كشفت مصادر فلسطينية قريبة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لـ”المجتمع” أن هناك حالة فتور وخلاف واضح بين الحركة ونظام بشار الأسد في سورية، تنبئ بفشل المصالحة وإعادة العلاقات بينهما قبل أن تبدأ رسمياً.
وبالتزامن مع زيارة وفد من حركة “حماس” لروسيا ولقاءات مكثفة مع قادة إيرانيين، أعلنت حركة “حماس”، في 15 سبتمبر الجاري، مضيّها في “بناء وتطوير علاقات راسخة” مع النظام السوري بعد نحو 10 أعوام من توتر العلاقات بين الجانبين.
المصادر الفلسطينية أبلغت “المجتمع” أن هناك حالة استياء بين قادة الحركة بسبب هجوم صحف النظام السوري على “حماس” واستغلال معارضة قيادات سُنية عديدة وعلماء عودة علاقتها مع سورية، من أجل تشويه الحركة، وأن هذا قد ينعكس على تأجيل اللقاءات الرسمية والعودة الفعلية لدمشق.
مصدر صحفي كبير في غزة أبلغ “المجتمع”: مع هذا، فالأمور ما زالت كما هي وموقف “حماس” لم يتغير، وهناك ترحيب من الأسد بقرار “حماس”، برغم ما يتردد عن أن مصالحة “حماس” مع بشار انهارت قبل أن تبدأ بسبب إهانات صحف سورية للحركة.
وأوضح أن ما تحدثت به صحيفة “الوطن” ليس تعبيراً حقيقياً عن موقف النظام، لأن نظام الأسد، وهذه حقيقة، لا يملك من أمره كثيراً، والمشاورات جرت أصلاً بين إيران و”حزب الله” والأسد في هذا الموضوع، ومن ثم تم الحديث مع “حماس”.
لكنَّ مصدراً من حكومة دمشق قال لصحيفة “القدس العربي”: إن مقال الصحيفة الذي كتبه الكاتب فراس عزيز ديب يعبر إلى حد ما عن موقف السلطات السورية، رغم أنه لم يصدر ما يؤيد ذلك علناً حتى الآن.
وزعم المصدر السوري الحكومي أن “حماس” غدرت بسورية، مشدداً على أن دمشق لم ولن تغفر لـ”حماس”، مضيفاً أن موقف سورية من جماعة الإخوان معروف بشكل عام، وتم استثناء “حماس” من أجل المقاومة، لكن بعد غدرها لم يبق هناك عذر لقبولها مرة أخرى، وفق زعمه.
بالمقابل، قال المعارض السياسي والخبير القانوني محمد سليمان دحلا، لصحيفة “القدس العربي”: إن وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية التابعة لنظام الأسد لا يتابعها إلا الشريحة المؤيدة، لذلك هو يتوجه في خطابه بهذه المقالة ضد “حماس” لهؤلاء ويحافظ على سرديته بأنه انتصر على المؤامرة، وأن من ناصبه العداء في الماضي يستجدي إعادة العلاقة معه وهو يتمنع.
وهاجمت وسائل إعلام النظام السوري “حماس” رغم المصالحة ووصفتهم بـ”الإخوان المجرمون” بعد أنباء عودة علاقات “حماس” والنظام السوري.
وشنت صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية، في عددها 19 سبتمبر الجاري، هجوماً لاذعاً على حركة «حماس» بعد إعلان الأخيرة استئناف علاقاتها مع دمشق، وفي مقال نشرته الصحيفة تحت عنوان “بهدوء.. الإخوان المجرمون على مقصلة التفاهمات السورية – التركية.. من التالي؟»، وقالت: إن “حماس” استمدت يوماً سطوتها الأخلاقية عندما احتضنتها عاصمة المقاومة دمشق، وبعد غدرها بالسوريين باتت كرتًا يتقاذفهُ من يريد تسجيل النقاط لا أكثر.
وأضافت: لا تقرؤوا بيانات “حماس” التي عادت للتغني بالدولة التي دعمتها واحتوت قياداتها قبلَ أن تتلقفهم فنادق قطر للمقاومة والصمود، بل اقرؤوا في الصمت السوري ففيه لغة أكثر بلاغة.
ومن وجهة نظر الصحيفة، فإن الدولة السورية ليست بوارد رفض أو قبول إعادة العلاقات مع “حماس”، لأن الأخيرة ليست دولة ليتم تبادل سفراء معها، وإنما هي مجرد تنظيم يجب النظر إليها من هذا الباب لا أكثر.
وأكدت أنه إن قرر أحدهم في هذا التنظيم زيارة سورية فأبوابها مفتوحة لكل من يقدم نفسه كمقاوم وليسَ من يتاجر بملف المقاومة، وقالت: المستويات التي سيتم التعاطي معها فلتكن أسوة بالشقيقة مصر التي تتعاطى مع التنظيم على مستوى الأجهزة الأمنية لا أكثر، من هذا المنطلق ربما على “حماس” الكف عن إصدار البيانات حول «قرارها» بعودة العلاقة مع سورية، لكثرةِ ما يوجد متحدثون باسم “حماس”، فقد تكرَّرَ هذا البيان لمراتٍ ثلاث في الأسابيع الماضية والنتيجة ماذا؟
وتابعت أن سورية لا ترى هذه الانعطافة السياسية إلا انطلاقاً من انعطافات الرأس الأكبر لا أكثر ولا أقل، وبمعنى آخر هناك تقاطع انعطافات ولَّدَ لدى “حماس” هذه الرغبة ولو بقي التركي والقطري على مواقفهما لرأينا علم الانتداب يحلق من جديد فوق رأس المدعو خالد مشعل دعماً للثوار في سورية.
وتحدث موقع «ميدل إيست آي» البريطاني عن اشتراط النظام السوري قبل إعادة العلاقات أن تعتذر “حماس” عن موقفها من الحرب في سورية، لكن “حماس” رفضت بشكل قاطع الاعتذار، وتم الاتفاق على إصدار بيان يؤكد دعم القيادة السورية، وهذا ما عبر عنه البيان الأخير.
وأضاف، نقلاً عن مصدر بارز من الحركة، أن النظام لن يسمح لبعض الشخصيات بدخول البلاد مرة أخرى، أبرزها القائد البارز خالد مشعل.
وتوقع المصدر أن يزور وفد من «حماس» سورية، خلال الأيام المقبلة، برئاسة موسى أبو مرزوق، أو خليل الحية، وليس رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، في هذه المرحلة، وهو ما تتوقع المصادر التي تحدثت لـ”الاستقلال” عن احتمالات تأجيله.
وأصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سورية بياناً حول عودة العلاقات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والنظام السوري، انتقدت فيه المطبعين مع النظام السوري من إخوة “حماس”، وقالوا: لا تفجعونا بكم.
وقال البيان: إن “إخوان سورية” يعلمون حرج الموقف الذي قادة “حماس” فيه، والخذلان الذي يعانون منه، والحصار، لكن أهلكم في سورية يعانون من القتل بالإضافة إلى الجوع والحصار والجرائم التي يقوم بها النظام الذي تتقربون منه، فاقت الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين.
وأضاف “إخوان سورية”، في البيان الموجه إلى “حماس”: لا تأخذكم ضغوط اللحظة الحاضرة إلى ضياع البوصلة، ولا تفجعونا بكم فأنتم أصحاب قضية عادلة، ولا تنسوا أنَّا في سورية أصحاب قضية عادلة أيضاً، وإذا كنتم تغارون على فلسطين فنحن نغار على سورية وفلسطين معاً.