الأسرى المحررون دائماً ضمن بنك أهداف جهاز المخابرات الصهيوني (الشاباك) في حملات اعتقال احترازية لمنع تدهور الأوضاع الميدانية من الناحية الأمنية.
منذ الرابع عشر من يوليو الحالي بعد أحداث عملية المسجد الأقصى، أصبحت الأوضاع الميدانية في توتر شديد نصرة للمسجد الأقصى؛ ما دفع جهاز المخابرات لتنفيذ عمليات اعتقال واسعة في صفوف الأسرى المحررين من كوادر “حماس” الذين أمضوا عدة سنوات في سجون الاحتلال.
“المجتمع” التقت بعض عائلات الأسرى المحررين الذين لم يمض سوى أسابيع وأشهر قليلة على الإفراج عنهم من سجون الاحتلال.
لم تنفع الصرخات
منذ اعتقال ابنها المحرر محمد هاشم خضر لم تجد الوالدة المكلومة الحاجة خولة خضر (أم محمد) سوى الدموع على اعتقال ابنها الذي تحرر قبل ثلاثة أشهر من اعتقال استمر قرابة عام ونصف عام.
تقول الحاجة أم محمد: لم نكن نتوقع أن يعتقل ابني محمد، وهو أب لخمسة أطفال بهذه السرعة، فمحطة الإفراج كانت في السادس من مايو الماضي، وصادر الاحتلال في الاعتقال الأخير مركبته الخاصة به، وهو رجل البيت الوحيد، فلا أشقاء له، وفي الاعتقال الأخير توفي شقيقه المعاق أشرف، ووالده توفي قبل ذلك، ولم تنفع صرخاتي لضابط الاعتقال بعدم اعتقاله، واقتادوه أمامي واقتادوا روحي معه، فلا رحمة في قلوبهم، وعقليتهم عقلية انتقام.
وأضافت وهي في حالة توتر وحزن: قلت لضابط الاعتقال: ماذا فعل ابني حتى يعتقل؟ وكان قبل ذلك في الاعتقال الإداري بدون تهمة، فالاحتلال اعتقله في السابق 5 سنوات وأكثر، فسياسة الانتقام متكررة بحق ابني محمد وتمتمت قائلة: الله ينتقم من الاحتلال.
عائلة الرابي مصدومة
أما عائلة الأسير عبدالناصر الرابي الذي تحرر في أبريل الماضي بعد اعتقال استمر عاماً ونصف عام وقبله عدة أعوام، كانت في حالة صدمة من تكرار اعتقال رب الأسرة الذي يعاني من عدة أمراض وإصابة سابقة.
أم علي، زوجة الأسير عبدالناصر الرابي، تقول: عاد الاحتلال إلى منزلنا مبكراً بعد الإفراج عنه في أبريل الماضي، ولدينا ابن معاق، يحتاج إلى الرعاية الصحية، ويأتي هذا الاعتقال لإرضاء المستوطنين واليهود، فلا أي مبرر أمني لاعتقال زوجي وخصوصاً أنه تحرر قبل ثلاثة أشهر، وعاد إلى شغله وعمله، وليس له أي نشاط يذكر، فالواجبات العائلية كثيرة، وليس لديه أي فراغ، وكان مشغولاً بنجاح ابنته في التوجيهي واختيار التخصص المناسب لمعدلها 94%، فالاحتلال سرق منا فرحة النجاح بمعاودة الاعتقال.
أم عبادة ونكبة الاعتقال
وفي مخيم عقبة جبر في أريحا، كان منزل المحرر الشيخ شاكر عمارة من بنك أهداف حملة الاعتقالات الأخيرة.
الزوجة أم عبادة تقول: اعتقل زوجي في السابق أكثر من 7 سنوات في الاعتقال الإداري، إضافة إلى اعتقالات أخرى، وداهم ضباط المخابرات منزلنا عدة مرات في استجواب ميداني داخل المنزل، وفي كل مرة تهديد مباشر بالاعتقال، وهذه المرة نفذوا تهديدهم، بحجة الأوضاع الأمنية وما يجري في القدس، وكل أسير محرر معرض للاعتقال الإداري التعسفي العنصري، حيث تم خطف الأعمار سنوات تحت بند الملف السري وتهمة عامة باسم “خطير على أمن المنطقة”.
النائب الوزير المعتقل
وفي سلفيت، قالت عائلة النائب التشريعي وزير المالية السابق د. عمر عبدالرازق: إن هذا هو الاعتقال السادس، وفي كل مرة يكون الاعتقال في حملات اعتقال منظمة، وبدون تهمة.