ساد حزن واسع بين المصريين على وفاة العلامة الشيخ الإمام يوسف القرضاوي، ظهر اليوم الإثنين عن عمر ناهز 96 عاماً، وقدم العديد من القيادات والرموز والفاعلين العزاء في وفاة الفقيه المجدد الذي نهل من علوم الأزهر الشريف، ثم ذاع صيته وانتشرت مؤلفاته في ربوع العالم الإسلامي، وتبوأ مكانة كبيرة بين المسلمين، وكان الرئيس المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي وهب حياته لخدمة الإسلام.
وولد العلامة الراحل يوسف القرضاوي في عام 1926م بقرية صفط تراب في محافظة الغربية شمال العاصمة المصرية القاهرة.
رحيل فارس كبير
ترجّل الفارس.. بهذا الوصف نعى الشاعر الكبير عبدالرحمن يوسف أباه الراحل إلى الأمة، وسط تعليقات مليئة بالحزن والأسى على رحيل الفقيه المجدد.
ونعى المفكر الإسلامي الكبير د. محمد سليم العوا الفقيد الراحل قائلاً: أنعى إلى العالم الإسلامي العلامة الداعية الفقيه أ.د. يوسف القرضاوي، الرئيس المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأسألُ الله تبارك وتعالى أن يرزقه الجنة، وأن يجعل مقعده في عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
وأضاف في بيان على صحفته الرسمية على موقع فيس بوك أنه عرف العلامة الشيخ يوسف القرضاوي منذ عام 1956م ولم تنقطع صلتنا إلى أن أشتد به مرضه الأخير (رحمه الله)، وأشهد أنه كان صادقًا فيما يقول، مخلصًا فيما يعمل، متوجهًا إلى الله سبحانه وتعالى في صغير الأمور وكبيرها، ولذلك كانت مكانته في العالم الإسلامي مكانة الفقيه المربي المفتي المعلم.
وقال رئيس حزب الوسط المصري أبو العلا ماضي، في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك: لقد وهب الفقيد نفسه للعلم والفقه والدعوة إلى الله، وقد ألف أكثر من 150 كتاباً، أسأل الله أن يرحمه ويغفر له وأن يجمعه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وعزائي لأسرته ومحبيه وتلاميذه ولكل الأمة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ووصف المحامي منتصر الزيات وفاة القرضاوي بأنها انقباض للعلم، قائلاً: وانقبض العلم، توفي إلى رحمة الله فضيلة العالم والفقيه والشاعر والأديب الشيخ يوسف القرضاوي، رائد الوسطية في العالم الإسلامي عن عمر ناهز 96 عاماً، وبادرت الأسبوع الماضي أثناء زيارتي للعاصمة القطرية الدوحة إلى الاتصال بالشيخ لزيارته والاطمئنان، إلا أنني لم أتمكن من زيارته؛ لأن حالته الصحية لا تسمح، غفر الله لشيخنا الجليل ورحمه رحمة واسعة وجعل مثواه الجنة.
وقدم أحد القيادات النقابية البارزة بمصر د. إبراهيم الزعفراني عزاءه في الفقيد قائلاً، في تدوينة على حسابه بموقع “فيسبوك”: فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، رحمك الله رحمة واسعة، وجزاك الله عنا خيراً وعن أمة الإسلام والمسلمين، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم الذي أجرى على يديك هذا الخير أن يستقبلك استقبالاً حسناً، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يلحقك بالصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
ونعى المستشار السابق بمحكمة الاستئناف المصرية محمد سليمان الراحل قائلاً: وفاة الشيخ المجاهد القيمة والقامة فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، مات الرجل وذكراه تملأ الأرض وعاش آخرون وهم من غير ذمة ولا عرض، رحمة الله عليه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وقال الكاتب الصحفي عبدالله الطحاوي: غربت اليوم شمس من شموس الإسلام، الأجل يوافي الإمام العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقدم الفنان وجدي العربي تعازيه في الفقيد قائلاً: العالِم يوسف القرضاوي في ذمة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وقال رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشيوخ المصري النائب السابق محمد الفقي: سماحة العلّامة الشيخ يوسف القرضاوي في ذمة الله، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا لفراقك يا شيخنا الحبيب لمحزونون، اللهم جُرْنَا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها.
الأكثر نبوغاً
ووفق رصد مراسل “المجتمع”، قدم العزاء عدد من الرموز المختلفة سياسياً مع الشيخ يوسف القرضاوي.
وقال الكاتب الصحفي رئيس تحرير جريدة المشهد مجدي شندي، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”: رحم الله د. يوسف القرضاوي، اتفقت أو اختلفت مع انحيازاته السياسية، إلا أنه كان الأكثر نبوغاً والألمع عقلاً والأوفى اجتهاداً والأكثر تأثيراً بعد رحيل الشيخ محمد الغزالي.
وقدم المحامي طارق العوضي التعازي في وفاة الراحل قائلاً: وفاة يوسف القرضاوي، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وقالت المحامية الحقوقية الكبيرة عايدة سيف الدولة: الشيخ القرضاوي انتقل إلى رحمة الله، لم يعد هناك من تعاقبوه بحبس زوج ابنته، مطالبة بالإفراج عن زوج ابنته م. حسام خلف، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط.
ويعد الشيخ القرضاوي أحد أعلام الإسلام البارزين في العصر الحاضر في العلم والفكر والدعوة والجهاد، تولى منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
ولد الشيخ القرضاوي في إحدى قرى مصر؛ قرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى، محافظة الغربية بمصر، في 9 سبتمبر 1926م، وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره.
والتحق بمعاهد الأزهر الشريف، فأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية وكان دائماً في الطليعة، وكان ترتيبه في الشهادة الثانوية الثاني على المملكة المصرية، رغم ظروف اعتقاله في تلك الفترة، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية سنة 1952-1953م، وكان ترتيبه الأول بين زملائه، ثم حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر.
وفي عام 1958م حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب.
وفي عام 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسُّنة من كلية أصول الدين.
وفي عام 1973م حصل على الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية عن “الزكاة وأثرها في حل المشكلات الاجتماعية”.