وصفت صحيفة “الجارديان” البريطانية الخطة الاقتصادية التي طرحها جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي، كجزء من خطة السلام للشرق الأوسط، بأنها “مسرحية هزلية”، تستحق “الاستقبال الساخر” الذي لاقته.
وقالت الصحيفة في افتتاحية، الثلاثاء، بعنوان “الواقع وراء وهم كوشنر”: إن “بعض العروض السياسية تلقي الضوء على قضية ما، والبعض الآخر، مثل المسرحية الهزلية هذا الأسبوع في المنامة، الغرض منها هو التستر”.
وأضافت: بعد كل شيء، حديث إدارة ترمب الكبير عن “صفقة القرن” في الشرق الأوسط، وإطلاق جانبها الاقتصادي كمرحة أولية كان سخيفا ومثيرا للشفقة.
واعتبرت أن “الرفض الفلسطيني للحضور يعني أن “إسرائيل” غائبة أيضًا”. مضيفة: “هذه مسرحية يتغيب عنها نجومها ونصف ممثليها”.
وأشارت إلى أن التمثيل السياسي للدول العربية المعنية كان بالحد الأدنى، وحتى عراب الخطة كوشنر تحدث عن ورشة عمل وليس عن مؤتمر، ورؤية بدلا من خطة.
ولفتت إلى أن أساليب “الاقتصاد أولا” سبق تجربتها من قبل، وفشلت حتى مع وجود خارطة طريق واقعية ومحاورين أكثر ثقة.
وتابعت: الفجوة بين وهم كوشنر وحقائق هذا الصراع الذي دام سبعة عقود واضحة وجلية للغتية. تم تغليفها بوثيقة السلام من أجل الازدهار- وهو كتيب أكثر من برنامج عمل- والحقيقة أن العديد من صورها عبارة عن صور لبرامج تم إلغاؤها بعد أن سحبت الولايات المتحدة المساعدات للفلسطينيين، ما أدى إلى تداعيات مروعة على نحو متوقع.
من الواضح أن إدارة ترمب تأمل أن تستبدل الحقوق الأساسية بحوافز اقتصادية. حتى لو كان الفلسطينيون يفكرون في قبول مثل هذه المقايضة – ووحدتهم الملحوظة في مقاطعة الحدث تثبت أنهم ليسوا كذلك – فإن معظم هذه الحوافز وهمية، على حد قول الصحيفة.
ونوهت إلى أنه سبق اقتراح العديد من هذه المبادرات من قبل – في بعض الحالات منذ أكثر من عقد- وهي غير قابلة للتحقيق في ظل الظروف الحالية. وذلك لأنها ترفض ببساطة الاعتراف بأن أكبر عقبة أمام التنمية الاقتصادية هي احتلال الضفة الغربية والحصار المفروض على غزة.
واستدركت: من غير الواضح على نحو متزايد ما إذا كان الشق السياسي للخطة سيتحقق، على الأقل قبل ولاية ترمب الثانية؛ لكن سجل هذه الإدارة يعطي فكرة جيدة عما قد يتوقعه المرء.
وارتأت أن المحبة التي غمر بها ترمب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن؛ والاعتراف بضم “إسرائيل” لمرتفعات الجولان، كل ذلك دمر إمكانية أن يُنظر إلى الولايات المتحدة كوسيط.
ووفقًا للصحيفة، يعتقد كثيرون أن الهدف الحقيقي لجهود كوشنر ليس إقناع الفلسطينيين، بقدر السماح بإلقاء اللائمة عليهم باعتبارهم عقبة في الطريق للسلام عندما يرفضون عرضًا لايمكن قبوله أساسًا، بينما يجري إعادة تشكيل الحقائق على أرض الواقع، بواسطة حكومة إسرائيلية يمينية بتشجيع من الولايات المتحدة.
في هذا الشهر، شكك كوشنر في قدرة الفلسطينيين على الحكم الذاتي، بينما قال السفير الأمريكي لدى “تل أبيب”، ديفيد فريدمان، إن “إسرائيل” لها الحق في الاحتفاظ ببعض الضفة الغربية.
وزادت: لقد رفضت الإدارة الأمريكية مرارا الالتزام بحل الدولتين، ويقول المبعوث الأمريكي الخاص جيسون غرينبلات إنه لا يوجد سبب لاستخدام هذا المصطلح، لأن “كل طرف يرى ذلك بطريقة مختلفة”.
واختتمت بالقول: هناك طريقة واحدة فقط لرؤية البديل: دولة واحدة لا يمكن أن تكون يهودية وديمقراطية في نفس الوقت. والوهم الذي عرض في المنامة لا يساعد البتة على إخفاء تلك الحقيقة.