بأرقام بلغت مستويات قياسية بالأعوام الأخيرة، تواجه ألمانيا تزايداً لافتاً في عدد جرائم اليمين المتطرف، ما يؤشر على توسع نطاق فكر عنصري يهدد التعايش المشترك.
ووفق معلومات جمعها مراسل الأناضول، سجلت جرائم اليمين المتطرف في ألمانيا رقماً قياسياً عام 2016، على خلفية موجة اللجوء الكبيرة في عام 2015، لتبلغ 23 ألفاً و555 جريمة.
وفي عام 2017، سُجلت 20 ألفاً و520 جريمة لليمين المتطرف، فيما تناقص العدد إلى 19 ألفاً و105 جرائم، للعام الماضي، في وقت من المنتظر أن يصدر التقرير النهائي بهذا الخصوص في مايو القادم.
ويشير الخبراء إلى أن العدد الحقيقي لجرائم اليمين المتطرف أكبر بكثير مما هو مسجل في التقارير، بسبب عدم قيام الكثير من الأشخاص بالإبلاغ عن هذا النوع من الحوادث والجرائم.
وشكلت حالات الدعوة والترويج للتمييز العنصري النسبة الأكبر بين جرائم اليمين المتطرف، في حين تم تسجيل أكثر من ألف حالة لاستخدام العنف والقوة.
وسُجلت 215 حادثة عنف في الأشهر الأربع الأولى من العام الماضي، وارتفع الرقم إلى 536 خلال بنهاية شهر أغسطس، ليصل في نهاية العام المذكور إلى 1072 حالة.
ونفذت جماعات اليمين المتطرف في ألمانياً 578 هجوماً ضد المسلمين والمساجد في الفترة بين يناير، وسبتمبر من العام الماضي؛ أي بمعدل 196 هجوماً في الربع الأول من العام، و192 هجوماً في الثاني، و190 هجوماً في الثالث، في حين لم يصدر حتى الآن عدد حالات استهداف المسلمين في الربع الأخير من العام.
وشملت الهجمات ضد المسلمين حالات عديدة مثل توجيه الإهانات والتحرش، وإلحاق أضرار مادية بالمساجد، وكتابة ألفاظ عنصرية على جدرانها، حيث جُرح فيها 40 شخصاً على الأقل.
وبحسب بيانات وزارة الداخلية الألمانية، تم تسجيل 1775 حالة استهداف للاجئين، و173 هجوماً على مساكن اللاجئين، من قِبل اليمين المتطرف، في العام الماضي، جُرح خلالها 315 شخصاً، بينهم 14 طفلاً.
كما نفذ المتطرفون اليمينيون، بالعام نفسه، 670 هجوماً ضد اليهود، جرى استخدام العنف في 19 حالة منها، وأُصيب خلالها 10 أشخاص.
فكر عنصري
وقالت الممرضة الألمانية من أصل تركي، بيرغول جابلي: يجب تقبل حقيقة وجود أشخاص ذوي فكر عنصري.
وأشارت إلى أنها تعرضت للتمييز العنصري في المستشفى الذي تعمل فيه، بسبب حجابها، حيث رفض البعض تلقي العلاج على يديها.
بدوره، قال حلمي توري، وهو مغترب تركي في ألمانيا منذ 23 عاماً: إنه لم يتعرض للتمييز العنصري بشكل مباشر، إلا أنه يشعر بذلك في حياته اليومية من خلال نظرات وتعابير وجوه بعض الألمان.
أما التركي إسماعيل أوتورماز، المقيم في ألمانيا أيضاً، فلفت إلى أنه يكابد، منذ فترة طويلة، من أجل العثور على منزل يأويه، لافتاً إلى أن السبب في ذلك قد يرجع لكونه تركياً.
فيما أشار المغترب التركي أوكتاي طورون، إلى تصريح اللاعب الألماني من أصل تركي مسعود أوزيل، عندما قال: “لدى الفوز أصبح ألمانياً، وعند الخسارة أصبح مهاجراً”.
وأضاف بأنه شعر بالحزن من جهة عندما اختار أوزيل اللعب بصفوف المنتخب الألماني، لكنه شعر بالفخر أيضاً لوجود لاعب تركي في المنتخب الألماني.
ودعا طورون الأتراك في ألمانيا للحفاظ على التعاون والتكاتف فيما بينهم، بهدف تجاوز المشكلات التي تعترضهم.