قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: أذكّر بالملايين من الفلسطينيين الذين عانوا ويعانون من الاحتلال “الإسرائيلي” والتجاهل الدولي منذ أكثر من سبعة عقود، ومثلهم كثير من الشعوب الأخرى كالشعب السوري والشعب الأفغاني الذين فشل المجتمع الدولي في أن ينصفهم.
ولفت إلى أن المجتمع الدولي فشل في إنصاف الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية لمنتدى الدوحة، الذي انطلقت أعمال نسخته العشرين، اليوم السبت، وتستمر يومين.
وقال: إن علينا تحديد مستقبل النظام الدولي الذي نريد توريثه لأبنائنا، مشدداً على أن العالم اليوم وصل مرحلة حساسة ومفصلية على جميع المستويات.
وتعقد هذه النسخة تحت عنوان “التحول إلى عصر جديد”، بمشاركة نخبة من رؤساء دول وحكومات وباحثين ومفكرين ومراكز دراسات وأبحاث.
وأوضح أمير قطر أن عالم اليوم قد وصل إلى مرحلة مفصلية على كافة المستويات؛ السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وهذه المرحلة تتطلب مراجعات جذرية قبل أن يصل العالم إلى حالة من فقدان التوازن.
وأضاف أنه على المستوى المجتمعي وحياة الناس، فإن الفجوة الاجتماعية والاقتصادية بين الدول، وفي المجتمع الواحد، تنبئ بخلل جسيم في الاقتصاديات الكلية ولا سيما بعد تعزيز قطاع التكنولوجيا ودوره في الاقتصاد وحياة الأفراد.
وأشار إلى الزيادة المرعبة في معدلات الفقر العالمي، وصعوبة الوصول إلى مقومات الحياة الأساسية والتدهور إلى المجاعات في بعض الحالات.
وأكد آل ثاني أن بلاده تؤمن أن العدالة الاجتماعية هي صمام الأمان الحقيقي للمجتمعات، ما يتطلب سياسات ضريبية عادلة لأن غالبية المجتمعات لا يمكنها الاستغناء عن خدمات الدولة.
وحذر أمير قطر في الوقت ذاته من الأصوات الشعبوية ذات النبرة الإقصائية في زمن التوترات المجتمعية والانكماش الاقتصادي.
وحول الظواهر السلبية في السنوات الأخيرة، قال أمير قطر: إن من هذه الظواهر الإقصائية التي أخذت تتصاعد في السنوات الأخيرة ظاهرة “الإسلاموفوبيا”.
وأكمل: للأسف، فإن “الإسلاموفوبيا” لا تقتصر على قوى اليمين الشعبوي، وتحتاج إلى وقفة حازمة وجادة ضدها كتلك التي شهدها العالم في الوقفة ضد التمييز العرقي، وضد العداء للسامية.
وأردف: مع الملاحظة المستحقة هنا أن تهمة العداء للسامية باتت تستخدم على نحوٍ خاطئ ضد كل من ينتقد سياسات “إسرائيل”، الأمر الذي يضر بالصراع ضد العنصرية والعداء الفعلي للسامية.
وعبر أمير قطر عن أسفه للتقلص الموجود في المساحات السياسية والدبلوماسية لصالح التمدد العسكري والحلول المسلحة.
وأضاف: قد بدأت عسكرة الحلول في التنامي لتصل واحدة من أصعب ذرواتها في العقود الأربعة الأخيرة في الحرب الأوكرانية.
وتابع: تكشف الحرب (الأوكرانية) بما لا يدع مجالاً للشك عن أن المعادلات التي استقرّ عليها النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانيـة، وبعد انقضاء الحرب الباردة، آخـذة في التـغـيّر، ويتوجب علينا جميعاً، ولا سيما الدول الكبرى، أن نقف وقفة جادة لتحديد مستقبل النظام الدولي.
وختم آل ثاني كلمته قائلاً: العصر الجديد الذي نحلم به، وأعملُ شخصياً من أجله، هو عصر السلام والأمن والتعايش للجميع.