دائماً في الكويت ومع الأسف، ومع المواطن بالذات نكسر القواعد الشرعية الذهبية.
نعم، أنا شخصياً أطلق عليها ذهبية، ومن هذه القواعد “معرفة الحسن والأحسن والسيئ والأسوأ”، وهذه القاعدة لا يستوعبها ويعلمها إلا الكيّس الفطن بالفعل كما جاء في النص عن علي رضي الله عنه.
القاعدة الثانية التي مع الأسف البلدية لا تتردد، وما زالت مستمرة بكسرها وعدم مراعاتها، قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تنهَ عن منكر وتأتي بأكبر منه”، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
عايشنا كثيراً وعانينا أكثر، وشاهدنا صداً وصمتاً طويلاً من البلدية والجهات المعنية عن المواطن؛ متعدياً على أملاك الدولة ببناء خيام ودواوين خيالية، والأكثر خيالاً منها الصمت الطويل، كما أسلفنا، من البلدية على تعديات المواطن على أملاك الدولة، سكوت لا يمكن تصديقه! وكما تقول البلدية الموقرة، ولا نختلف طبعاً معها، بأن الاعتداء يجب أن يكون له رادع.
نعم يا بلدية، يجب أن يكون للمخالف رادع، وهذا الرادع لا يمكن أن يكون منصفاً وعادلاً إذا لم تكن هناك متابعة له أولاً بأول.
نعم يا بلدية ومسؤوليها، هذا الرادع لا يكون، ولا يمكن تكون فيه العدالة إلا إذا كانت هناك متابعة من البلدية أولاً بأول من موظفيها، ولا يمكن أن تأتي العدالة والحقوق بعد السبات يا بلدية، فبعد السبات لا يأتي إلا الأسوأ، ولا يأتي إلا المنكر الأكبر من الموجود.
نعم السكوت، ومن ثم المواطن يعمل ويخسر الكثير للتوسع وفجأة يأتي “باتمان” أو “سوبر مان” البلدية! يلقي كل هذه الخيرات في الزبالة والسكراب بعد السبات بـ”شخطة” قلم كما نقول!
طبعاً هذا الاعتداء من المواطن لا يظهر إلا من المواطن متوسط الحال والأقل من ذلك فقط، أما الميسور والتاجر فلا يمكن، ومستحيل، ولم ولن، وسابع المستحيلات، يعتدي على أملاك الدولة لا في الشويخ الصناعية، ولا أسواق القرين، ولا مزارع الوفرة والعبدلي، ولا الجواخير، ولا المناقصات؛ لأن هؤلاء عيال ناس، ما يغلطون، ولكن المشكلة في “الهيلق”، وتعدياتهم على أملاك الدولة، فلذلك أزالت الدولة دواوين سكتت عنها سنوات حتى جاءت لحظة الانتقام فأزالوها بكل شراسة، ثم سكتوا، وبعدها رخصوا الأمر بشكل أو بآخر، واليوم تبدأ أسود البلدية بإزالة كرسي لمواطن يتطاول على الدولة، وأملاك الدولة، وعلى الدستور في كرسيه هذا، فهنيئاً للبلدية إزالة هذا الكرسي الذي يذكرنا بالمجرمين مغتصبي الحقوق,
أما المظلات، فالكويت والحمد لله أجواؤها في الشتاء طيبة، وفي الصيف أطيب! فلماذا المظلات للسيارات؟!
إنه البطر، نعم البطر والاعتداء على الدولة والدستور والوطن، نموت نموت ويحيا الوطن، نموت نموت ويحيا الوطن!
أريد أن أذكر قصة حصلت قبل 5 سنوات تقريباً على ما أتذكر: دخلت ضاحية عبدالله السالم بعد أن أكلت الأمطار كل شوارع الكويت بكل المناطق والشوارع، فوالله دخلت الضاحية فما وجدت حصوة واحدة انقلعت من شارع، أو على “حچوت الرجال”، “ولا قرطوع من الشارع طار”، وحدثت أهلي بذلك وأولادي فلم يصدقوني، فأخذتهم بجولة في الضاحية والنزهة، ليروا بأعينهم أن شوارع الضاحية والنزهة كانت معزولة ولم ينزل المطر على المنطقتين، والحمد لله، وإلا لتطاير الحصا كما هو في شوارع الكويت البقية، والحمد لله، وكانت المنطقتان كأنهما في بلد آخر، والحمد لله أن المطر ما نزل عليهما ذاك اليوم، فلم تتأثر شوارعهم أبداً وكأنهم في دولة أخرى غير الكويت.
أذكر القصة هذه لا ذكر “الهيلق” ومظلاتهم التي من خلالها تُخطف الكويت، ويعتدي “الهيلقي” على الكويت وأهلها ودستورها!
ختاماً، معقولة يا بلدية لا توجد لديكم عقول تقنن هذه المسائل، ودائماً لا تظهر وطنيتكم إلا بعد السبات من أجل إنكار منكر وتأتون بأكبر منه؟!
حسبنا الله ونعم والوكيل.
___________________
(*) إعلامي كويتي.