جلين كيسلر، سلفادور ريزو وميج كيلي
استغرق ترامب 827 يومًا لتجاوز الــ 10000 ادعاء كاذب ومضلل كما في قاعدة بيانات (The Fact Checker)، بمعدل 12 ادعاء كاذب أو مضلل في اليوم.
في يوليو الماضي، بعد 440 يومًا فقط، تجاوز الرئيس ترامب حاجز الــ 20000 – بمتوسط 23 ادعاء كاذب ومضلل يوميًا على مدى 14 شهرًا، تضمنت الأحداث التي سبقت محاكمة ترامب، والوباء العالمي الذي حطم الاقتصاد واندلاع الاحتجاجات على وفاة جورج فلويد في حجز الشرطة.
وقد ولّدت جائحة كورونا نوعًا جديدًا تماما من أكاذيب وادعاءات ترامب. وصلت في غضون بضعة أشهر فقط إلى ما يقرب من 1000 ادعاء، أي أكثر من مطالباته الضريبية مجتمعة. وساهمت ادعاءات ترامب الكاذبة أو المضللة حول تحقيق المساءلة – والأحداث المحيطة به – بما يقرب من 1200 مادة إلى قاعدة البيانات.
بدت فكرة أن ترامب سيتجاوز 20000 ادعاء قبل أن ينهي فترة ولايته سخيفة عندما بدأ” The Fact Checker ” هذا المشروع خلال أول 100 يوم من تولي الرئيس لمنصبه. في ذلك الوقت، كان متوسط عدد الادعاءات الكاذبة أو المضللة التي قدمها ترامب أقل من خمسة ادعاءات كاذبة أو مضللة يوميًا، وهو ما كان سيضيف ما يصل إلى حوالي 7000 ادعاء باطل أو مضلل في فترة رئاسية مدتها أربع سنوات. لكن تسونامي الكذب لا يزال يلوح في الأفق بشكل أكبر وأكبر.
فاعتبارًا من 9 يوليو الماضي، بلغ العدد في قاعدة بياناتنا 20055، ادعاء كاذب ومضلل في 1،267 يومًا.
وبعد أن تجاوز ترامب عتبة الـ 10000، ساعدت مقابلة مع شون هانيتي من قناة فوكس نيوز ترامب في تجاوز حاجز الــ 20000. فقد قدم ترامب 62 ادعاء كاذبا في 9 يوليو فقط، جاء نصفها تقريبًا خلال مقابلة هانيتي: وتغطي تصريحات ترامب مجموعة كبيرة من هجماته الوهمية، ونظريات المؤامرة، والتفاخر والمعلومات غير الدقيقة وهذه أمثلة لتلك الادعاءات الكاذبة أو المضللة:
– ادعاء أن الرئيس السابق باراك أوباما “لم يكن يريد” إعطاء فائض من المعدات العسكرية للشرطة. الحقيقة أن أوباما قلص البرنامج لكنه سمح بالأسلحة النارية المتخصصة والطائرات المأهولة وغير المأهولة والمتفجرات ومعدات مكافحة الشغب.
– ادعاء أن ترامب لديه “دعم هائل” من قبل الجالية الأمريكية الأفريقية. لا يوجد استفتاء أو بحث يظهر هذا.
– ادعاء أن ترامب أصر على استخدام الحرس الوطني في مينيابوليس لقمع الاضطرابات و “إعلام” مسؤولو سياتل أنه مستعد للتصرف بقوة إذا لم تقم المدينة بإيقاف الاحتجاجات. يقول المسؤولون المحليون إن أيا من هذه الادعاءات غير صحيح؛ وهم تصرفوا بمفردهم.
– ادعاء أن لدى الولايات المتحدة “سجل” في اختبارات فيروس كورونا، وأن الصين لم تختبر عددًا كبيرًا من الأشخاص مثلما فعلت الولايات المتحدة. ادعاء يكذبه الواقع حيث لا تزال الولايات المتحدة متخلفة عن العديد من الدول الكبرى من حيث الاختبارات لكل مليون شخص، وهو أفضل مقياس للمقارنة.
– وادعاء أن لدى الولايات المتحدة معدل اختبار للفرد أعلى من الصين غير دقيق، فالصين قالت في يونيو الماضي إنها أجرت اختبارات على 90 مليون شخص – وهذا يعد في ذلك الوقت، ثلاثة أضعاف الولايات المتحدة.
– ادعاء أن أوباما ونائب الرئيس السابق جو بايدن “تجسسوا” على حملته و “عرفوا كل ما يجري”. الذي وجهه ترامب في 2017، اعتمد على القليل من الأدلة أو على عدم وجود أدلة على الإطلاق.
– ادعاء أن موقف رئيسة هيئة المحلفين في محاكمة روجر ستون كان متحيزا و”مخزيا”. والواقع أن القاضي الذي تولي القضية رفض مزاعم التحيز. فقد كانت الميول والأنشطة السياسية لتوميكا هارت معروفة بوضوح أثناء عملية اختيار هيئة المحلفين، ولم يحاول حتى الفريق القانوني لستون طردها من مجموعة المحلفين.
