اعتبر رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، اليوم الثلاثاء، أنه لا خيار لبلاده، في الوقت الراهن، سوى الانخراط بمنهجية الإصلاح الشامل للإدارة الحكومية.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح المؤتمر السنوي لـ”المعهد الدولي للعلوم الإدارية” (منظمة دولية)، الذي تتواصل أعماله بتونس على مدى 5 أيام، بمشاركة 300 أكاديمي من 64 دولة.
وقال الشاهد: “لا خيار لتونس اليوم إلا الانخراط في منهجية الحوكمة والإصلاح الكامل والشامل للإدارة العمومية (الحكومية)”.
وثمّن اختيار تونس “الديمقراطية الناشئة لتكون مركزا لتبادل الآراء والخبرات حول مسائل استمرارية أنظمة الحوكمة، وذلك لقدرتها على مواكبة التحولات المتسارعة الاقتصادية والاجتماعية”.
ولفت الشاهد إلى أنّ تونس “اختارت منهج الإصلاح لأنّه الوحيد القادر على تحقيق الإصلاح الجبائي، ودعم مناخ الأعمال، وإرساء العدالة الجبائية وتصويبها، وتعصير الإدارة ودعم النشاط الاقتصادي وسياسات التشغيل”.
وتابع، خلال المؤتمر الذي تنظّمه “المدرسة الوطنية للإدارة” (تونسية حكومية)، بالتعاون مع “المعهد الدولي للعلوم الإدارية” (مقره العاصمة البلجيكية بروكسل)، أن “تونس ليست حالة منعزلة، بل هي معنية بالتغيير والإصلاح، من أجل الصعود والتأقلم مع المتحولات الاقتصادية والاجتماعية والمعلوماتية”.
وأشار إلى أنه “رغم النجاحات المتعددة التي حققتها الإدارة التونسية لبناء الدولة الحديثة، إلا أنه لا ينبغي التقليل من الرهانات، خصوصا المتعلقة منها ببطء الإصلاحات العميقة التي وجب الحرص على تفعيلها لتعزيز ثقة المواطن بالعمل الإداري”.
من جهته، قال بين غيرت بوكارت، مدير المعهد الدولي للعلوم الإدارية، في كلمته بالمناسبة نفسها، إن “المؤتمر يشهد مشاركة، نحو 330 من الخبراء والباحثين والمسؤولين في مجال الحوكمة العامة من 64 دولة.
واعتبر بوكارت أنّ هذا المؤتمر سيكون فرصة من أجل إيجاد الحلول لتفعيل الحوكمة المحلية وتحقيق التنمية المستدامة.
وانطلق المؤتمر، بشكل غير رسمي، أمس الإثنين، تحت شعار “الصمود الإداري أمام التغييرات الجيوسياسية والتكنولوجية”، وتستمر أعماله حتى الجمعة المقبل، وسط حضور لافت لوفود من أفريقيا والصين وإيطاليا.
و”المعهد الدولي للعلوم الإدارية”، ومقره بروكسل، منظمة دولية أنشئت عام 1930، وتهدف لأن تكون الاتحاد الرئيسي للإدارات العمومية (الحكومية).
وبمرور السنين، أصبح هذا المعهد واجهة عالمية من أجل تطوير المعارف العلمية للعلوم الإدارية، والتلقي المتبادل داخل شبكة المعهد من خلال تقديم الدعم للإدارات العمومية عبر العالم.
وينظم المعهد مؤتمره السنوي كل عام في بلد معين، من أجل دراسة وبحث موضوع رئيسي ومواضيع فرعية، تهم في الغالب الميولات العامة لتطور الإدارات الحكومية في العالم.