حذر خبراء في المجال الإنساني من أن اللاجئين الروهنجيا يعيشون في ظروف فقر مدقع، حيث تتفشى الأمراض المعدية وتستعد للانطلاق في أي وقت، كما أن مياه الشرب والصرف الصحي سيئة.
وكان نحو 700 ألف لاجئ قد فروا من منازلهم في ميانمار في الصيف الماضي بعد أن أطلقت الحكومة عملية تطهير عرقي رداً على هجمات مزعومة من قبل مجموعات من الروهنجيا، ويعيش اللاجئون الآن في مخيمات مؤقتة في منطقة كوكس بازار في بنجلاديش انضموا إلى 200 ألف لاجئ فروا من موجات اضطهاد سابقة.
وغالباً ما يوصف مسلمو الروهنجيا بأنهم واحدة من أكثر المجموعات تهميشاً في العالم، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع دعا نواب من المملكة المتحدة إلى إحالة حكومة ميانمار إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن “الجرائم ضد الإنسانية” التي وقعت في الصيف الماضي.
وفي مؤتمر علمي عقد في لندن نظمته منظمة “أطباء بلا حدود” الخيرية، وصف سيدني وونج، المدير الطبي للمنظمة، محنة اللاجئين في كوكس بازار بأنها “محفوفة بالمخاطر”، والمنطقة معرضة للأعاصير، والوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي ولقاحات الأمراض التي يمكن الوقاية منها أصبح صعباً.
وبين سبتمبر وفبراير، شهدت مراكز العلاج التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود 4370 حالة من حالات الحصبة، وقامت بجولتين من حملات التلقيح الجماعي، بدعم من وزارة الصحة البنجالية.
وبحلول نهاية فبراير، عالج طاقم منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 4600 حالة من حالات الخناق، وهي مرض شديد العدوى ومن المحتمل أن تكون له أثار مميتة تؤثر على الأنف والحلق.
ووجدت دراسة أجرتها “اليونيسف”، المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والعمل ضد الجوع أن ربع أطفال الروهنجيا يعانون من سوء التغذية.
وقال د. وونج: إن منظمة أطباء بلا حدود تعالج 300 امرأة تتراوح أعمارهن بين 9 سنوات و50 سنة، تعرضن للعنف الجنسي.
وأضاف: ومع ذلك، فإن العدد الحقيقي غير معروف، ونعتقد أن هذا ربما يكون مجرد قمة جبل الجليد.
وقالت كيت وايت، مديرة الطوارئ الطبية في منظمة أطباء بلا حدود: إن مخيم الروهنجيا الضخم لم يكن مثل أي مخيم آخر للاجئين رأته على الإطلاق.
وأضافت: لا يوجد في المخيم تخطيط للمواقع، إنه مجرد عدد هائل من الأشخاص الذين استقروا في قطعة أرض خالية نسبياً في منطقة ريفية؛ لذا فهو يبدو كأنه حي فقير في منطقة ريفية.
وفي أكتوبر الماضي، أجرت منظمة أطباء بلا حدود دراسة استقصائية لأكثر من 2800 أسرة لمعرفة عدد الأشخاص الذين قُتلوا في الرحلة من ميانمار.
وقد قدّرت منظمة أطباء بلا حدود وفاة 9 آلاف شخص، معظمهم من الأطفال، 72% من الوفيات بسبب العنف.
وقال د. وونج: “كانت غالبية الوفيات بسبب الطلقات النارية، وسمعنا أيضاً تقارير مروعة عن أشخاص أحرقوا حتى الموت في منازلهم، ومن المرجح أن يكون عدد الوفيات المبلغ عنهم أقل من الواقع، ولا تغطي الدراسة الاستقصائية جميع مستوطنات اللاجئين في بنجلاديش، كما أنها لا تشمل العائلات التي لم تصلها عبر الحدود.
وقال د. وونج: إن المهنيين الطبيين “يتحملون مسؤولية الشهادة، وكشف وتوثيق المعاناة الإنسانية التي لا يمكن تصورها التي يواجهها الكثيرون في أوقات الأزمات”.