بعد مرور نحو عامين على بدء ظهور فيروس «كورونا»، تضاءلت آمال الأشخاص حول العالم بشكل كبير بخصوص انتهاء الوباء والعودة إلى الحياة الطبيعية، خصوصاً بعد ظهور متحور «أوميكرون» شديد العدوى.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، تفاوتت آراء خبراء الأمراض المُعدية بشأن مستقبل الوباء في عام 2022؛ فبعضهم يؤكد أنه يرى نهاية تَلوح في الأفق لوباء «كورونا»، في حين يرى البعض الآخر أن ظهور المتغيرات بشكل مفاجئ يجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث في المستقبل.
ويشير بعض الخبراء إلى أن ما حدث في جنوب أفريقيا مؤخراً يغذّي الآمال المتعلقة بانتهاء الوباء.
واكتشف علماء جنوب أفريقيا متغير «أوميكرون» لأول مرة في نوفمبر الماضي، وبلغت الإصابات هناك ذروتها في ذلك الوقت ثم انخفضت بسرعة، وهذا ما يعتقد الخبراء أنه سيحدث في كل مكان في العالم، مشيرين إلى أنه عادةً حين يحدث ارتفاع كبير في أعداد الإصابات بمرض ما بسرعة مفاجئة، تتبع ذلك «فترة هدوء».
ويقول جون شوارتزبيرغ، خبير الأمراض المُعدية وعلم اللقاحات في جامعة كاليفورنيا: «سيتطلب الأمر حتى نحو منتصف شهر فبراير قبل أن نبدأ في رؤية تحسّن في الوضع بالفعل».
ويرى شوارتزبيرغ أنه ابتداءً من مارس المقبل، سيشهد العالم انخفاضاً كبيراً في حالات الإصابة، مؤكداً أنه يشعر بالتفاؤل الشديد من أن البشر سيكون لديهم القدرة على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي إلى حد ما هذا العام.
وينبع جزء من تفاؤل شوارتزبيرغ من حقيقة أنه سيكون هناك عدد أكبر من متلقي اللقاح والجرعات المعززة هذا العام، وكذلك عدد أكبر من الأشخاص الذين يمتلكون مناعة ضد الفيروس نتيجة الإصابة بالعدوى، وسط الانتشار السريع لـ«أوميكرون».
وأوضح قائلاً: «بشكل عام، سيكون مستوى المناعة لدى الأشخاص بعد موجة (أوميكرون) أعلى بكثير مما كان عليه خلال الموجات السابقة، وهذا سيساعدنا في مواجهة أي متحورات جديدة».
من جانبها، قالت إيفون مالدونادو، عالمة الأوبئة واختصاصية الأمراض المُعدية بجامعة «ستانفورد»: «نحن في الحقيقة لا نعرف بالضبط ما يمكن أن يحدث هذا العام. ولكنني أتوقع ظهور نسخة أخرى من الفيروس. لديّ حالة من عدم اليقين حقاً بشأن ما سيحدث في المستقبل».
ويتفق جورج راذرفورد، عالم الأوبئة بجامعة «كاليفورنيا»، مع رأي مالدونادو، حيث يقول: «ليس من الواضح على الإطلاق ما الذي سيحدث بعد ذلك. الفيروس يمكن أن يتحور مرة أخرى تدريجياً، مثل ما حدث مع متحورات ألفا وبيتا، أو يمكن أن يتحور سريعاً ويُحدث قفزة كبيرة حقاً في الإصابات، كما هو الحال مع دلتا وأوميكرون».
وأضاف: «يمكن أن يكون المتحور التالي قابلاً للانتقال بشكل متساوٍ أو حتى أكثر من أوميكرون، ويمكن أن يسبب أعراضاً أكثر خطورة للناس – أو لا يسبب أي أعراض على الإطلاق».
وأكد الخبراء جميعاً ضرورة اتخاذ الدول إجراءات وقائية للتصدي للفيروس ومتغيراته بشكل أفضل، من بينها التركيز على حماية المعرضين للإصابة بأعراض الفيروس الخطيرة، والتأكد من حصولهم على اللقاح، ودعم شركات اللقاحات وحثها على صنع لقاحات متطورة يمكنها التصدي للمتغيرات المختلفة، وتطوير اختبارات أكثر سرعة ودقة للكشف عن الإصابة بالفيروس.