د. عصام حجي (45 عاماً) عالم فضاء مصري أمريكي يعمل بوكالة ناسا في مجال علم الصواريخ.
النشأة والتعليم
ولد عصام في العاصمة الليبية طرابلس عام 1975، وحصل فيها على الشهادة الابتدائية، انتقل مع أبيه -الذي عمل بالسلك الدبلوماسي في الجامعة العربية أثناء فترة تواجدها بتونس في الثمانينيات– إلى تونس وحصل فيها على شهادة المتوسط، عاد بعدها إلى القاهرة وحصل من جامعة القاهرة على بكالوريوس في علم الفلك، ليتجه بعدها إلى باريس لاستكمال الدراسة فحصل على الماجستير في علم الفضاء عام 1999، وفي عام 2002 نال أول رسالة دكتوراه مصرية في علم اكتشاف الكواكب.
وجّه حجي عدة رسائل للسياسيين في العالم العربي، أن نجاح أي مشروع في العمل السياسي لن يتحقق إلا بوجود مكون تعليمي حقيقي يتضمنه هذا المشروع، مضيفا أنه لا بد من تجنب الهجوم والنقد لأي أفكار بناءة تهدف لصناعة نهضة علمية، ونوّه حجي لدور التعليم في إذابة المسافات بين طبقات المجتمع، داعيًا إلى التخلي على النظرة التشاؤمية في مواجهة العقبات أمام أي مشروع تعليمي ينهض بالمجتمع.
وذكر حجي تجربته أثناء عمله كمستشار علمي لرئاسة الجمهورية وكيف رأى مناخ اليأس الذي يخيّم على الأجواء تجاه أي محاولات إصلاحية للعملية التعليمية، وشدد حجي على ضرورة أن يكون التعليم مشروع الثورة العربي لرفع مستوى المواطن، مبيناً خطورة الجهل على المجتمعات، مضيفاً أن طريق الديمقراطية يبدأ من التعليم.
من أقواله: “السياسة ليست فقط صراع كراسي ومناصب، ولكنها تخص الحياة العادية للمواطن، والإصلاح السياسي يبدأ من إصلاح التعليم”.
حياته العملية
بدأ عصام حجي مشواره العملي كمعيد بكليات العلوم بجامعة القاهرة عام 1997، ثم باحثاً بالمركز القومي للبحوث (CNRS) بفرنسا عام 1999، ثم مدرساً بجامعة القاهرة عام 2002، ثم باحثاً بمركز الفضاء الفرنسي (CNES)، ثم أستاذاً مساعداً بجامعة باريس، ثم انتقل للعمل بوكالة ناسا لأبحاث الفضاء بالولايات المتحدة، كما شغل منصب المستشار العلمي لرئيس الجمهورية في مصر عام 2013م لمدة 3 شهور قبل استقالته.
يعمل حجي حالياً في معمل محركات الدفع الصاروخي بوكالة ناسا الأمريكية في القسم المختص بالتصوير بالرادار الذي يشرف على العديد من المهام العلمية لاكتشاف كواكب المجموعة الشمسية.
يعد عصام حجي رمزاً للعديد من الشباب في مصر، وعرف بموقفه بمطالبات إصلاح التعليم الجامعي والقضاء على الفساد، وقد صنفته الجامعة العربية ومجلة “تايمز سنتبيتسبرج” الأمريكية كواحد من أهم الشخصيات الفكرية في مصر والعالم العربي وهو في التاسعة والعشرين من عمره.
وحصل على العديد من الجوائز العلمية تقديراً لدوره في اكتشاف المياه على المريخ وما يعني ذلك لفهم تطور المياه على كوكب الأرض وخاصةً تطوير اكتشاف المياه في المناطق الصحراوية.
وفي عام 2006 منحته فرنسا جنسيتها كعالم متميز.
ويذكر أن جامعة القاهرة قامت بفصل العالم المصري في عام 2004 بسبب نقده للفساد في إدارة الجامعة في ذلك الوقت واحتجاجه على اكتمال الإجراءات الإدارية، وعلى الرغم من إنجازاته العلمية لم يحصل حجي على أي تكريم في مصر، ويقيم حالياً بمدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة.
استكشاف المريخ
من المهام العلمية الرائدة التي شارك فيها حجي مهمة استكشاف الحياة على سطح المريخ، عن طريق المعدات فائقة الحساسية بالصحراء الغربية في مصر، وذلك للكشف عن المياه على عمق 600 متر، وكانت التجربة جزءًا مهمًا في التحضير لمهمة المركبة الفضائية “فيونيكس” التي انطلقت للمريخ وأسفرت عن إنجازات علمية كبيرة أبرزها اكتشاف وجود الجليد في قطبيه شمالا وجنوبا، ما يعني احتمال وجود شكل من أشكال الحياة في ماضي هذا الكوكب.
وقال حجي: إن المياه المكتشفة على المريخ مختلطة ببعض معادن التربة، أما المياه الجوفية العميقة التي تبعد مئات الأمتار عن السطح فبها نسبة أملاح ملحوظة، مؤكداً أن اكتشاف الجليد المائي تحت سطح المريخ سيفتح أبوابًا ما زالت مجهولة، حول طبيعة الخلايا الأولية التي نشأت منها الحياة في الماضي.