– ادعاء أن بول مانافورت، مدير حملة ترامب السابق، وُضع في “الحبس الانفرادي”، غير صحيح حيث لم يوضع آل كابوني “في الحبس الانفرادي أبدًا”. وكان مانافورت في “وحدة معيشية خاصة قائمة بذاتها” أكبر من الوحدات الأخرى، تضمنت حمامًا ودشًا وهاتفًا وكمبيوترًا محمولًا، وفقًا لسجلات المحكمة. وتم إرسال آل كابوني في النهاية إلى سجن الكاتراز سيئ السمعة، حيث طُعن ودخل في شجار، ووفقًا لبعض التقارير، انتهى به الأمر في الحبس الانفرادي حيث تدهور دماغه من مرض الزهري الغير قابل للعلاج.
– قوله “نقوم بعمل أرقام قياسية على الحدود.” كذبه الواقع ففي عام 2020، لم يتم عمل أي سجلات، وارتفعت المخاوف على الحدود بشكل حاد في يونيو الماضي.
– قوله “أعدنا بناء الجيش، بـ 2.5 تريليون دولار”. كثيرًا ما يشير ترامب إلى أن هذه الأموال مخصصة بالكامل لمعدات جديدة، لكنه يجمع ثلاث سنوات من الميزانيات، وأي منها ليس رقمًا قياسيًا.
وحتى الآن خلال فترة رئاسته، كرر ترامب – 360 مرة – أن الاقتصاد الأمريكي اليوم هو الأفضل في التاريخ. وقد بدأ في تقديم هذا الادعاء في يونيو 2018، وسرعان ما أصبح أحد الادعاءات المفضلة لديه. لكن ترامب أُجبر على التكيف مع الأوقات الاقتصادية الصعبة، وطور ادعاءاته بشكل أكبر فيما بعد. وبعد أن كان يقول إنه حقق أفضل اقتصاد في تاريخ الولايات المتحدة، يقول الآن أنه حقق “أفضل اقتصاد في تاريخ العالم”.
هذا ليس صحيحا. كان بإمكان الرئيس التباهي بحالة الاقتصاد، لولا أنه تورط في لعبة التاريخ. فلم يكن اقتصاد ما قبل فيروس كورونا جيدًا كما كان في عهد الرؤساء أيزنهاور أو ليندون جونسون أو بيل كلينتون – أو يوليسيس إس جرانت. وعلاوة على ذلك، كان الاقتصاد قد بدأ بالفعل يضرب بالرياح التي سببتها حروب ترامب التجارية، حيث وقع قطاع التصنيع في حالة ركود واضح.
ولكن ترامب كرر مزاعم “أفضل اقتصاد” هذا أكثر من 100 مرة منذ ظهور فيروس كورونا في الصين ودفع الاقتصاد إلى حالة من الانهيار، وبهذا سرق ترامب ما كان يتوقع أن يكون أكبر مبيعاته لإعادة انتخابه.
ثاني أكثر ادعاءات ترامب تكرارا – 261 مرة – هو أنه أتم بناء جداره الحدودي. وقد امتنع الكونجرس عن تمويل الحاجز الخرساني الذي تصوره ترامب، لذلك تطور المشروع إلى استبدال الجدار بحواجز أصغر وبأسيجة من الصلب. (ثلاثة أميال فقط من الحاجز تقع على أرض لم يكن بها حواجز سابقًا). وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن السياج الحاجز يمكن اختراقه بسهولة، عن طريق قيام المهربين بفتحه، على الرغم من مزاعم ترامب بأنه من المستحيل تجاوزه. ومع ذلك، فقد حول ترامب للمشروع المليارات من الأموال العسكرية وأموال مكافحة المخدرات ليصبح أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في تاريخ الولايات المتحدة، وتم الاستيلاء على أراضي خاصة، وقطع ممرات الحياة البرية، وتعطيل المواقع الثقافية الأمريكية الأصلية.
وكرر ترامب كذباً – 210 مرة- أنه أحرز أكبر تخفيض ضريبي في التاريخ. كرر هذا حتى قبل صياغة تخفيضه الضريبي، ووعد بأنه سيكون الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة – والواقع أن أكبر تخفيض حققه الرئيس رونالد ريجان في عام 1981. فقد بلغت نسبة التخفيضات الضريبية التي فرضها ريجان 2.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ولم تقترب أي من مقترحات ترامب قيد النظر من هذا المستوى. ومع ذلك، أصر ترامب على هذا الوهم حتى عندما تمت صياغة التخفيضات الضريبية في نهاية المطاف بما يعادل 0.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مما يجعلها ثامن أكبر تخفيض ضريبي في 100 عام. ولا يزال التصفيق لهذا الوهم مستمرا في جميع تجمعات الرئيس.
ويتجلى ولع ترامب بتكرار الادعاءات الكاذبة فيما سجلته قاعدة بيانات (Fact Checker) حيث سجلت ما يقرب من 500 حالة كرر فيها نفس الادعاء ثلاث مرات على الأقل.
ومازال (The Fact Checker) يتتبع أيضًا ادعاءات ثلاثة أو أربعة كررها ترامب 20 مرة على الأقل. وآخر إضافة هي ادعاءه الكاذب بأنه أنفق 2.5 تريليون دولار على معدات عسكرية جديدة.
المصدر: الوشنطون بوسط