أكد رئيس أساقفة سريلانكا مالكوم رانجيت لـ”الجزيرة” أن منفذي الهجمات لا يمثلون الإسلام، وصرح بأنهم لا يلقون اللوم على المسلمين في الهجمات التي شهدتها البلاد الأحد الماضي وخلفت مئات القتلى والجرحى.
وأضاف أنّ الكنيسة تحرّكت بشكل فوري بمجرّد حصول الهجمات على الكنائس، وأجرت اتصالات بكل زعماء الطوائف بمن فيهم زعماء الطائفة المسلمة بهدف السيطرة على الوضع لتجنب حدوث أي رد فعل.
وقال: “واجهنا وضعا صعبا جدا ليس فقط بسبب ما حدث للناس المعنيين مباشرة، إنما أيضا فيما يتعلق بالعلاقات بين مختلف الطوائف في بلدنا لأنه كان هناك خطر حقيقي لحدوث سوء فهم ومواجهات محتملة بين المجتمعات المختلفة”.
وأشار إلى أنه كان ينبغي تجنب سوء الفهم، لذلك “ما فعلناه فورا هو إجراء اتصالات بزعماء كل الطوائف بمن فيهم الطائفة المسلمة تحديدا لمحاولة إرساء تفاهم معهم من أجل السيطرة على الوضع”. وصرح بأنه طلب “بشكل خاص من الكاثوليك عدم القيام بأي ردّ فعل”.
وقال إنهم دعوا الكهنة إلى توجيه الشباب المسيحيين في البلاد إلى عدم اتباع منهج العنف، مشيرا إلى أن خطاب الكراهية لا يمكن تجريمه ومعاقبته وفقا للقوانين الحالية في البلاد.
وذكر أنهم لم يخبروا بأي تحذيرات أمنية مسبقا “لكي نتمكن من أخذ احتياطات” موضحا أن الأجهزة الرسمية ألقت اللوم على أطراف أخرى بشأن مسؤولية التقصير الأمني.
تبرؤ
وكررت منظمات ومؤسسات إسلامية سريلانكية عديدة تبرؤها من هجمات الأحد الماضي.
ورفضت جمعية العلماء تشييع جثث “الانتحاريين” وقد طلبت وعدد من الشخصيات والهيئات المسلمة من السلطات اعتقال زهران هاشمي عام 2017، لكن السلطات رفضت ذلك بحجة أنه لا دليل على ارتكابه جريمة.
وحرص مئات المسلمين على التوجه إلى المسجد الموجود بين شوارع جانبية لأداة صلاة الجمعة، قائلين إنهم يوجهون دعوة عبر صلاتهم إلى أتباع جميع الديانات للمساعدة في عودة السلام إلى سريلانكا. وكانت الحكومة قد ناشدتهم بأن يلزموا ديارهم.
وأعلن الرئيس مايتريبالا سيريسينا مقتل زهران المطلوب الأول في الهجمات.
وأعلنت السلطات الخميس أن حصيلة قتلى هجمات الكنائس والفنادق بلغت 253 “تقريبًا” بدلًا من عدد 359 الذي سبق أن أعلنته الشرطة.
وقال أنيل جاسينغي المسؤول بوزارة الصحة في بيان إن التفجيرات مزقت بعض الجثث، مما جعل مسألة التعرف عليهم أمرًا صعبًا. ولفت أن ذلك الأمر تسبب في إحصاء خاطئ لعدد الضحايا.
وأكد الرئيس اليوم أن الشرطة تبحث عن 140 شخصا يعتقد أن لهم صلات بتنظيم الدولة. وأوضح أن السلطات اعتقلت سبعين منهم، وتعهد باعتقال الباقين.
وأعلن استقالة قائد الشرطة ليصبح ثاني مسؤول رفيع يغادر منصبه نتيجة إخفاق السلطات في تفادي الهجمات، وذلك بعد استقالة وزير شؤون الدفاع أمس.
تقصيرأمني
من جهته، قال رئيس الوزراء رانيل ويكرِ مِسينغه إن الشرطة لم تتخذ إجراءات قانونية بحق هاشم -المطلوبِ الأول بالتفجيرات – رغم ورود اسمه في تحريات الشرطة، لأن القانون لا يعاقب على الخطابات المتطرفة.
وأوضح في لقاء مع الجزيرة أن الشرطة لم تتوصل إلى أي أدلة تفيد باختراق هاشم القانون هو أو المحرضين الآخرين من البوذيين.
والاثنين، كشفت السلطات أن بين القتلى الأجانب جاؤوا من الهند وبريطانيا والدانمارك والولايات المتحدة والصين وفرنسا وتركيا وأستراليا وسويسرا والسعودية وهولندا وإسبانيا والبرتغال وبنغلاديش واليابان.
وحذّرت الحكومة البريطانية الخميس مواطنيها من السفر إلى سريلانكا، وأفادت الخارجية في بيان أنها تنصح جميع المواطنين بعدم السفر إلا بحالات الضرورة.