توفي، مساء أمس الثلاثاء، في الدوحة، الشيخ د. علي السالوس، أحد أعلام الاقتصاد الإسلامي والخبير في عدد من المجامع الفقهية، بعد مسيرة حافلة من الدعوة والعطاء والإنتاج الفكري عن عمر 89 عاماً.
وسيوارى جثمان الفقيد الثرى، اليوم الأربعاء، بعد صلاة العصر بمقبرة مسيمير بالدوحة.
ونعاه رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي د. خالد المذكور، قائلاً: رحم الله فضيلة د. علي السالوس، وأدخله نعيم جناته، كان أستاذاً في قسم الشريعة والدراسات الإسلامية في كلية الحقوق والشريعة في أواخر السبعينيات من القرن الماضي في الكويت.
وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القره داغي: تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة فضيلة الشيخ د. علي أحمد السالوس، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه الفردوس الأعلى، أعزي نفسي وأسرته ومحبيه في وفاة هذه الشخصية المؤمنة، فقد عرفته رجل المواقف الصائبة والفتاوى التي يريد بها وجه الله تعالى، وتآخينا منذ قدومي الدوحة عام 1985م، فوجدته الشخصية التي كانت تعرف بحق بالجدية والصدق، وكان دائمًا على استعداد للدفاع عن الحق والعدالة دون الخشية من لومة لائم في سبيل الله.
ونعاه د. محمد الصغير، رئيس الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، قائلاً: فقدت الأمة أحد أعلام الفقه والاقتصاد الإسلامي فضيلة العلَّامة د. علي السالوس المولود عام 1934م في مصر، وحصل على الدكتوراة من دار العلوم 1975م، وعمل بجامعات العراق والكويت، ثم استقر به المقام في كلية الشريعة بجامعة قطر، وخبيراً بالمجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وترأس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وله عشرات المؤلفات والبحوث في أبواب العلم المختلفة.
من مواقف الشيخ، رحمه الله، أنه بعد ثورة 25 يناير، تنادى مع إخوانه لتأسيس هيئة علمائية في مصر تكون مرجعاً للتيارات والجماعات جميعاً، فأسس معهم ما عرف باسم «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، وكان لها دور ملحوظ في توجيه الرأي الشرعي فيما تحتاجه ثورة مصر، وكان رئيساً لها، وهي تضم كوكبة من صفوة علماء مصر، وفق أستاذ المقاصد الإسلامية د. وصفي أبو زيد.
نبذة عن حياته العلمية والمهنية
ولد الفقيد عام 1934م في مدينة كفر البطيخ بمحافظة دمياط المصرية، ونشأ فيها حتى الثانوية العامة، أنهى دراسة ليسانس كلية دار العلوم في جامعة القاهرة عام 1957م، ودبلوم الدراسات العليا في كلية العلوم عام 1969م، وماجستير في الشريعة في كلية دار العلوم عام 1969م، ودكتوراة في الشريعة من كلية دار العلوم عام 1975م.
عمل بمجال التعليم في مصر منها 4 سنوات بمعهد المعلمين بالكويت في الفترة من 1957 – 1975م، وفي هذه الفترة شارك في تأليف عدد من الكتب في طرق التدريس لمدرسي المرحلة الثانوية، كما أشرفت على تأليف عدد منها، حتى حصلت على الماجستير والدكتوراة.
تنقل في عدة جامعات للتدريس منها الجامعة المستنصرية بالعراق من عام 1975 – 1976م، والمعاهد العليا بالكويت من عام 1976 – 1981م، إلى أن استقر بكلية الشريعة في جامعة قطر منذ عام 1401هـ.
وبحسب موقعه الإلكتروني، فقد شغل الشيخ السالوس عدة مناصب فقهية وعلمية، منها: أستاذ الفقه والأصول، وأستاذ فخري في المعاملات المالية المعاصرة والاقتصاد الإسلامي من جامعة قطر، والنائب الأول لرئيس مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، وخبير بمجمع الفقه منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، ثم اختير عضواً بالمجمع، خبير بجمع الفقه برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ثم اختير عضواً بالمجمع.
كما كان الفقيد أحد الأمناء لمركز قطر الإسلامي بلندن، ورئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر، وهي تضم كوكبة من صفوة علماء مصر.
وزادت مؤلفات الشيخ على 100 كتاب، إلى جانب كثير من التعليقات التي كتبها في تقديمه وحكمه على الأبحاث التي عرضت عليه للصلاحية للنشر، ولنيل الجوائز العالمية في مجال الاقتصاد والمعاملات المالية المعاصرة، أو ترقية أعضاء هيئة التدريس، أو المقدمة للمؤتمرات.
من مؤلفاته:
– موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة.
– فقه الشيعة الإمامية ومواضع الخلاف بينه وبين المذاهب الأربعة.
– أثر تغير قيمة النقود في الحقوق والالتزامات الآجلة.
– حكم ودائع البنوك وشهادات الاستثمار في الفقه الإسلامي.
– معاملات البنوك الحديثة في ضوء الإسلام.
– التضخم والكساد في ضوء حديث ابن عمر.
– مخاطر التمويل الإسلامي.
– الاقتصاد الإسلامي ودور الفقه في تأصيله.
– زواج الأقارب بين العلم والدين.