حذر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، صالح العاروري، أمس الجمعة، من أن قطاع غزة “على فوهة بركان” مع “إسرائيل”.
وقال العاروري، في لقاء تلفزيوني بثته قناة “الأقصى” التابعة للحركة: إن “غزة على فوهة بركان مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف أن “الاحتلال يحاول فرض وقائع على الأرض تتآكل فيها تفاهمات التهدئة التي أبرمها مع الوسطاء (مصر وقطر والأمم المتحدة)”.
وأوضح أن تفاهمات التهدئة الأخيرة لم تكن تتضمن وقف “مسيرات العودة” المتواصلة على حدود غزة منذ نهاية مارس 2018، إنما وقف الاشتباك المباشر للمسيرات (مع القوات الإسرائيلية) على السياج الأمني الفاصل.
وأشار أن هذه التفاهمات تضمنت وقف العدوان على غزة بكل الأشكال، وتوسيع مساحة الصيد في بحر القطاع، وإنشاء ممر بحري يستفيد منه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وذكر أن التفاهمات تضمنت أيضا إنشاء ممر يربط بين الضفة وغزة والسماح بتصدير البضائع من القطاع، إضافة إلى تقديم قطر مساعدات لغزة في ملف الكهرباء ورواتب الموظفين.
المقاومة لا تقبل الابتزاز
وشدد العاروري على أن “المقاومة الفلسطينية لا تقبل الابتزاز في قضية تنفيذ تفاهمات التهدئة وهي جاهزة للدفاع عن شعبنا”.
وفي أكتوبر 2018، أعلنت قطر عن تقديمها منحة لغزة مخصصة لوقود محطة توليد الكهرباء ومساعدات مالية إنسانية للموظفين الحكوميين والسكان بشكل عام، تبلغ قيمتها الإجمالية 150 مليون دولار سيتم توزيعها على مدار 6 أشهر.
ومساء الخميس، قررت الحكومة الإسرائيلية السماح بنقل الدفعة الثالثة من المنحة المالية القطرية إلى قطاع غزة، بالتزامن مع قرار “حماس” رفض استقبالها.
وأعلنت الحركة على لسان نائب رئيسها في غزة، خليل الحية، رفض استقبال الأموال ردا على “سلوك” تل أبيب ومحاولتها “التملص من تفاهمات التهدئة”.
وقبل 3 أسابيع، قررت إسرائيل للمرة الثانية وقف تحويل الأموال، متذرعة بـ”أعمال عنف” قرب المنطقة الحدودية للقطاع.
“صفقة القرن”.. رؤية إسرائيلية تتبناها واشنطن
على صعيد آخر، قال نائب رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”: إن هناك أطراف (لم يذكرها) بالمنطقة تتساوق مع “صفقة القرن” الأمريكية.
واعتبر أن الذين تبنوا “صفقة القرن” في المنطقة وينادون بالتطبيع مع “إسرائيل” هي أنظمة غير شرعية.
وأكد أن “صفقة القرن” رؤية إسرائيلية تتبناها الإدارة الأمريكية.
و”صفقة القرن”، هي خطة سلام تعدها الولايات المتحدة، ويتردد أنها تتضمن إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح “إسرائيل”.
لا تنازل عن المصالحة الفلسطينية
وفي الشأن الداخلي، شدد العاروري على أن حركته لا يمكن أن تتنازل عن المصالحة الفلسطينية وستظل تفتح أبوابها في كل فرصة.
وأشار أن حركة “حماس” أبلغت حركة “فتح”، في وقت سابق، استعدادها للذهاب لانتخابات شاملة تشريعية، ورئاسية، ومجلس وطني (أعلى سلطة بمنظمة التحرير الفلسطينية)، يختار فيها الشعب الفلسطيني من يمثله.
وشدد على أن “حماس” لا يمكن أن تقبل بدولة فلسطينية في قطاع غزة أو بدون القطاع.
وتطالب حركة “فتح”، بإجراء انتخابات جديدة، للرئاسة والبرلمان في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ لكن حركة “حماس” تشترط أن تشمل الانتخابات “المجلس الوطني”، الخاص بالفلسطينيين المقيمين خارج فلسطين.
ويسود الانقسام الفلسطيني بين حركتي “فتح” و”حماس” منذ عام 2007، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في إنهائه