وجه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رسائل إلى عدد من قادة الدول العربية والإسلامية حول الاعتداءات “الإسرائيليّة” على المسجد الأقصى المبارك.
وأكد هنية، بحسب ما نشره موقع “حماس”، أن هذه الاعتداءات لم يشهد لها المسجد مثيلًا منذ احتلاله قبل نحو 50 عامًا، وأن الاحتلال عازم أكثر من أي وقت مضى على تنفيذ خطّته بإطباق سيطرته الكاملة على المسجد الأقصى، وفرض تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا بين المسلمين واليهود، وتكريس نفسه كمرجعية وحيدة لإدارة شؤون المسجد في مقابل تحجيم الدور التاريخيّ لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، الجهة الوحيدة والحصرية المعنيّة بإدارة شؤون المسجد.
وأضاف هنية أن سلطات الاحتلال أقدمت على إغلاق المسجد الأقصى منذ يوم الجمعة في 14/ 7/ 2017م، ولا يزال المسجد مغلقًا بسبب تعنّت الاحتلال ونصبه بوابات إلكترونيّة على أبواب الأقصى؛ لتشديد قبضته، وتعزيز سيطرته وتحكّمه في حركة الدخول والخروج من المسجد، وفي هذا اعتداء صارخ على قدسيّة مسرى نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلّم، وشقيق الحرمين الشريفيْن.
وقال هنية: إنّ المسجد الأقصى المبارك يستصرخ ضمائركم ونخوتكم، فلا يمكن السكوت عن محاولات الاحتلال لفرض واقع جديد على الأقصى، يتحوّل فيه الاحتلال إلى المتحكِّم بمصير المسجد.
وأوضح هنية أن جامعة الدولة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، قد أصدرتا العديد من القرارات الداعمة للقدس والأقصى، وأنه قد آن الأوان للعمل على تفعيلها لتعزيز صمود أهلنا في القدس الذين يدافعون عن مقدسات الأمة.
وأشار إلى أنّ حكوماتنا العربية والإسلامية تمتلك الكثير من أوراق القوة الدبلوماسية والقانونية والجماهيرية والإعلامية، وما أحوج المسجد الأقصى اليوم إلى تفعيل هذه الأوراق للضغط على الاحتلال في كلّ المحافل والمناسبات، ولا أقلّ من دعم كل الجهود لمقاطعته وعزله وملاحقته ومحاسبته على جرائمه بحقّ شعبنا الفلسطيني ومقدساتنا.
وقال هنية: إن شعوب الأمة العربية والإسلامية قد برهنت أنّ عروقها لا تزال تنبض بحبّ “الأقصى”، فانطلقت الفعاليات والمواقف في أكثر من بلد في أمتنا، ونتوقع من حكومات أمتنا أن تستثمر حالة التعاطف الشعبية مع “الأقصى” لتسطير مواقف تنسجم مع مطالب شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية والإسلامية والتي تتلخص بإجبار الاحتلال على رفع يده نهائيًّا عن المسجد الأقصى.
وأضاف أننا اليوم أمام فرصة تاريخية لدفع الاحتلال إلى وقف اعتداءاته على “الأقصى”، وعدم التدخل في شؤونه عبر تكامل الجهود الرسمية والشعبية الضاغطة على الاحتلال.
واختتم هنية رسائله إلى الزعماء والقادة العرب مؤكداً أنّ الشعب الفلسطينيّ، ومعه إخوانه من أبناء الأمة، يرفضون أيّ إجراءات “إسرائيلية” تنتقص من السيادة الإسلامية الحصرية على “الأقصى”، وهم في الوقت الذي يسجلون فيه أروع ملاحم الصمود والتصدي لغطرسة الاحتلال، وإرهاب المستوطنين المتطرفين المدعومين من حكومة الاحتلال، ينظرون بعين الأمل والثقة إلى دور قادة الأمة الذي له تأثير كبير في معركة الدفاع عن “الأقصى”، مؤكداً أن التاريخ سيسجِّل مواقفهم الداعمة لـ”الأقصى”، ولصمود شعبنا الفلسطيني.