- قرأت مقالة لأحد الكتَّاب يذكر فيها أن البلاد التي يكون فيها أكثر من دين تكون العلمانية علاجاً لأوضاعها؛ حماية لها من التعصب الطائفي، فما رأيكم في هذا؟
– إن ما يذكره هذا الكاتب حجة عليه لا له، فإعلان “العلمانية” في كل من الهند ولبنان لم يعالج “الطائفية” الكامنة في صدور الناس، بل لم يشهد العالم خلال هذا القرن ما شهده من التعصب الطائفي البغيض في كلا البلدين.
فالمسلمون تعرضوا على يد الأكثرية الهندوسية لمذابح شتى، يشيب لهولها الولدان، أقربها مذابح آسام، بين الهندوس والسيخ معارك ضاربة، وصدامات مسلحة، قد ذهبت ضحية هؤلاء السيخ رئيسة وزراء الهند الشهيرة “أنديرا غاندي”.
والعجيب أن هؤلاء الهندوس، الذين يتورعون عن إبادة الفئران والحشرات، ولا يستخدمون مبيدات الذباب والبعوض في الفنادق الكبرى، لأن هذه الحشرات “ذات روح” استباحوا ذبح المسلمين بالألوف، كأنهم ليسوا من “ذوي الأرواح”!
أضف إلى ذلك أن التوجه لإعلان دولة علمانية، يتعايش فيها العرب المسلمون والنصارى واليهود لم يحل المشكلة عند أحد، لا عند اليهود، ولا عند الأمريكيين، أو الروس، أو الغربيين، ولا عند الفلسطينيين أنفسهم، ولا عند حكام العرب العلمانيين.
هل أوقف التوجه للعلمانية معركة “تل الزعتر”، وما خلفت من مآس وضحايا؟! أو منعت مذبحة “أيلول الأسود”؟! أو أخرت غزو لبنان وحصار بيروت، وإخراج الفلسطينيين منها؟! هل منعت حمامات الدم في صبرا وشاتيلا، ومخيمات اللاجئين في لبنان؟!
لعمر الله، ما أجد التوجه العلماني فتيلاً في شيء من ذلك، ولا جعل لأصحاب هذا التوجه قبولاً عند اليهود ولا عند مؤيديهم من الأمريكيين وغيرهم.