نعى علماء ودعاة وسياسيون، اليوم الإثنين، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين السابق د. يوسف القرضاوي عن عمر ناهز 96 عاماً، في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في حسابه على “فيسبوك”: انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الرئيس المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي وهب حياته مبيناً لأحكام الإسلام.
وأضاف الاتحاد: “فقدت الأمة الإسلامية عالماً محققاً من علمائها المخلصين الأفاضل”.
ودعا الاتحاد العلي القدير أن يغفر للفقيد ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان.
وكتب نجله عبدالرحمن يوسف القرضاوي على حسابه في “تويتر”: “ترجل الفارس”.
وقال الداعية والمفكر الكويتي د. محمد العوضي: مذ كنا طلبة كانت كتبه غذاءً فكرياً لنا، شارحاً لمفاهيم الإسلام الكبرى بلغة عصرية وأسلوب جميل وشواهد من نصوص الشرع والتراث والمعاصرة.
وأضاف العوضي: نحسبه تجرع في سبيل الله مرارة السجن والتعذيب والتهجير وظل ثابتـاً على حبه لأمته ودفاعه عن دينه.
وترحم الداعية الكويتي نبيل العوضي على الشيخ يوسف القرضاوي، قائلاً: أسأل الله أن يجعل ما قدمه للمسلمين في ميزان حسناته وأن يجعل درجته في عليين عزائي لأسرته الكريمة وتلاميذه والأمة الإسلامية.
وقال الكاتب الكويتي محمد المطر: رحم الله شيخنا العلامة د يوسف القرضاوي الرجل الذي أفنى حياته بالدعوة والتعليم والكتابة.
وأضاف: وإلى أوقات قريبة مع زيادة مرضه وتقدمه بالعمر ولكنه يكتب الكتب والرسائل ولم يتوقف عن العطاء.
وكتب الإعلامي في قناة “الجزيرة” زين العابدين توفيق: رحم الله د. يوسف القرضاوي العلاَّمة المجتهد المحترم الفقيه المتبصر الذي أثرى عقولنا باجتهاداته وأشجى قلوبنا بعاطفته الصادقة الفتية، وجزاه الله عن الأمة خير الجزاء.
وقال السياسي المصري أيمن نور: رحم الله العالم الجليل سماحة الشيخ يوسف القرضاوي، وخالص العزاء للصديق والأخ الحبيب الشاعر عبدالرحمن يوسف ولأسرة الفقيد وتلامذته ومحبيه.
وقال الإعلامي القطري جابر الحرمي: برحيله فقدت الأمة أحد أبرز علمائها الكبار الذي عرف بدفاعه عن قضايا الأمة وخاصة قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى.
وأشار الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية إلى أن الأمة فقدت رجلاً عظيماً، كان عالماً مجاهداً، وقف مع الحق ورفض الظلم، وساند الشعوب المظلومة، وتحمل في سبيل ذلك الكثير من الظلم والأذى.
وقال الإعلامي الكويتي داهم القحطاني: كان من أهم الشخصيات المؤثرة في العمل الدعوي خلال نصف القرن الماضي.
ويعد الشيخ القرضاوي أحد أعلام الإسلام البارزين في العصر الحاضر في العلم والفكر والدعوة والجهاد، تولى منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
ولد الشيخ القرضاوي في إحدى قرى مصر؛ قرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى، محافظة الغربية بمصر، في 9 سبتمبر 1926م، وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره.
والتحق بمعاهد الأزهر الشريف، فأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية وكان دائماً في الطليعة، وكان ترتيبه في الشهادة الثانوية الثاني على المملكة المصرية، رغم ظروف اعتقاله في تلك الفترة، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية سنة 1952-1953م، وكان ترتيبه الأول بين زملائه، ثم حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر.
وفي عام 1958 حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب.
وفي عام 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسُّنة من كلية أصول الدين.
وفي عام 1973 حصل على الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية عن “الزكاة وأثرها في حل المشكلات الاجتماعية”.