قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية: إن المظاهرات التي اندلعت في العراق، الجمعة، تعتبر أكبر تحدٍّ لرئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، ولكنها قوبلت بالقوة المفرطة، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى.
وأضافت الصحيفة: لقي 21 شخصاً حتفهم وأصيب المئات في بغداد عندما أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لمحاولة لتفريق المتظاهرين في شوارع بغداد.
وقوبل المتظاهرون، الذين كانوا يحتجون على الفساد والمصاعب الاقتصادية، بوابل من قنابل الغازات المسيلة للدموع، وبعض العبوات تنفجر في الهواء وأخرى تتحول إلى قوس أبيض وسط الحشد.
على عكس ما حدث في المظاهرات السابقة، لم تستخدم الشرطة الذخيرة الحية، وقال مسعفون: إن اثنين من المحتجين لقيا حتفهما عندما أصابتهما قنابل الغاز المسيل للدموع.
اندلعت الاضطرابات العنيفة في بغداد في أوائل أكتوبر الجاري، وانتشرت لمدن الجنوب، وشكلت التحدي الأكبر لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي، منذ توليه منصبه.
ويعيش الكثير من العراقيين في فقر مع محدودية فرص الحصول على المياه النظيفة والكهرباء والتعليم والرعاية الصحية، لكن عبدالمهدي لم يتمكن من مواجهة الاستياء المتزايد بوعود الإصلاح، وحذر في خطاب ألقاه، مساء الخميس الماضي، من أن انهيار الحكومة سيجر العراق أكثر إلى الاضطرابات.
قالت الشرطة الجمعة: إن المحتجين في مدينة الناصرية الجنوبية اقتحموا مبنى الحكومة المحلية وأضرموا النار فيه، بينما أصيب ستة محتجين في مدينة العمارة الجنوبية في منطقة ميسان، عندما قام حراس في المكتب المحلي للجماعة الشيعية بإطلاق النار عليهم.
وجه المتظاهرون في بغداد غضبهم ضد إيران، حيث هتف الحشد “إيران بره بره” وسخروا من قاسم سليماني، الجنرال الإيراني الذي يعتبر “عرابًا” للحكومة الحالية.
كان كثيرون يلبسون الأعلام العراقية وهم يعبرون الجسر، ويعلنون “روحنا، دماؤنا، نضحّي من أجلكم يا العراق”.
تشبه مظاهرات العراق المظاهرات التي اجتاحت لبنان في الأيام الأخيرة، من حيث أنها مدفوعة اقتصاديًا، إلى حد كبير بلا قيادة وتلقائية ضد ما يُنظر إليه على أنه نظام قائم على أساس طائفي وطبقة سياسية فاسدة حكمت لعقود من الزمن دفعت البلدين إلى شفا الانهيار الاقتصادي.
في وقت سابق من هذا الشهر، أدى العنف المنتشر في جميع أنحاء العراق إلى مقتل 149 محتجًا. وقررت الحكومة التحقيق وأوصت بإقالة رؤساء الأمن في بغداد والجنوب بحسب مصر العربية.
______
المصدر: