في الأسبوع الأخير من ديسمبر 2021م، تم منع 6 طالبات من دخول معهد الفتيات الحكومي في أودوبي، كارناتاكا، لارتدائهن الحجاب، بعد ذلك بوقت قصير، حذت كليات أخرى في الولاية حذوها، وسط احتجاجات شملت جامعات وكليات أخرى.
على الرغم من أن الأمر المؤقت الصادر عن محكمة كارناتاكا العليا بعدم ارتداء الحجاب كان مقصورًا على طالبات ما قبل الجامعة فقط.
في الأسبوع الثالث من فبراير، مُنعت الطالبات المسلمات من دخول إحدى الكليات بسبب الحجاب، في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، شوهدت الطالبات وهن يخبرن رجال الشرطة: نحن نتعرض لضغوط نفسية، هل تريدنا أن نموت تحت هذا الضغط النفسي؟
في رد الشرطة، شوهد شرطي يهددهن بالضرب بالعصي ويتوعدهن بتقديمهن إلى القضاء.
بعد خلاف طويل واستقطاب حول الحجاب، أيدت محكمة كارناتاكا العليا، في 15 مارس، أمر حكومة الولاية بحظر ارتداء الحجاب في الفصول الدراسية، وقد تسبب هذا في تدهور الصحة العقلية بين هؤلاء الطالبات.
منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة لأول مرة في عام 2014م، تم الإبلاغ عن ارتفاع كبير في المشاعر المعادية للمسلمين، وقد أدى ذلك إلى العديد من عمليات الإعدام خارج نطاق القانون، العديد منها باسم قانون حماية البقر، وتلقت فرية جهاد الحب دعمًا قانونيًا في شكل قوانين مناهضة للتحول إلى دين آخر بعد استمرار العنف المستهدف باسمها، ومنذ انتشار كوفيد وبسبب الاقتصاد الفاشل، يتم شن حملات لإلقاء اللوم على المسلمين، حيث يتم أحيانًا اتهام جماعة التبليغ والباعة الجائلين، وفي بعض الأحيان يتم نشر روايات كاذبة عن الانفجار السكاني بين المسلمين.
عائشة نورين، طالبة تبلغ من العمر 16 عامًا من كوندابورا في منطقة أودوبي، التي أدت امتحاناتها في الأسبوع الأخير من مارس، تقول: إنها تريد الذهاب للكلية، ولكنها غير متأكدة مما إذا كانت إدارة الكلية ستسمح لها بالدخول إلى الكلية مرتدية الحجاب.
تقول عائشة لموقع “تو سيركل نت”: اعتقدنا بعد أيام قليلة أنهم سيسمحون لنا بالدخول، وفي البداية حتى أصدقائنا غير المسلمين دعمونا، لكن يبدو الآن أن الجميع قد تركنا للبقاء في المنزل لعدة أيام بينما يواصل زملاؤنا المضي قدمًا، وهذا يؤثر علينا عقليًا، ليس لديَّ الكثير من الأمل في أن أي شيء سيتغير وأنا أراقب كيف تسير الأمور وفقاً لذلك.
وجدت الأبحاث المنشورة في مركز النمو الدولي في عام 2020م أن المسلمين كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن الحزن والقلق، مقارنة بالطبقة العليا من الهندوس، بسبب زيادة التحيز ضد المسلمين، وزيادة حوادث الإعدام خارج نطاق القانون، وزيادة ممارسات السجل الوطني المنحازة ضد المواطنين المسلمين في ولاية آسام، والاحتجاجات المتعلقة بقانون تعديل المواطنة، وأعمال الشغب اللاحقة في دلهي، والأحداث ذات الصلة، من المرجح أن تزيد من مستويات الاكتئاب والقلق بين المسلمين، حسب البحث المشار إليه.
وأشار بحث آخر تحت عنوان “الطائفة والدين والصحة العقلية في الهند” إلى أن المسلمين هم الأكثر عرضة بمقدار 3.5 مرات للإصابة بالقلق أو الاكتئاب مقارنة بالطبقة العليا من الهندوس، ومع ذلك، يُلاحَظ إحجام بين المسلمين في الهند عن طلب المساعدة المهنية المتخصصة.
وتقول أفرين خان، وهي متخصصة في الاتصالات تبلغ من العمر 24 عاماً من نيودلهي: إنه من الأسئلة التي يتم طرحها حول علاقتها مع باكستان إلى سلوك الأشخاص الذين يتغيرون بعد معرفة اسمها، كانت دائماً، ومنذ الطفولة، على دراية بحقيقة أنها كانت مختلفة، لكنها الآن لا تستطيع أن تتصالح مع ما يحدث في البلاد.
في 15 ديسمبر 2021م، حرصت أفرين على عدم استخدام الهاتف المحمول على الإطلاق، قبل عامين، نفذت شرطة دلهي حملة قمع وحشية على جامعة الديانة الإسلامية، كانت موجودة في المكتبة عندما دخلت الشرطة لمهاجمة الطالبات، “أردت أن أبتعد عن جميع المنشورات في ذلك اليوم، ولكن عندما أرسلت إحدى صديقاتي رسالة نصية لتسألني عما إذا كنت بخير، انهرت”.
تقول عفرين: إنها عندما قررت ذات مرة أن ترى طبيبة نفسية، فكرت في البحث عن طبيبة مسلمة، “لا أعرف كيف أتحدث عن السياسة مع معالج، كيف أقول لهم: إن الدولة تضطهدنا؟”.
تعتقد إبسا جيمس، وهي طبيبة نفسية مقيمة في دلهي وتعمل في مجال الصحة العقلية بين الأقليات، أن هذا التردد حقيقي ومبرر، “لا يتم تعليم معظم علماء النفس النظر في كيفية تأثير الهياكل الاجتماعية على الناس، إن ذهاب شخص من الأقلية إلى هندوسي من سافارنا يشبه المستجير من الرمضاء بالنار”.
من ناحية أخرى، تعتقد جيمس أنه لا يوجد الكثير من الأشخاص من الأقلية المسلمة يمكنهم القيام بهذا العمل، لأن قطاع الصحة النفسية لا يزال مؤسسة نخبوية، ومن ثم، فإن الحديث عن قضيتهم لا يزال صعبًا.
سالم جافيد، البالغ من العمر 26 عامًا، من سكان منطقة ماثورا، كيف لم يذهب لرؤية هولي الشهير في بلدته هذا العام بسبب القلق الذي يعاني منه بعد نتيجة انتخابات الاتحاد، “عندما كانت الحملة الانتخابية لحزب بهاراتيا جاناتا بأكملها معادية للمسلمين، فما الذي يفترض بنا أن نتوقعه الآن؟ يمكنك أن ترى التمييز في عيون عامة الناس والشرطة الذين تسممهم الكراهية”.
يقول جاويد: إنه غير قادر على التركيز على حياته المهنية بسبب تدهور صحته العقلية.
وبالحديث عن المناخ السياسي المماثل من حولها، تعتقد عفرين أن الأمل ضئيل، وتضيف: الخوف من الإسلام أكبر بكثير مما نعتقد، ونحن ننتظر فقط حدوث معجزة لحل هذه المعضلة.
_____________________
المصدر: “تو سيركل نت”.