النائب الصحبي بن فرج: فريق متكامل أعدّ حادث انتحار الصحفي عبد الرزاق الرّزقي
أكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالقصرين شمال غرب تونس أشرف اليوسفي أمس الثلاثاء أنه تم فتح تحقيق قضائي بتهمة القتل العمد والامتناع عن المحظور في حادث انتحار الصحفي المصور عبد الرزاق الرزقي يوم الاثنين حرقا. وأوضح أن البيانات الأولية أثبتت وجود شبهة جريمة القتل العمد في حادث وفاة الصحفي المذكور، لافتا إلى أنه سيتم تطبيق القانون.
اعتقال 5 أشخاص
اعتقلت الشرطة الثلاثاء 5 أشخاص والمشتبه بأنه من أضرم النار في ظهر الضحية الذي يبدو أنه تعرض للخداع، وتم اقناعه بصب البنزين على جسده كتهديد بأنه يعتزم حرق نفسه. وأفاد الناطق الرسمي باسم المحكمة بالقصرين بأن قاضي التحقيق بالمحكمة المذكورة تعهد بالتحقيق في القضية، مبرزاً أن الأطراف التي ظهرت في الفيديو.
وكان نشطاء قد تداولوا شريطا مصوراً يوضح أن الضحية تم إحراقه من الخلف ولم يحرق نفسه. فيما اعتبر النائب بمجلس نواب الشعب الصحبي بن فرج بأن فريقاً كاملاً قام بالعملية، وأن مضمون الفيديو الذي نشره الراحل قبل دقائق من الحرق لُقّن له من قبل شخص أو أشخاص كانوا يرافقونه.
عملية مدبرة
وكتب بن فرج في تدوينة نشرها يوم الثلاثاء في صفحته الشخصية على “فايسبوك” ” المقطع يوحي بأن فريقاً متكاملاً قام بالإعداد للحادثة: قارورة البنزين، تحديد التوقيت، اختيار المكان، النقل المباشر على الفايسبوك، الخطاب الثوري، تحريض الجماهير للخروج والانتقام من الفقر والبطالة والتهميش والحُڤرة ( الاحتقار ) “.
وأضاف واصفا المصور الصحفي ” كان يدخّن سيجارة، يصمت أحيانا يأخذ نفسا وينظر حوله ويتلقّى تحيينا وتلقينا يأتيه من شخص أو أشخاص يرافقونه..” كما وصف رفاق الراحل بـ”فريق العمل والتصوير” الذي قال إنهم تحوّلوا معه إلى ساحة الشهداء بالقصرين وبأنهم فوجئوا باشتعال النيران في جسد عبد الرزاق الرزقي وكأن حدثا ما وقع خارج السياق المتوقع.
حرق من وراء الظهر
وأبرز في هذا السياق أن الحرق تم من الخلف ” تشتعل النيران.. ولكن في ظهر عبد الرزاق، عادة ما يشتعل المنتحر حرقا من الأمام وتكون حركاته مختلفة عما شاهدناه، حركات متخبطة، عمودية، في نفس المكان في اتجاه الخلف أو الأجناب مع ما يوحي بأنه يحاول غريزيا إطفاء النار التي تلتهم صدره ووجهه.. على عكس ذلك، يجري الشاب هرباً من النار التي تلتهم جسده بسرعة، سرعة يبدو أنها فاجأت فريق العمل والتصوير والمرافقة، إلى درجة أن الصدمة والذهول غلبت حركات وصرخات رفاقه”.
واتهم بن فرج في نفس التدوينة من أسماهم برفاق عبد الرزاق الرزقي بعدم محاولة انقاذه مبينا في هذا الصدد ” شرارة واحدة ولحظات قليلة كانت كافية لتُزهقَ روح عبد الرزاق ولم تترك أملاً لرفاقه الذين لم يحاولوا إطفاء النار إلا بعد اشتعالها، وقد كانوا معه طيلة أكثر من ساعة،، منذ ما قبل التصوير، وخلال التصوير، وبعد التصوير حتى لحظة الاشتعال.. لا أحد منهم تدخّل أو نبّه أو نصح أو منع أو بلّغ… فقط اكتفوا بمتابعة العمل والتصوير والمرافقة إلى النهاية”.
يذكر أن المصور الصحفي عبد الرزاق الرزقي لقي حتفه بعد وصوله إلى المستشفى الجهوي بالقصرين متأثراً بحروقه بعد أن أكلت النار جسده في ساحة الشهداء بالقصرين ونشر قبل الحادث فيديو تحدّث فيه عن الظروف الصعبة التي تعيش على وقعها المنطقة وواقعها المرير داعياً أبناء جهته إلى الثورة.