة إلى القدس تمت قراءته في دوائر القرار “الإسرائيلية” جيداً، وهنا الفرصة مواتية لبناء 56 ألف وحدة استيطانية حتى عام 2020م، وهذه هي الفرصة الذهبية التي ينتظرها قادة الدولة العبرية.
وأضاف: بلدية الاحتلال بوصلة الاستيطان في القدس، وهي التي تعد المخططات لسنوات قادمة، وتضع السيناريوهات المتوقعة، وهي في سباق مع الزمن لتغيير الحجر والشجر والبشر، وتغيير الخارطة الهيكلية لتصبح القدس غير القدس، وهو ما يعرف بالقدس الكبرى، وضم المستوطنات المحيطة بالقدس هو تغيير جوهري، وفرصة الاحتلال في تنفيذ المخطط المعشعش في عقول قادة المستوى السياسي والأمني.
ولفت قائلاً: حكم ترمب الجديد اعتبرته دوائر القرار في دولة الاحتلال وصفة عاجلة لتنفيذ مع ما تم تخطيطه مسبقاً.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسد الأقصى د. عكرمة صبري لـ”المجتمع”: القدس تضيع بعد خذلان الحكام والقيادات لها، والآن الاحتلال يعيش الفترة الذهبية لتحقيق مخططاته التي أعدت منذ الثمانينيات، والقدس منذ زمن بعيد وهي محرومة من الدعم الذي أقر في مؤتمرات القمة السابقة ولم يصل منها إلا النزر اليسير، وعلى الدول العربية والإسلامية المبادرة لنصرة القدس من خلال زيادة دعمها مادياً وسياسياً بخطاب يتضمن أن يكون أكثر رشداً وعقلانية، وأن يتذكر أن التعنت والظلم لا يصنع إلا الفوضى وضياع الحقوق، وأهل فلسطين هم أصحاب الحق الشرعي والسياسي والديموجرافي والتاريخي في القدس.
وقال فخري أبو ذياب من النشطين في الدفاع عن القدس: “الإسرائيليون” يظهرون سعادة لا توصف في القدس، فخلال تجوالي وجدت صوراً لترمب وهو يعتمر القبعة اليهودية، تكريماً له على مواقفه تجاه “إسرائيل”، وهذا يعني أن الاستيطان في القدس سيأخذ شكلاً خطيراً، في تهويد المقدسات والبلدة القديمة وأحياء القدس الأخرى، فما أشاهده على الأرض يختلف عما كان عليه قبل ترمب، فالقيود أزيلت عن كل المشاريع الاستيطانية، وستكون ظاهرة الترامبية محفزة لحكومة الاحتلال في التغول الاستيطاني في القدس وباقي المناطق، فمحيط الأحياء العربية وداخلها سيكون مزدحماً بأحياء استيطانية وخصوصاً منطقة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى.
د. جمال عمرو، الخبير المقدسي، قال: انتهت الخطوط الحمراء للحكومات المتعاقبة في دولة الاحتلال، فلا حدود معينة للاستيطان، ولا سقف زمنياً أو حدود مكانية، فترمب يعتبر الاستيطان من حق “إسرائيل”، ودعوته لمجالس المستوطنات لحضور حفل تنصيبه إشارة واضحة لا لبس فيها أن الاستيطان حق شرعي، وليس من العوائق كما كان ينظر لها ولو في التصريحات فقط.
وأضاف عمرو: “الإسرائيليون” يعتبرون وجود ترمب فرصة ذهبية لإلغاء ما تبقى من حل الدولتين المزعوم، ولن يكون هناك أي حجة لأي قائد فلسطيني أو عربي للبقاء في مربع المفاوضات.