كشفت دراسة حديثة لشركة التأمين الائتماني “أويلر هيرميس” أن تداعيات جائحة كورونا تهدد نحو 158 ألف وظيفة في قطاع صناعة الملابس والمنسوجات في أوروبا.
ووفقا لـ”الألمانية”، قال رون فان هيت هوف رئيس فرع الشركة في ألمانيا “نتوقع، رغم تدابير الدعم العديدة، اختفاء نحو 13 ألف شركة في أوروبا بحلول نهاية عام 2021، ما يعني أن نحو 158 ألف وظيفة في قطاع النسيج الأوروبي قد تكون معرضة للخطر”.
وبحسب الدراسة، التي نُشرت نتائجها أمس، من المرجح أن تتراجع مبيعات شركات تصنيع المنسوجات والملابس الأوروبية بنسبة 19 في المائة، هذا العام بسبب الجائحة.
وذكر أوريلين دوثويت معد الدراسة، أنه رغم أن مبيعات القطاع ستزداد بشكل ملحوظ العام المقبل، ليس من المرجح أن تعود إلى مستويات ما قبل الجائحة قبل عام 2023.
وأشار إلى أن تراجع واردات الملابس ومزيدا من الإنتاج المحلي سيعطيان قطاع النسيج الأوروبي دفعة ملحوظة.
وبدأت شركات ملابس أوروبية عدة في تغيير نشاطاتها ضمن محاولة البقاء في الأسواق بأقل قدر من العاملين لديها، إذ أنتجت شركة في منطقة بييمونتي الإيطالية لصناعة الملابس الفاخرة أقنعة قماشية للاستجابة للنقص في هذه السلعة، إيطاليا الدولة الأكثر تضررا من تفشي فيروس كورونا في أوروبا.
ويقول فابريتسيو ساكو مدير أحد مصانع شركة “ميروليو” في جوفوني في منطقة بييمونتي “في تصريحات صحافية منذ بداية الأزمة، قررنا أن نتحرك عندما رأينا أن ثمة نقصا في الأقنعة الواقية”. وتوضح جرازييلا بالدينو مسؤولة المشغل في مصنع ألبا “ننجح في إنتاج نحو 500 قناع في اليوم”.
ويتكيف عمال ميروليو الذين يضعون الأقنعة مع الكارثة الصحية التي تعرضت لها بلادهم، وهم عادة ما يصنعون ملابس فاخرة لإيلينا ميرو وهي علامة تجارية متخصصة في الأزياء الراقية للنساء البدينات، ويضيف ساكو “يمكن استخدام هذا القناع في العمل، كما أنه يوفر حماية للأشخاص الذين يتنقلون كثيرا، لأنه يقيم نوعا من الحاجز ضد القطرات الصغيرة، وهو ليس مصنوعا في سياق طبي، لكنه حاجز ضد قطرات اللعاب من داخل القناع وخارجه”.
ويروي “كان لدينا في المصنع قطن جوتس “معيار النسيج العضوي العالمي”، ففكرنا في إنتاج قماش مضاد للقطرات وتقديمه إلى المنطقة “بييمونتي” التي أظهرت حماسة كبيرة على الفور”.
وأضاف “بدأنا عملية الإنتاج وصنعنا 25 ألف متر من هذا القماش يوميا، ثم يحول إلى أقنعة”. ويشرح ساكو “من الناحية العملية فإن القطرة التي تصل إلى القناع لا تخترق القماش بل تنزلق، والجيد في هذا القناع أنه يمكننا أيضا غسله”. ويقول “يرن الهاتف يوميا طوال الوقت، نحن نجهز أنفسنا وسنحصل على قماش “جوتس” من أي مكان نجده، ثم سنحاول العثور على مزيد منه كي لا نتوقف عن إنتاج تلك الأقنعة”.