شهدت العاصمة الأمريكية، واشنطن، أمس السبت، وقفة احتجاجية بمناسبة مرور عام على مجزرة الجيش الميانماري والميليشيات المسلحة ضد المدنيين من مسلمي الروهنجيا في إقليم “آراكان” (غرب).
وبحسب مراسل “الأناضول” نظم المظاهرة ما يقرب من 100 آراكاني اجتمعوا أمام مقر الكونجرس بواشنطن، للتنديد بالمجازر التي ترتكب بحق مسلمي الروهنجيا ببلادهم، داعين المجتمع الدولي لإيلاء القضية أهمية أكبر.
ووفق المصدر، أخذ المتظاهرون يرددون هتافات انتقدوا من خلالها صمت المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، حيال تلك المجازر، مشددين على ضرورة عدم نسيان ما يجري لمسلمي الروهنجيا.
وفي حديث لـ”الأناضول” على هامش الفعالية، قالت هينا زبيري، مديرة منظمة “فرقة عمل بورما” (غير حكومية): على المجتمع الدولي والولايات المتحدة اعتبار هذه المجازر إبادة عرقية.
وأضافت قائلة: لقد مر عام على هذه المجازر، لكن لم يتغير أي شيء على الإطلاق، مشيرة إلى الوضع المأساوي لمسلمي الروهنجيا الذين فروا من بلادهم لمخيمات اللجوء بمدينة كوكس بازار البنجالية.
وتابعت: العالم بأسره مسؤول عما يجري للآراكانيين، ولا قبل لأحد بأن يدير ظهره ويقول لست مسؤولًا عنهم، مشددة على ضرورة أخذ واشنطن زمام المبادرة في هذه القضية.
وقائع مرعبة
وحسب منظمة “أونتاريو للتنمية الدولية” (غير حكومية)، فإن نحو 24 ألفاً من مسلمي الروهنجيا قتلوا على يد القوات الميانمارية.
وأشار تقرير بحثي صدر قبل أسبوع عن المنظمة إلى أن العدد المتوقع بشأن مسلمي الروهنجيا المقتولين هو 23 ألفاً و962 شخصاً.
وأكّد أن أكثر من 34 ألف مسلم روهنجي جرى إلقاؤهم في النار، فيما تعرض أكثر من 114 ألفاً للضرب.
كما أكّدت البيانات الجديدة أن 17 ألفاً و718 امرأة وفتاة روهنجية مسلمة تعرضن للاغتصاب منذ أغسطس 2017 من قبل القوات الميانمارية.
ولفت التقرير إلى أنه تم حرق 115 ألفاً و26 منزلاً وتدمير أكثر من 113 ألف منزل آخر.
ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، فإن أكثر من 750 ألف مسلم روهنجي، معظمهم من الأطفال والنساء، هربوا من مناطقهم إلى بنجلاديش بسبب ممارسات الجيش الميانماري.
وتعتبر حكومة ميانمار المسلمين الروهنجيا “مهاجرين غير نظاميين” قادمين من بنجلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم”.
وأسفرت جرائم تستهدف الأقلية المسلمة في آراكان، من قبل جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، عن مقتل آلاف الروهنجيا، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة.
ووصفت الأمم المتحدة الحملة على آراكان بأنها “نموذج مثالي للتطهير العرقي”.