أفطر في رمضان بغير عذر
في شهر رمضان في العام قبل الماضي، أفطرت بعض الأيام بغير عذر، ولا أدري كم عدد الأيام التي أفطرتها على وجه التحديد؛ لكي أقضيها، فماذا يجب عليَّ في القضاء؟
– يحرم على المسلم أن يفطر من رمضان ولو يوماً واحداً دون عذر شرعي، وعليه المبادرة بالتوبة، ويرى بعض العلماء أن من أفطر دون عذر لا يصح منه القضاء، ويرى بعضهم أن عليه القضاء وإطعام مسكين عن كل يوم أخَّر قضاءه لأكثر من سنة دون عذر، فعليك المبادرة بالتوبة إلى الله -جل وعلا- وقضاء تلك الأيام، وإذا كنت لا تدري كم عددها فعليك بالاحتياط حتى تعلم أنك قضيت الواجب عليك أو أكثر، وعليك إطعام مسكين عن كل يوم أُخّر قضاؤه لأكثر من سنة دون عذر، وإطعام المسكين نصف الصاع، أي: كيلو ونصف كيلو من قوت البلد من الأرز أو التمر أو البر، أو غيرها عن كل يوم(1).
سافر بزوجته في نهار رمضان للهروب من الصيام
رجل كان يجامع زوجته في نهار رمضان، ولكن بعد أن يشرب قليلاً من الماء، مع العلم أنهما سافرا لمكان يبعد عن بيتهم أو سكنهم مسافة 90 كيلو فماذا عليهما؟
– أولاً: أنصح أي شاب وشابة ألا يكون دخول الإنسان بزوجته قبيل دخول شهر رمضان، وإنما يؤخره إلى شوال لئلا يحصل منهما مثل ما حصل لهذا السائل.
ثانياً: الواجب على الإنسان إذا كان يعرف من نفسه الشهوة، ألا يبيت مع زوجته وقت الصيام، وإنما يجعل له فراشاً ولها فراشاً، دفعاً لهذه المغريات.
ثالثا: هذا الإنسان إذا كان فطره حصل وقت السفر الشرعي كما ذكر مما يبيح الفطر في حدود تسعين كيلومتراً أو قريباً منها فإن هذا الفطر صحيح ولا يترتب عليه ضرر؛ لأن الإنسان المسافر يجوز له أن يفطر، فإذا أفطر بأكل أو شرب أو جماع فلا إثم عليه ولا وزر، ويقضي هذا اليوم وبعض أهل العلم قالوا: إن الإنسان إذا سافر لأجل أن يفطر فإن سفره هذا يعتبر سفر معصية ومحرم، بخلاف الإنسان الذي سافر ثم أفطر، وسفره كان لغرض من الأغراض المشروعة ويحل له حينئذ الفطر، أما الإنسان الذي سافر لأجل أن يفطر فإن سفره هذا يعتبر مقصوداً به قصداً أولياً أن يحصل له انتهاك حرمة الشهر، فمنع من هذا كثير من أهل العلم، وعلى كل فالذي يجب على الإنسان أن يتقي الله تعالى، وأن يحتاط لمثل هذه الأمور ولا يعرض نفسه للوقوع فيما حرم الله، فإن الوطء في نهار رمضان، من غير عذر شرعي يبيح له الفطر كالسفر والمرض يعتبر من الكبائر العظام، ويترتب عليه أنه يلزمه قضاء هذا اليوم، ويلزمه الكفارة وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، ونسأل الله جل وعلا للجميع الهداية والتوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(2).
أدلة وصول ثواب الصيام للميت
ما دليل وصول الصيام للميت؟
– إذا كان عليه صيام، فإن دليله قوله صلى الله عليه وسلم: “من مات وعليه صيامٌ صام عنه وليه”(3)، وهذا عام في صيام الفرض وفي صيام النذر، وكذلك جاء في قصة المرأة التي ركبت البحر وقالت: إن نجاني الله من هذا البحر فلله عليَّ أن أصوم شهراً، فسألت بنتها النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تصوم عنها، وشبه ذلك بالدين، “لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟”، قالت: نعم، قال: “فدين الله أحق أن يقضى”(4)، وأما بقية التطوعات فإنها تلحق بذلك إذا نوى أن أجر هذا الصيام لميته، أو كما لو نوى أن أجر هذه الحجة أو العمرة لميته يصله ذلك(5).
______________________________
(1) الإجابة للشيخ عبدالرحمن بن عبد الله العجلان المدرس بالحرم المكي.
(2) الإجابة للدكتور سليمان بن وائل التويجري – عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
(3) رواه البخاري (1952)، ومسلم (1147) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(4) رواه أبو داود (3310)، وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(5) الإجابة للدكتور عبدالله بن عبد الرحمن بن جبرين – عضو الإفتاء سابقاً.