في المقال السابق ذكرنا شباك الإعلام وعلاقتها بالعدو وآلياته أو بالأحرى استغلاله في تسخيرها لمطامعه وإجرامه..
اليوم نبدأ بالحديث في وعن منطقة تعتبر اليوم المنطقة التي تقض مضاجع العدو وخدمه بشكل مذهل، وفي نفس الوقت تشغل الأمة ورجالها الأفاضل بصفتها المنطلق.. إنها ” غزة العزة “.
مستقبل الإنسان والبشرية لا يمكن أن يصنعه عدو لخالق البشر وخالق الأكوان جل جلاله، لايمكن أن تقوم الحضارة أو إنسانية الإنسانية على أيدي أهل التآمر، أهل المؤامرات المتسترين خلف الحواجز والحصون والجدر بكل أنواعها وفي زوايا الظلام؛ كما وصفهم الله تعالى: ” لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة أو من وراء جدر .. الآية” لا يمكن أن تقوم حضارة إنسانية على أيدي أرباب الجرائم والحيل والمؤامرات، ولا يمكن أن تكون للإنسانية الكرامة؛ وحضارة على أيدي لصوص الأموال، ولصوص الأوطان.
نعم.. لا يمكن ذلك أيها القاريء الكريم.. فالحضارة والتقدم والرغد الإنساني لا تقيمة إلا الشعوب المؤمنة بالله أولاً وآخراً، المؤمنة أن هذه الحياة الدنيا ماهي إلا قنطرة يجب تعميرها بما يرضى خالقها لتكون جسر العبور في الحياة الدنيا؛ كحياة كريمة، ومن خلالها يكون العبور بسلام إلى دار الخلود والاطمئنان الأبدي.
كثيرة هي الأقطار والأراضي المسلمة التي سيطر عليها الغزاة المجرمين على مر التاريخ وليس أرض فلسطين فقط، ولكن في النهاية تخرج من هذه الأرض أو تلك خلاصة شعبها وتكون تلك الخلاصة النواة للخلاص من المحتل الغاصب، وهذه النواة لا تكون إلا إذا كانت على منهج يحبه الله تعالى خالق الأكوان والإنسان، واليوم نرى نواة تحرير فلسطين المحتلة؛ بل وتحرير الأمة ظهرت لنا الآن في غزة، ولم نر من هو أفضل منهم كنواة أو جماعة جديرة بأن تكون نواة للأمة نسأل الله تعالى لنا ولهم الثبات والعفو والعافية.
نعم كثيرة هي المناطق المسلمة التي تم احتلالها إلا أن الشعوب حينما تصنع لنفسها نواة صحيحة، ويحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، يكون الانتصار، وذلك بالتفاف الشعوب حول هذه النواة ومن ثم الاستبسال العارم لعموم الشعب لطرد المحتل المعتدي.
اليهود أمة مغضوب عليها، أمة لا يمكن أن يأمنها المؤمن الكيس الفطن.. نعم اليهود هم المغضوب عليهم الذين أمرنا الله تعالى أن لا نكون مثلهم في اليوم والليلة ” ١٧ ” مرة في أقل الأحوال وذلك كما ورد في سورة الفاتحة في صلاتنا “غير المغضوب عليهم”.. اجماع أهل التفسير والعلم أن المعني بها اليهود “المغضوب عليهم “.
أيضا لانكاد نفتح صفحة من القرآن العظيم إلا ونجد الله تعالى توعدهم أو يذمهم أو يذم أعمالهم، وذلك الله بجلالة قدره وعظمته أكثر في كتابه العظيم مبينا ً ذمهم وخستهم، فمن باب أولى أن يكون تركيز البشر والإنسانية اتباعاً لكتابه فيهم وعدم التساهل معهم.
ولا شك على مر التاريخ كانت منظماتهم وأعمالهم غير خافية على أهل الفطنة والذكاء أهل التوحيد، فلذلك.. يجب أن نتدارس حياتهم وتاريخهم حتى نعلم كيف نقف في وجوههم، وحتى نعلم بشكل دقيق ” الصراط المستقيم ” صراط الذين أنعم الله عليهم لا طريق ” المغضوب عليهم ” من اليهود وتنظيماتهم الماسونية الصهيونية بكل أطيافها وأسمائها وأنواعها وألوانها المتعددة من أجل اقتناص الإنسان الأقل ذكاءً، والأقل ديناً، والأقل أصالة في معدنه التربوي والعقائدي.
نعم.. لا تستغرب أيها القاريء الكريم الهجوم الشرس على نواة الأمة، الهجوم على إخواننا في غزة ومحاولة تسطيح أعمالهم؛ بل البعض يسعى بكل ما يستطيع في تخوينهم وعدم مصداقيتهم في جهادهم، وهذا أسلوب “المغضوب عليهم” حيث تحريك خدمهم من أجل تفتيت هذه النواة المخيفة بالنسبة للصهيونية الماسونية العالمية “غزة” ورجالها الكرام الأبطال؛ بل وجدنا من بعض خدم الماسون من يقدم قتال أهل غزة وحماس والقسام؛ يقدمه ويراه أولى شرعاً! من قتال الصهاينة وكيانهم!!
نعم أيها القاريء الكريم؛ يجب أن نعلم وبدقة كيفية تفكير هذا العدو وعقيدته، وكيف ينظر لنا كمسلمين وكيف تنظر للإنسانية عموماً.. نعم؛ فمكرهم والله تزول منه الجبال كما قال تعالى واصفاً لهم بقوله: “وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال”.
[اجمع هذه السلسلة ففيها تكامل الفكرة]
ـــــــــــــــــــــ
(*) إعلامي كويتي.