في أوج محاولات الكرملين السيطرة على التداعيات الخطيرة لقرار إعلان التعبئة الجزئية العسكرية الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، شهدت روسيا، في الساعات الأخيرة، سلسلة حوادث، بينها مجزرة في مدرسة بمنطقة الأورال، وإطلاق نار داخل مركز تجنيد في سيبريا، وتظاهرات في داغستان ضد «التعبئة».
وأقدم مسلح، قالت موسكو إنه «نازي»، على مهاجمة المدرسة رقم 88 في مدينة إيجيفسك بجمهورية أودمورتي الواقعة على السفوح الغربية لجبال الأورال، وقتل 13 على الأقل وأصاب نحو 20 قبل أن ينتحر.
واعتبر الرئيس فلاديمير بوتين الحادث المأساوي «عملاً إرهابياً غير إنساني ارتكبه عضو في جماعة نازية جديدة». وهو اتهام يناسب تماماً الخطاب الروسي حول حرب أوكرانيا، علماً أن أحد أهداف الغزو الروسي كان «إنهاء النازية في كييف».
إلى ذلك، وفي حادث يظهر أن قرار التعبئة الجزئية للجيش الروسي يواجه معارضة، شهدت مدينة في جمهورية داغستان الروسية التي تسكنها أغلبية مسلمة (90.6 في المئة من السكان) احتجاجات ضد التعبئة.
وتم نشر فيديوهات مصورة تظهر تجمعاً كبيراً ثم نساء يتصدين لشرطي، وأخريات يرفضن فتح الطريق أمام سيارة شرطة اعتقلت محتجين. وقالت مصادر محلية، إن قوات الأمن اعتقلت ما لا يقل عن 100 شخص في محج قلعة عاصمة هذه الجمهورية الفدرالية الجبلية الواقعة في القوقاز على بحر قزوين، في تطور متزامن مع إصابة المفوض العسكري المشرف على مركز تجنيد إيركوتسك في سيبيريا بجروح خطيرة عندما فتح روسي النار عليه.
وعلى هامش اجتماعات الأمم المتحدة، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان عن إرسال «تحذيرات سرية» إلى روسيا لثنيها عن خيار الحرب النووية على أوكرانيا، مؤكدَين أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لديهم خطة لمواجهة هذا السيناريو الكارثي.