شعر: عبدالعزيز جويدة (*)
القدسُ قُدسٌ واحدةْ
أنا لستُ أعرفُ غيرَها
شرقيَّةٌ!
غربيَّةٌ!
هي في النهايةِ قُدسُنا عربيَّةٌ
بجذورِها..
وفُروعِها..
بمساجد، وكنائس..
بملامح البشرِ الذينَ تَحُفُّهمْ
في الليلِ أجنحةُ الملائكْ
بحجارةِ الأطفالِ في وجهِ التحدِّي..
والتعدِّي..
والمهالكْ
بدماءِ أبطالِ المعاركْ
بروائحِ التاريخِ
هذا المُمتطي في الفجرِ صَهوةَ مجدِنا
ما بينَ أصواتِ السَّنابِكْ
القدسُ قدسٌ واحدةْ
وجهُ الشوارعِ..
والأزِقَّةِ..
والدكاكينِ..
المقاهي..
حينَ تحمِلُنا هُنالِكْ
قد ماتَ بينَ تُرابِها يومًا أبي
وأنا الذي سأموتُ
في يومٍ كذلكْ
القدسُ قدسٌ واحدةْ
مهما أضافوا حولَها
أو زَوَّروا تاريخَها
القدسُ كالعنقاءِ
تخرجُ مِن رَمادِ حريقِها..
إنْ دمَّروها
وسينسِجونَ لنا الحِكاياتِ المريضةَ دائمًا
كَم رَدَّدوها
وسيطمِسونَ معالِمَ القدسِ التي
أنتم جميعًا تعرفونْ
القدسُ تبقى هكذا
بِتُرابِها، وبنخلِها..
زيتونِها
لن يَطمِسوها
القدسُ دُرَّةُ موطِني
وهي العروسُ لكلِّ دِينٍ
والملائكةُ الكِرامْ
قد زَيَّنوها
القدسُ يا رَيحانة
من جنَّة
يا صوتَ جِبريل الأمين..
ومَريَم..
ومُحمد أوصى بها خيرًا
فكيفَ تَركتُموها؟
القدسُ قدسٌ واحدةْ
من مَطلعِ التاريخِ
حتى يومِنا
هي صَيحةُ اللهِ التي ستهُدُّهمْ
لو قُلتُموها
القدسُ قدسٌ واحدةْ
لا تَنقسِمْ
وسيَقصِمُ اللهُ الذينَ يُحاولونْ
أن يَقسِموها
وسيُرسلُ اللهُ العزيزُ جُنودَهُ
قوم كِرام يبذُلون نُفوسَهم
كي يَدخُلوها
ويُزلزِلوها
وستعرِفونَ الفرق
ما بين الجنود القادمين وبينَنا
ولْتسألوها
إنَّا تزوَّجْنا الحياة إلى الأبد
وهُمُ الذينَ..
طَلَّقوها
___________________
المصدر: موقع «ديوان».